The Swiss voice in the world since 1935

عائلات حقوقيين سجناء في الشرق الأوسط تطالب واشنطن بالضغط لصالحهم

محمد بن سلمان وجو بايدن في جدة في 15 تموز/يوليو 2022 afp_tickers

على الرغم من شعورهم بالخيبة يعتزم أهالي النشطاء المسجونين أو المفرج عنهم حديثاً في الشرق الأوسط مواصلة الضغط لتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان، وقد حثوا الولايات المتحدة هذا الأسبوع على استخدام نفوذها لاسيما في مصر والمملكة العربية السعودية.

وأجروا محادثات في هذا الصدد بواشنطن مع ممثلين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس، برعاية المنظمة غير الحكومية “فريدوم إينسياتيف”.

ويأتي ذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الزيارة التي قام بها الرئيس جو بايدن إلى جدة، حيث التقى كلا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي جرت عليه الكثير من الانتقادات، وخدشت صورته.

فقبل أن يتم انتخابه رئيسا كان بايدن التزم أن يلعب دور المبشر بالديموقراطية وأن يعامل العربية السعودية كدولة “منبوذة”، بسبب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في كانون الأول/ديسمبر 2018 داخل قنصلية المملكة في اسطنبول.

لكن مصافحته الودية بقبضة اليد مع الأمير بن سلمان في تموز/يوليو، طبعت المتابعين.

كانت سناء سيف، شقيقة المعتقل الأشهر في مصر علاء عبد الفتاح، تعي جيدا أن الواقعية السياسية تسود عادة فوق أية اعتبارات أخرى، لكنها تشعر مع ذلك “بالإحباط” من سلوك بايدن، بينما يخوض شقيقها إضرابا عن الطعام منذ أكثر من ستة أشهر.

وتقول لوكالة فرانس برس إن المسؤولين الأميركيين الذين التقتهم في واشنطن أظهروا “الكثير من المواساة”، لكن من دون “أية إجراءات ملموسة تترجم” عمليا هذه المشاعر.

وهي واثقة من أن ممارسة واشنطن لضغوط على الحكومة المصرية سيكون له تأثير عليها، وأيضا ضغوطا السلطات البريطانية لحملها على أن تتحرك أكثر، على اعتبار أن شقيقها حصل هذا العام على جنسية هذا البلد من داخل زنزانته. وهو مدان بالسجن خمسة أعوام بسبب “نشر أخبار زائفة”.

– انتقادات “أكثر حدة” –

بدوره يدعو المناضل الفلسطيني رامي شعت الولايات المتحدة إلى أن تلقي بثقلها لكي لا تتحول الدورة 27 لقمة المناخ العالمية، المرتقبة بمصر في تشرين الثاني/نوفمبر، إلى مناسبة “لتبييض” صورة النظام المصري. وقد قضى شعت أكثر من 900 يوم سجنا في هذا البلد.

ويقول لوكالة فرانس برس إن “مستوى القمع صار مدمرا” في مصر، حيث يوجد أكثر من 60 ألف معتقل رأي بحسب منظمات غير حكومية. في الوقت نفسه يعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “مصدرا رئيسيا للدعم والموارد والأسلحة”. وتتلقى مصر مساعدة عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة تقدر بأكثر من مليار دولار سنويا.

ويعتقد شعت أن لدى عبد الفتاح السيسي “حساسية إزاء ضغوط الأميركيين والأوروبيين، بل فقط إزاء انتقاداتهم البسيطة، لذلك أدعوهم إلى التعبير عن انتقادات أكثر حدة”.

من جهتها أعربت لينا، شقيقة المناضلة السعودية المدافعة عن حقوق المرأة لجين الهذلول، للمسؤولين الأميركيين عن قناعتها بأن “الحل الوحيد يكمن في التوقف عن تشجيع ديكتاتور”، في إشارة إلى ولي العهد السعودي. وقد أفرج عن شقيقتها في 2021 لكنها ما تزال ممنوعة من مغادرة البلاد.

وحثت من التقتهم قائلة “لديكم وسائل لممارسة ضغوط”.

قبل زيارة بايدن إلى جدة “كانت رسالتنا للإدارة الأميركية جلية: إذا أردتم زيارة بلداننا بدون وضع شروط واضحة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، فإن الأوضاع سوف تصبح أكثر سوءا وسيزيد الذين يضطهدوننا جرأة”، كما قالت لينا لوكالة فرانس برس.

وتابعت “وعدونا بأن الأمور لن تسير على هذا الشكل”، لكن الوضع في السعودية “أسوأ من ذي قبل”، حيث “يشعر الجميع بالخوف” و”يسجن الناس بسبب تغريدات على تويتر”.

في أيلول/سبتمبر كان جو بايدن أكد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن “الولايات المتحدة سوف تدعم دائما حقوق الإنسان (…) عبر العالم”، وأن “المستقبل للبلدان التي تحرر كافة طاقات سكانها”.

لكن مصافحته ولي العهد السعودي التي يفترض أن تدشن انطلاقة جديدة في العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، أظهرت محدوديتها في مجالات أخرى، بحيث أعلن تحالف “أوبك+” الأربعاء، بقيادة السعودية، خفض إنتاجه من النفط.

وعلق الرئيس السابق لمنظمة هيومن راتيس ووتش كينيت روث قائلا “بايدن باع مبادئه حول حقوق الإنسان مقابل وعد من ولي عهد السعودية برفع إنتاج النفط”. وسأل بايدن “هل كان الأمر يستحق هذا الثمن؟”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية