تحذيرات من تسونامي في منطقة المحيط الهادئ بعد زلزال هائل قبالة روسيا
صدرت تحذيرات من خطر وقوع تسونامي في منطقة المحيط الهادئ برمّتها، بعدما ضرب زلزال بقوة 8,8 درجات هو الأقوى في المنطقة منذ حوالى 73 عاما قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية الثلاثاء، متسببا بعمليات إجلاء واسعة للسكان ومزعزعا النشاط الاقتصادي.
وفي اليابان، تمّ إجلاء سكان المناطق الساحلية والعاملين في محطة فوكوشيما النووية وأغلقت موانئ عدّة في أميركا الجنوبية. وفي حين ذكرت وسائل إعلام روسية أن عدة أشخاص أصيبوا في أقصى الشرق الروسي، لم تفد أي دولة بسقوط قتلى حتى الساعة.
والزلزال الذي وقع عند الساعة 08,24 بالتوقيت المحلي (23,24 بتوقيت غرينتش الثلاثاء) قبالة سواحل بيتروبافلوفسك في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية النائية ضرب على عمق 20,7 كيلومترا وعلى بعد 126 كيلومترا من كامتشاتكا، عاصمة المنطقة في أقصى الشرق الروسي.
وتعدّ هذه المنطقة التي ليس فيها كثافة سكانية كبيرة والتي ثار فيها بركان كليوتشيفسكوي الأربعاء من المناطق التي تشهد أعلى مستوى من الأنشطة الزلزالية في العالم حيث تتلاقى الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ وأميركا الشمالية.
وهذا أقوى زلزال منذ ذاك الذي وقع قبالة سواحل اليابان سنة 2011 بقوّة 9,1 درجات وتسبّب في تسونامي أدّى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص.
– “مخيف” –
في مرفأ سيفيرو-كوريلسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي، غمرت عدّة أمواج متتالية الشوارع.
وذكرت وسيلة إعلام محلية أن موجة عاتية ارتفاعها ما بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامشتاتكا.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة. وقال رئيس البلدية إنه تم إجلاء كل السكان إلى مواقع آمنة.
وقال أحد السكان في مقطع فيديو نشرته قناة “إزفيستيا” العامة إن “موجة التسونامي الرابعة تضرب الآن. الموجة عاتية وتغمر كل شيء، الشاطئ برمته مغمور. انحسرت المياه من جديد وستعود الآن. لقد دمرت المرفأ والمصانع القائمة على الساحل كليا”.
وأفادت وكالة تاس نقلا عن رئيس بلدية المدينة بأن إحدى موجات التسونامي جرفت سفنا كانت راسية في المرفأ.
غير أن السلطات الروسية رفعت الإنذار من تسونامي مساء الأربعاء.
وفي تصريحات لقناة “زفيزدا” العامة، قالت امرأة من سكان كامتشاتكا “اهتزت الجدران. لحسن الحظ كان لدينا حقيبة فيها مياه وملابس قرب الباب، حملناها وهربنا”.
وأضافت “هذه المرة الأولى التي اختبر زلزالا بهذه القوة. أجهشت بالبكاء، كان الأمر مخيفا جدا”.
وهذا أقوى زلزال يسجل منذ العام 1952 في منطقة كامتشاتكا على ما أفادت أجهزة رصد الزلازل المحلية التي حذرت من هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7,5 درجات.
وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1952، ضرب زلزال بقوّة 9 درجات المنطقة مثيرا موجات تسونامي مدمّرة في منطقة المحيط الهادئ برمّتها.
وفي 20 تمّوز/يوليو، وقع في المنطقة الروسية نفسها زلزال بقوة 7,4 درجات، تلته هزّات ارتدادية عدة، من دون أن يتسبّب بأضرار جسيمة.
وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ “واحدة من أكثر المناطق عُرضة للزلازل في العالم”، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
– “أخلوا الآن” –
في اليابان، أظهر بث مباشر للتلفزيون الياباني أشخاصا يغادرون بسيارات أو سيرا للانتقال إلى مرتفعات ولا سيما في جزيرة هوكايدو الشمالية.
وحثّت السلطات أكثر من مليوني ياباني على إخلاء مناطقهم.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن موجة تسونامي ارتفاعها 1,30 متر ضربت مرفأ في إقليم مياغي في شمال البلاد عند الساعة 13,52 بالتوقيت المحلي (الساعة 04,52 بتوقيت غرينتش).
غير أن هيئة الأرصاد الجوية اليابانية خفضت الأربعاء مستوى الإنذار من التسونامي في الجزء الأكبر من الأرخبيل.
وقرب شاطئ إيناغه في منطقة تشيبا القريبة من طوكيو فرض طوق أمني في المكان وقال مسعف لصحافيي وكالة فرانس برس المتواجدين إنه يحظر الوصول إلى الشاطئ حتى إشعار آخر.
ويقوم التلفزيون الرسمي بتغطية مباشرة. ودعا أحد المذيعين السكان إلى إخلاء المناطق الساحلية بقوله “غادروا الآن للنجاة بأرواحكم”.
وأعلنت الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية في شمال اليابان إنها أجلت موظفيها. وكان زلزال قوي شهدته اليابان في آذار/مارس 2011 وتبعه تسونامي عنيف اجتاح المحطة وألحق أضرارا في مفاعلاتها. وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون عددا من الحيتان وقد جنحت إلى الشاطئ.
وحذرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من “موجات تسونامي متعدّدة”، طالبة من السكان “عدم السباحة في البحر والاقتراب من السواحل”.
– إغلاق مرافئ –
أصدرت الصين كذلك تحذيرا من تسونامي لعدة مناطق ساحلية لكنها عادت ورفعته.
أما الفيليبين فحثت سكان ساحلها الشرقي على الانتقال إلى مناطق داخلية ونصحت صيادي الأسماك الذين هم في البحر بالبقاء في أعالي البحار بعيدا من الشاطئ.
وعلى الضفة المقابلة من المحيط الهادئ، حذّرت المكسيك من خطر حدوث تسونامي، شأنها في ذلك شأن كولومبيا والبيرو والإكوادور التي طلبت من السكان إخلاء مناطقهم.
وصرّحت صيّادة في بويرتو أيورا في أرخبيل غالاباغوس الإكوادوري فضلّت عدم الكشف عن هويّتها “الزوارق لم تخرج للصيد. وأُبلغنا بمكبرّات الصوت بأنه يستحسن عدم الاقتراب من الساحل”.
وفي البيرو، أغلق حوالى نصف المرافئ (65 من أصل 121) وأوصت البحرية بتعليق أنشطة الصيد وحثّت السكان على الابتعاد من المحيط.
ومن المتوقّع أن يراوح علوّ الأمواج بين متر وثلاثة أمتار.
ومن المحتمل أن تضرب أمواج عاتية تشيلي وكوستاريكا أيضا، فيما قد يصل علوّها إلى أربعة أمتار في أرخبيل ماركيز في بولينيزيا الفرنسية.
وأصدرت الولايات المتحدة إنذارات في مناطق مختلفة من الساحل، من ألاسكا إلى كاليفورنيا.
وفي هاواي، خفف مستوى الإنذار من تسونامي إلى توخي الحذر، بحسب ما أعلن المركز المعني بالإنذارات من التسونامي في المحيط الهادئ (PTWC) وألغت سلطات المنطقة أمر إخلاء المناطق الساحلية الفيضانية.
بور/بم-غ ر-م ن/ب ق
