The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

رئيس الوزراء الصيني يعتبر أن علاقة الصين مع أستراليا “على المسار الصحيح”

afp_tickers

رحّبت الصين باستعادة علاقاتها مع أستراليا الاثنين في كانبيرا قائلة إن العلاقات “تسير على المسار الصحيح”، خلال زيارة لرئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ تخللها تجاوز الشريكين التجاريين نزاعا اقتصاديا مريرا.

وأجرى لي، وهو أكبر مسؤول صيني يزور أستراليا منذ 2017، محادثات رفيعة المستوى مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي عقب مراسم ترحيب في مبنى البرلمان. 

وقال لي عقب اجتماعهما “في أقل من عام التقيت أنا ورئيس الوزراء ألبانيزي مرات عدة وتبادلنا الزيارات” مضيفا “هذا يدل على أن بلدينا يوليان أهمية كبيرة لعلاقتنا وأن هذه العلاقة تسير على الطريق الصحيح للتحسن والتنمية”.

وقدّم رئيس الوزراء الصيني بادرة حسن نية عبر منح المواطنين الأستراليين إعفاء من تأشيرات الدخول لفترة قصيرة، وهو ترتيب يقتصر على عدد محدود من البلدان.

ورغم الأجواء الإيجابية التي هيمنت على الزيارة، أقر الطرفان بأن “خلافات” ما زالت قائمة، خصوصا في ما يتعلّق بالنزاعات الدبلوماسية في المحيط الهادئ واحتجاز بكين كاتبا معارضا.

وقال ألبانيزي “لن نكون دائما على اتفاق، والنقاط التي نختلف عليها لن تختفي ببساطة إذا تجاهلناها”.

وكثّفت الشرطة التدابير الأمنية لمنع حدوث مشكلات عند وصول لي، فيما ردّد متظاهرون شعارات داعمة لحقوق الإنسان ورفعت جماعات مؤيدة للصين لافتات.

ونُصبت حواجز معدنية للحد من مواجهات محتملة بين المعسكرين.

ومن أكثر القضايا إلحاحا وأهمية بالنسبة إلى أستراليا هو مصير الكاتب الأسترالي من أصول صينية يانغ هنغجون المسجون في الصين.

وحكم على يانغ بالإعدام مع وقف التنفيذ في شباط/فبراير الماضي بعدما أدانته محكمة في بكين بالتجسس، وهي تهمة يعتقد كثر أن لها دوافع سياسية.

– سلوك “غير مقبول” –

وعشية وصول لي إلى كانبيرا، أصدر أقرباء يانغ رسالة تدعو ألبانيزي إلى ممارسة الضغط من أجل إطلاق سراح الكاتب فورا.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي بعد اجتماعه مع لي “في أستراليا، نحن نعارض عقوبة الإعدام، وكررت موقفنا”.

وفي الأشهر الأخيرة، انتقدت كانبيرا الجيش الصيني بسبب سلوكه “غير المقبول” و”الخطير” في الأجواء والمياه الدولية، ودعت إلى ضبط النفس في بحر الصين الجنوبي.

كما تعرب أستراليا عن قلقها إزاء الجهود التي تقوم بها بكين من أجل توسيع نفوذها على دول جزر المحيط الهادئ.

وأضاف ألبانيزي “ناقشت (مع لي) مصالحنا في منطقة المحيط الهادئ بالإضافة إلى قضايا أخرى بما فيها حقوق الإنسان”.

وتابع “لقد أثرت أيضا مسألة حظر التدخلات الأجنبية”.

من جهتها، أكّدت الصحافية الأسترالية من أصل صيني تشينغ لي التي أُطلق سراحها مطلع تشرين الأول/أكتوبر بعد أكثر من ثلاث سنوات على احتجازها في الصين بتهم التجسس، أن دبلوماسيين صينيين حاولوا منعها من أن تكون موجودة في الغرفة نفسها مع لي.

وأوضحت لقناة سكاي نيوز أستراليا “بذلوا قصارى جهدهم لإبعادي عن الكاميرات ومحاصرتي. أعتقد أن ذلك كان لمنعي من قول شيء ما أو القيام بشيء قد يعتبرونه غير مناسب”.

وفي حين يبدو أن الأمن الإقليمي سيبقى نقطة خلاف بين كانبيرا وبكين، فإن العلاقات أفضل بكثير على الصعيد التجاري.

وقال لي في بداية زيارته لأستراليا إن “الاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات” هي مفاتيح العلاقة.

بدأت العلاقة بين أستراليا والصين التدهور في 2018 عندما استبعدت كانبيرا مجموعة هواوي العملاقة من شبكة الجيل الخامس لخدمة الانترنت الفائقة السرعة لمبررات أمنية.وبعد ذلك في 2020، دعت أستراليا إلى تحقيق دولي في منشأ كوفيد-19، في خطوة اعتبرتها الصين مدفوعة سياسيا.

وفرضت بكين ردّا على ذلك قيودا تجارية على مجموعة من الصادرات الأسترالية تشمل الشعير ولحم البقر والنبيذ، بينما أوقفت وارداتها من الفحم.

وتحسنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ تولت حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي السلطة عام 2022 واعتمدت نهجا دبلوماسيا أكثر ليونة تجاه بكين.

وألغيت هذه القيود تدريجا مع إصلاح العلاقة، رغم أن القيود ما زالت قائمة على صادرات النبيذ الأسترالية.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا. وبلغ حجم التبادل التجاري 327 مليار دولار أسترالي (حوالى 202 مليار يورو) في العام 2023.

وكانت زيارة لي إلى كانبيرا المحطة الأخيرة في جولة استمرت ستة أيام شملت أستراليا ونيوزيلندا.

سفت/الح/نور

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية