مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دوربان 2.. اجتماع هادئ للمنظمات غير الحكومية

اختتمت المنظمات غير الحكومية اجتماعاتها قبل الانطلاق الفعلي لمؤتمر دوربان 2 يوم الاثنين 20 أبريل في جنيف Keystone

عشية افتتاح مؤتمر مراجعة دوربان، عقدت المنظمات غير الحكومية في نهاية الأسبوع في جنيف، المنتدى التقليدي للمجتمع المدني، الذي غابت عنه التجاوزات والانحرافات المعادِية للسامية واعتمدت "إعلان جنيف"، الذي لا يُـلزِم إلا المنظمات الموقِّـعة عليه.

يُـمكن تلخيص شِـعار منتدى المجتمع المدني، الذي انعقد يومي السبت والأحد 18 و19 أبريل في جنيف، في أن “الصِّـغر مُـرادِف للجمال”. فقد أفاد المنظمون أن أكثر من 300 مندوب غير حكومي، انكبّـوا على مدى يومين على مُـناقشة المواضيع المُـدرجة في جدول أعمال القمة، التي افتُـتحت صبيحة الاثنين 20 أبريل، كما تدارسوا مواضيع لن تتطرّق لها الوفود الرسمية، التي أقرّت وثيقة تمهيدية للمؤتمر، وُصِـفت من طرف البعض بأنها مائعة جدا وتوافُـقية.

في الواقع، لا مجال للمقارنة بين عدد المشاركين في منتدى جنيف والآلاف الخمسة، الذين تابعوا أشغال منتدى دوربان 1 (وهو المؤتمر الذي نظمته الأمم المتحدة في عام 2001 حول العنصرية في جنوب إفريقيا، في حين يُـفترض أن يقوم مؤتمر جنيف الحالي ببلورة حصيلة وتقييم لما اتُّـفِـق عليه في دوربان)، لكن المنظمين لا يُـخفون ابتهاجهم، إذ أن التجاوزات التي ميّـزت المنتدى الأول، لم تتكرّر هذه المرة.

ومع أن كثيرين، على رأسهم المنظمات غير الحكومية الدولية، التي تغيّـبت عن الاجتماع، عبّـروا عن المخاوف من صدور تصريحات عنصرية ومعادية للسامية، إلا أن عبد الوهاب الهاني، من المنظمة العربية لحقوق الإنسان، يؤكِّـد على أن “المنظمات غير الحكومية الإيرانية نفسها، التزمت بقواعد اللعبة وقبِـلت الواقع المتمثِّـل في أن الجميع ليسو على استعداد لاعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية”.

من جهته، صرّح بيرو دياوارا، العضو في اللجنة التنظيمية، قبل افتتاح التظاهرة، “يريد المنتدى أن يكون فضاءً للحوار اللاسياسي مفتوحا بوجه الجميع، ولا يرغب في توجيه إصبع الاتهام إلى أي بلد بوجه خاص”. هذا الرِّهان تحقّـق، حسبما يبدو، لكن المشاركين حرصوا على النأي بأنفسهم عن مواقف الدول.

الديانات التقليدية.. منسـِية

في مداخلته، قال هومبيرتو براون، منسِّـق مجموعة المنظمات غير الحكومية من أمريكا اللاتينية والكاراييب، في سياق التذكير بأبيات شِـعر محلية “ليست لدينا لُـغات، بل لهجات، ولا نتوفّـر على أديان، بل على أوهام وأساطير. ليست لدينا أسماء، بل أرقام”، وأضاف “هذا ما يُـقال عنّـا، فالوثيقة الرسمية لدوربان 2 تتحدّث عن المسيحية والإسلام واليهودية، ولكن لا يوجد شيء بخصوص الديانات، ذات الأصول الإفريقية.. إنهم يقولون بأنها ممارسات شيطانية، في حين أن هؤلاء القدِّيسين وهذه الروحانية وهذا التصوّف، هم الذين سمحوا للعبيد المقيَّـدين بالسلاسل بالبقاء على قيد الحياة في السُّـفن والمزارع”.

في السياق نفسه، أشارت نيمالكا فيرناندو، وهي ناشطة سريلانكية شهيرة ومنسِّـقة منتدى المنظمات غير الحكومية لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، إلى أنه “بعد 11 سبتمبر، اتّـخذ الكِـفاح ضد العنصرية والتمييز العنصري، بُـعدا سياسيا. فقد التحقت حكوماتنا بالحرب على الإرهاب وأصبح انخراطنا يُـقيَّـم في هذا الإطار. انظروا إلى النشطاء “الداليت” في الهند، الذين يُـتّـهمون بمعارضة سيادة الدولة. إن إعلان وخطّـة عمل دوربان 1، كانا يتحدّثان عن أمور مغايِـرة تماما عمّـا حدث فيما بعد”.

ولم تتردّد الناشطة في التذكير بأن أكثر من مليون عامل سريلانكي (80% منهم من النساء)، يعملون في الشرق الأوسط، وأضافت تقول “إذا ما استمعتم إلى حكاياتهم، فستعرفون ما هي العنصرية. إن (دول) جنوب آسيا، لم تكُـن قادرة على حماية أقلياتها. في جنيف، تستخدِم الدول لغة مزدوجة، فهي تدين الماضي الاستعماري، لكنها لم تتمكّـن من الكنس أمام أبوابها”.

السيدة فيوليت داغر، رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان، تذهب إلى أبعد من ذلك وتقول “هناك الكثير من التمييز والعنصرية في العالم العربي. فالعبودية لا زالت قائمة، رغم أنها لا تُـسمّـى كذلك، كما أن المثليين والبِـدون والفاقدين لأوراق الهوية، يعانون من التمييز. ومنذ دوربان 1، تراجعنا كثيرا، وإنه من المؤسِـف أن نكون مُـنقسِـمين إلى هذا الحدّ”.

اعتماد إعلان جنيف

المشاركون في المنتدى، شكّـلوا العديد من مجموعات العمل حول العنصرية ضد السود والتمييز تجاه المهاجرين واللاجئين والنساء والشعوب الأصلية والشعب الفلسطيني، وحول الانحرافات التي تلَـت أحداث 11 سبتمبر، وخاصة ما يتعلّـق بتصنيف البشر حسب الانتماء العِـرقي والديني (Profiling).

وفي الجلسة العامة، التي عُـقِـدت بعد ظهر الأحد 19 أبريل، أقرّ المشاركون إعلانا نهائيا، تمّ التذكير فيه على أن “إعلان دوربان 1″، كان تاريخيا، لأنه عرّف الاستعباد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، كما أدانت المنظمات غير الحكومية الفظائع وجرائم الحرب والأشكال القصوى للتمييز المُـمَـأسس والممارسات العنصرية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، الذي يُـكافح لتحقيق حقّـه غير القابل للتصرّف في تقرير المصير.

هذا الإعلان لا يُـلزِم إلا المنظمات غير الحكومية الموقِّـعة عليه، ولن يتمّ اعتباره وثيقة رسمية لمؤتمر مراجعة دوربان، الذي يستمرّ من 20 إلى 24 أبريل في جنيف.

ونظرا للإيجابية التي تميّـزت بها هذه التجربة، دعا المشاركون إلى عقد منتدىً آخر للمجتمع المدني في عام 2011 في مناسبة مرور 10 أعوام على انعقاد مؤتمر دوربان 1، وذلك بغضِّ النظر عمّـا ستُـقرِّره الدول في اجتماعها.

سويس انفو – إيزولدا أغاتسي / أنفوسود

القدس (رويترز) – قالت اسرائيل انها ستستدعي سفيرها لدى سويسرا يوم الاثنين 20 أبريل 2009 احتجاجا على مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن العنصرية في جنيف يحضوه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

وأبدى مسؤولون اسرائيليون غضبهم أيضا خلال اجتماع عقده الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس يوم الاحد 19 أبريل مع أحمدي نجاد الذي شكك في حدوث المحرقة ودعا الى “محو اسرائيل من على الخريطة”.

ويتزامن المؤتمر الذي يعقد يوم الاثنين والذي قاطعه عدد من القوى الغربية القلقة من أن يصبح منبرا للهجوم على اسرائيل مع ذكرى محرقة اليهود في الدولة اليهودية.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمجلس الوزراء في تصريحات نقلتها وسائل اعلام “قتل ستة ملايين من أبناء أمتنا في المحرقة. لم يع الجميع الدرس للأسف”. وأضاف نتنياهو “بينما نحن نحيي الذكرى يعقد مؤتمر مزعوم عن العنصرية في سويسرا. ضيف الشرف عنصري ينكر حدوث المحرقة ولا يخفي نواياه في محو اسرائيل من على وجه الارض”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي لاحقا انه ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قررا استدعاء السفير ايلان الجار من برن “لاجراء مشاورات واحتجاجا على المؤتمر المنعقد في جنيف”.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 20 أبريل 2009)

ضمّ المنتدى أكثر من 300 مشارك، بحسب المنظمين، قدِموا بالخصوص من إفريقيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي وآسيا.

بعد ظُهر السبت 18 أبريل، نُظِّـمت مسيرة في شوارع جنيف، ضمّـت حوالي 700 مشارك.

شاركت أحزاب اليسار في كانتون جنيف والنقابات في المسيرة السِّـلمية، إلى جانب مناضلين فلسطينيين وإيرانيين وجمعيات كردية وتاميل وداليت.

يهدف مؤتمر مراجعة دوربان، الذي دعت إليه الأمم المتحدة من 20 إلى 24 أبريل 2009 في جنيف، إلى تقييم كيفية تطبيق الإجراءات المعتمدة في عام 2001 في دوربان بجنوب إفريقيا خلال الجولة الأولى للمؤتمر.

قررت عدّة دول غربية مقاطعة المؤتمر، حيث اعتبرت الولايات المتحدة أن صياغة الوثيقة النهائية، التي تم إعدادها لهذا الاجتماع، “مثيرة للجدل”، في حين وصفتها هولندا بـ “غير المقبولة”، أما كندا وأستراليا، فقد اتّـخذتا قرار مقاطعة دوربان 2، خِـشية تحوّله إلى منصّـة معادية للسامية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية