ستارمر يعد بإصلاح جذري لنظام الصحة العامة في بريطانيا بعد تقرير قاتم
وعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس بإصلاح جذري لنظام الصحة العامة (أن اتش اس) بعد صدور تقرير شدد على “الوضع الحرج” لهذه المؤسسة.
ويعاني نظام الصحة العام الصحة العام “أن اتش اس” الذي أنشئ بعيد الحرب العالمية الثانية لتوفير رعاية طبية مجانية للجميع مشاكل جمة، من صعوبة الحصول على موعد لدى الطبيب إلى قوائم الانتظار الطويلة لتلقي علاج في المستشفى وتجاوز القدرة الاستيعابية لأقسام الطوارئ.
وكان انعاش هذا النظام من بين القضايا البارزة في الحملة الانتخابية التي حملت ستارمر إلى السلطة في تموز/يوليو الماضي. وقد جعل رئيس الوزراء العمالي منها إحدى أولوياته.
وأعلن الخميس أنه يريد المباشرة ب”أكبر إعادة تنظيم” لهذا القطاع منذ إنشائه بعد نشر تقرير طلبته الحكومة مطلع الصيف.
وقال رئيس الوزراء “هذا النظام محطم لكنه ليس منهارا تماما. وهذه الحكومة العمالية تعمل على وضع خطة على عشر سنوات (…) ستكون مختلفة عما وضع حتى الآن”.
وخلص التقرير الذي صدر الخميس إلى أن عمل نظام الرعاية الصحية تدهور في السنوات الخمس عشرة الأخيرة وبات في “وضع حرج”.
وقال معد التقرير الجراح آرا دارزي العضو المستقل في مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني إن أسباب ذلك كثيرة، منها النقص في الاستثمارات ومحاولة إعادة تنظيم غير ناجعة وجائحة كوفيد-19.
وشدد التقرير على الارتفاع في عدد المرضى الذين يعانون مرضا مزمنا مثل السكري وضغط الشرايين.
وأشار إلى أن لدى المملكة المتحدة معدل إصابة بالسرطان أعلى من دول أوروبية أخرى مع قوائم انتظار طويلة جدا لمرضى يسعون للحصول على علاج.
ولاحظ أن 10 % من الأِشخاص الذين يأتون إلى أقسام الطوارئ ينتظرون أكثر من 12 ساعة قبل أن يتم فحصهم.
وعلق دارزي في بيان “مع أني لا أعمل ضمن النظام الصحي العام منذ أكثر من 30 عاما، إلا انني صدمت بما اكتشفت”.
– “مهمة جيل كامل” –
وقال ستارمر “نحتاج إلى التحلي بالشجاعة لبدء إصلاح طويل الأمد هو عملية جراحية ضخمة وليس حلولا بدائية”.
ورأى أن النظام الصحي “عند مفترق” مجددا حملته على المحافظين الذين سبق أن انتقدهم بهذا الشأن.
ورأى أن المحافظين “فرضوا على نظام الرعاية الطبية ما وصفه التقرير بأنه أكثر العقود تقشفا منذ إنشائه”.
وعرض “ثلاثة تغييرات كبيرة” بهدف “انعاش نظام ان اتش اس، هي الرقمنة لتحسين الانتاجية وتطوير الرعاية الخارجية من أجل خفض الاكتظاظ في المستشفيات، والوقاية”.
وأضاف “هذا يعني مزيدا من الفحوصات والصور والرعاية المتوافرة” خارج المستشفى أو “استثمارات على المدى الطويل في تكنولوجيات جديدة ستساعدنا على رصد المشاكل وتجنبها في وقت أبكر”.
وأكد أن “المهمة التي امامنا هي مهمة جيل كامل”، واعدا بالعمل مع الأطباء ومقدمي الرعاية الذين نفذوا إضرابات عدة في السنتين الأخيرتين للمطالبة برفع الأجور وبمزيد من الوسائل ولا سيما زيادة عدد العاملين.
ورأى رئيس الوزراء “هذا التغيير قد يكون الأكبر الذي يطال نظام الصحة منذ ولادته”، مؤكدا أنه لا يريد “زيادة الضرائب على العمال”.
بده-مهك/غ ر/ب ق