
سوريا ترجئ انتخابات مجلس الشعب بالسويداء بعد العنف الطائفي

(رويترز) – أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا يوم السبت أن أول انتخابات برلمانية في ظل الإدارة الإسلامية الجديدة، والمقرر إجراؤها في سبتمبر أيلول، لن تشمل محافظة السويداء في جنوب البلاد ومحافظتين أخريين لأسباب أمنية.
وذكرت تقارير أن مئات الأشخاص قتلوا في يوليو تموز خلال اشتباكات بمحافظة السويداء بين مقاتلين دروز وعشائر سنية وقوات حكومية تم إرسالها إلى المدينة لإخماد الاضطرابات.
وتدخلت إسرائيل بشن غارات جوية لمنع ما وصفتها بعمليات قتل جماعية للدروز على يد القوات الحكومية.
والدروز أقلية منبثقة عن الإسلام لها أتباع في سوريا ولبنان وإسرائيل. ويغلب الدروز على سكان محافظة السويداء التي تضم أيضا عشائر سنية. وتشهد هذه المناطق توترات منذ فترة طويلة بسبب الأراضي وغيرها من الموارد.
ووصفت الفصائل الدرزية الرئيسية التي تسيطر على المحافظة حكومة الرئيس أحمد الشرع بالمتطرفة وقاومت نشر القوات الحكومية، قائلة إنها تريد أن تدير أمنها بنفسها.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن لجنة الانتخابات أنه سيتم أيضا تأجيل الاقتراع المقرر الشهر المقبل في كل من محافظتي الحسكة والرقة الشماليتين، اللتين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد على أجزاء منهما بشكل رئيسي، وذلك حتى تتوفر “بيئة آمنة”.
وقال عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب والمتحدث الإعلامي باسمها نوار نجمة للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) “حرصا على التمثيل العادل في مجلس الشعب للمحافظات السورية الثلاث (السويداء والحسكة والرقة)، ونظرا لما تشهده هذه المحافظات من تحديات أمنية، فإن اللجنة العليا قررت إرجاء العملية الانتخابية في المحافظات المذكورة لحين توفر الظروف المناسبة والبيئة الآمنة لإجرائها”.
وأضاف “مخصصات هذه المحافظات الثلاث من المقاعد ستبقى محفوظة إلى حين إجراء الانتخابات فيها بأقرب وقت ممكن”.
وتابع “تم تأجيل الانتخابات في هذه المحافظات، لكُونَ انتخابات مجلس الشعب مسألة سيادية ويجب أن تتم ضمن أراض تسيطر عليها الدولة، وتسيطر على دوائرها الرسمية بشكل كامل”.
وأثار القرار انتقادات من السلطات الكردية.
وذكر بيان صادر عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا يوم الأحد “هذه الانتخابات ليست ديمقراطية ولا تعبر عن إرادة السوريين بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل سوى استمرار لنهج التهميش والإقصاء”.
ونفت أن يكون الأمان سببا وجيها لاستبعاد هذه المحافظات، قائلة إنها تعتبر آمنة مقارنة بالمناطق الأخرى.
وقالت “نريد أن ننوه بأن تعريف مناطقنا بانها مناطق غير آمنة لتبرير سياسة الإنكار لأكثر من خمسة ملايين سوري هو عار عن الصحة لأن مناطق شمال وشرق سوريا هي أكثر المناطق أمنا نظرا إلى المناطق الأخرى في سوريا”.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية الشهر الماضي إن من المقرر إجراء التصويت لاختيار أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 210 أعضاء في الفترة بين 15 و20 سبتمبر أيلول.
وقال الشرع في فبراير شباط إن البلاد ستستغرق من أربع إلى خمس سنوات حتى تكون جاهزة لإجراء انتخابات رئاسية.
(تغطية صحفية ليلى بسام – شارك في التغطية سليمان الخالدي وجيداء طه – إعداد محمد عطية ودعاء محمد للنشرة العربية)