
حزب الله يحيي ذكرى مرور عام على اغتيال نصر الله

بيروت (رويترز) – أحيت جماعة حزب الله اللبنانية يوم السبت ذكرى مرور عام على اغتيال إسرائيل الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في بداية حرب حولت مساحات شاسعة من لبنان إلى خراب وأضعفت بشدة الجماعة التي كانت قوية ذات يوم.
وفي 27 سبتمبر أيلول 2024، أودت سلسلة من القنابل الإسرائيلية الخارقة للتحصينات على مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بحياة نصر الله الذي قاد الجماعة الدينية والسياسية والعسكرية الشيعية القوية لأكثر من 30 عاما.
ووجه مقتل نصر الله والحرب التي أعقبت ذلك ضربات موجعة للجماعة المدعومة من إيران، إذ قُتل بعد أسابيع هاشم صفي الدين الذي كان ينظر إليه على أنه خليفة نصر الله المحتمل.
والآن تتزايد الضغوط على الجماعة لإلقاء سلاحها – وهو مطلب يرفضه حزب الله.
وألقى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي تولى منصبه بعد شهر من اغتيال نصر الله، كلمة بمناسبة الذكرى.
وأكد قاسم أن حزب الله لن يسمح بنزع سلاحه وحذّر من مواجهة شرسة، واصفا المعركة بأنها معركة وجودية تستطيع الجماعة مواجهتها.
وتجمعت حشودٌ، من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، جنوب وشرق لبنان، لإحياء هذه الذكرى.
وتصاعد التوتر خلال الأيام الماضية مع اقتراب الذكرى، خاصة بعد أن عرض حزب الله صورا لنصر الله وصفي الدين على صخرة الروشة الشهيرة قبالة ساحل بيروت.
ورغم أوامر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ومحافظ بيروت بعدم القيام بذلك، عرض حزب الله الصور، مما أثار غضب المعارضين اللبنانيين لحزب الله الذين قالوا إنه لا ينبغي استخدام الصخرة للعروض السياسية.
وأصبح نصر الله أمينا عاما لحزب الله في عام 1992، وكان عمره آنذاك 35 عاما، بعد مقتل سلفه عباس الموسوي في هجوم إسرائيلي بطائرة هليكوبتر.
وبفضل خطاباته النارية، أصبح سريعا الوجه الذي يمثل ما كانت يوما جماعة ظل أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982 لمحاربة القوات الإسرائيلية المحتلة.
وفي اليوم التالي لهجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، انضم حزب الله إلى المواجهة، معلنا تضامنه مع حماس بإطلاق النار على مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان.
وأدى ذلك إلى تبادل إطلاق النار لمدة عام تقريبا قبل أن تصعد إسرائيل عملياتها بشكل كبير ففجرت أجهزة اتصال معبأة بمتفجرات يستخدمها حزب الله وكثفت وتيرة القصف الجوي وأرسلت قوات إلى جنوب لبنان.
وقتل ما مجموعه أكثر من أربعة آلاف شخص في الهجمات الإسرائيلية، من بينهم أكثر من 300 طفل. ورغم التوصل لوقف لإطلاق النار، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات أسفرت عن سقوط قتلى في لبنان.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف مقاتلي حزب الله والمنشآت التي تستخدمها الجماعة لتخزين الأسلحة.
وحالت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية دون إقامة مراسم دفن رسمية لنصر الله لعدة أشهر. ومنذ دفنه في مثواه الأخير، يتوافد أنصاره إلى قبره لزيارته.
(إعداد رحاب علاء وشيرين عبد العزيز ومعاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – تحرير محمد عطية)