
زعيم حزب العمال الكردستاني: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى

(رويترز) – ظهر عبد الله أوجلان الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني المحظور في فيديو نادر على الإنترنت يوم الأربعاء ليعلن انتهاء الكفاح المسلح للجماعة ضد تركيا، ودعا إلى تحول كامل نحو السياسات الديمقراطية.
وحث أوجلان في الرسالة، التي يعود تاريخ تسجيلها إلى يونيو حزيران ونشرتها وكالة فرات للأنباء المقربة من حزب العمال الكردستاني، البرلمان التركي على تشكيل لجنة للإشراف على نزع السلاح وإدارة عملية سلام أوسع نطاقا.
وقال في الفيديو “انتهت مرحلة الكفاح المسلح. هذه ليست خسارة، بل فوز تاريخي”.
وأضاف “يجب الآن الانتقال طواعية من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة السياسة الديمقراطية والقانون”.
وقرر حزب العمال الكردستاني في مايو أيار حل نفسه بعد دعوة مكتوبة من أوجلان في فبراير شباط. وكان الحزب يخوض حملة ضد الدولة التركية منذ أربعة عقود، وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد لأوروبي منظمة إرهابية.
وفي وقت لاحق، قالت متحدثة باسم حزب المساواة والديمقراطية للشعوب الموالي للأكراد، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي ولعب دورا رئيسيا في تسهيل قرار حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه، إن مجموعة من المسلحين ستبدأ تسليم أسلحتها في مدينة السليمانية بشمال العراق يوم الجمعة.
وبدأ حزب العمال الكردستاني حملته المسلحة عام 1984 وكان هدفه في الأصل إقامة دولة كردية مستقلة، وأسفر الصراع عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفرض عبئا اقتصاديا ثقيلا على البلاد، وأجج انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن حكومته لن تسمح بأي محاولات لتخريب عملية نزع السلاح، مضيفا أن أنقرة ستزف للشعب “بشارة تاريخية سارة”.
وقال لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان “نحن نخلص تركيا من شر دام نصف قرن، وننزع تماما القيود الدموية التي كانت تكبل بلادنا”.
واتهم أردوغان وحكومته مرارا حزب الشعوب الديمقراطي، سلف حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، واعتقلت السلطات أو احتجزت أو عزلت عددا من أعضائه.
وينفى حزب المساواة والديمقراطية للشعوب أي صلة مباشرة بالإرهاب، واضطلع الحزب اليساري بالوساطة بين أوجلان والحكومة التركية في الأشهر القليلة الماضية.
* انتهاء الأجندة الانفصالية
يمثل الفيديو لحظة نادرة وربما محورية في الصراع الطويل، إذ يتيح ما قد تكون أهم فرصة للرئيس رجب طيب أردوغان حتى الآن للتوصل إلى تسوية سياسية للقضية الكردية، في حال قررت حكومته الرد.
وظهر أوجلان، جالسا بقميص بولو رملي اللون (بيج) وأمامه كوب من الماء على طاولة، وبدا وكأنه يقرأ من نص مكتوب في الفيديو الذي تبلغ مدته سبع دقائق، وهو أول تسجيل علني مصور له أو لصوته منذ اعتقاله عام 1999. وكان يجلس بجانبه ستة آخرون من أعضاء حزب العمال الكردستاني المسجونين، وجميعهم ينظرون مباشرة إلى الكاميرا.
وقال إن حزب العمال الكردستاني، الذي تمركز في المناطق الجبلية بشمال العراق في السنوات القليلة الماضية، أنهى أجندته الانفصالية.
وأضاف “تحقق الهدف الرئيسي – تم الاعتراف بوجودنا. ما يتبقى سيكون تكرارا مفرطا وطريقا مسدودا”.
وذكر أوجلان أنه ينبغي لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب أن يعمل جنبا إلى جنب مع أحزاب سياسية أخرى لدفع عملية السلام.
ويتوقع حزب العمال الكردستاني وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب أن تتعامل أنقرة مع المطالب السياسية الكردية، ربما قبل تسليم الأسلحة في تركيا.
وقالت المتحدثة باسم حزب المساواة والديمقراطية للشعوب عائشة جول دوغان إن من الضروري جعل عملية نزع السلاح مستمرة من خلال سلسلة من الضمانات القانونية، وكذلك تشكيل الآلية اللازمة لانتقال حزب العمال الكردستاني إلى الحياة السياسية الديمقراطية.
ولاحقا، التقى أردوغان برئيس البرلمان نعمان قورتولموش، الذي من المقرر أن يلتقي أيضا رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين يوم الأربعاء لتنسيق الدور البرلماني في عملية نزع السلاح.
وتأتي رسالة أوجلان بعد يوم من زيارة كالين للعاصمة العراقية بغداد لعقد اجتماعات عالية المستوى مع مسؤولين عراقيين حول تعزيز أمن الحدود والخطوات الممكنة نحو “تركيا خالية من الإرهاب”، حسبما ذكر جهاز المخابرات التركي.
وقال الجهاز إن الحكومة العراقية عبرت عن دعمها الكامل للجهود المشتركة الرامية للقضاء على الجماعات المسلحة من شمال العراق.