The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

عشرات الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون يستهدف الإعلام

صدامات بين الشرطة ومتظاهرين يرفعون علم الاتحاد الأوروبي قرب البرلمان الجورجي، في تبليسي في 7 آذار/مارس 2023 afp_tickers

استخدمت الشرطة الجورجية مساء الأربعاء خراطيم المياه لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في تبليسي اعتراضاً على مشروع قانون يهدّد عمل وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وشبّهه معارضوه بقانون روسي أقرّ لإسكات المعارضين.

وأمرت الشرطة الجورجية المتظاهرين المحتشدين بالقرب من مبنى البرلمان في العاصمة تبليسي احتجاجاً على مشروع قانون “العملاء الأجانب” بفضّ تحرّكهم، وعندما لم يفعلوا استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وفق مراسل ميداني لوكالة فرانس برس.

وليلاً كان التوتر لا يزال سائدا بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وتجمع المتظاهرون وهم يلوحون بعلمي بلادهم والاتّحاد الأوروبي في تبليسي أمام مقرّ البرلمان الذي أقرّ بشكل أوّلي مشروع القانون الذي يذكّر بتشريع روسي تستخدمه موسكو لإسكات المعارضين.

وشدّدت المتظاهرة إيلين كسوفرلي البالغة 16 عاماً على أنّ الجورجيين يرفضون أن يتهدّد مستقبلهم.

وقالت في تصريح لوكالة فرانس برس “لن نسمح لهم بأن تحدّد روسيا مستقبلنا”.

ووصفت المتظاهرة آزا أخفليدياني البالغة 72 عاماً حكومة البلاد بأنّها “غبية”.

وقالت “أعرف ما يجري في موسكو. يوقفون كلّ المارّة ويفعلون بهم ما يشاؤون. أعتقد أنّ الحكومة الجورجية تريد الأمر نفسه”.

وتسود مخاوف من أنّ الجمهورية الصغيرة الواقعة في القوقاز والتي تطمح للانضمام إلى كلّ من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي تجنح نحو الاستبداد وتنحني أمام الضغوط السياسية التي يمارسها الحزب الحاكم.

وكانت اشتباكات وقعت الثلاثاء بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب بعد أن وافق نواب الحزب الحاكم على مشروع القانون في قراءة أولى.

وأفادت الشرطة الأربعاء أنّ أكثر من 70 متظاهرا أوقفوا وأصيب 50 شرطياً بجروح.

وفي وقت سابق الأربعاء، حضّت الولايات المتحدة سلطات تبليسي على السماح بتنظيم تظاهرات سلمية، مبدية تضامنها مع المحتجين، وداعية كل الأطراف إلى “ضبط النفس”.

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله بأن ينجح تحرّك المحتجّين في جورجيا، وقال في مداخلته المسائية “ما من أوكراني لا يتمنّى لجورجيا الصديقة النجاح. النجاح الديموقراطي، النجاح الأوروبي”.

وعصر الأربعاء أغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي في تبليسي ورددوا هتافات “لا للقانون الروسي”.

وحملت إحدى اللافتات شعار “نساء ضد السيطرة الكاملة” في إشارة إلى يوم المرأة العالمي.

وقالت تامونا كيرخفادزه الخبيرة الاقتصادية البالغة 37 عاما والتي شاركت في التظاهرة لوكالة فرانس برس “نريد أوروبا، نريد الغرب”، مضيفة “نريد مستقبلاً مشرقاً لنا ولأطفالنا”.

ويطالب المحتجّون بإسقاط مشروع قانون “شفافية التمويل الأجنبي” والذي يشبّهونه بالقانون الذي تستخدمه روسيا لإجبار مؤسسات المعارضة على إغلاق أبوابها.

– “لحظة كبيرة” –

وقال توم ديوال من مؤسسة كارنيغي أوروبا إن مشروع القانون وحملة القمع يمثلان تحديا خطيرا في هذه الدولة المضطربة سياسيا.

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي “إنها لحظة كبيرة بالنسبة لجورجيا، البلاد لا تزال ديموقراطية، لكنها بالتأكيد ديموقراطية تكافح للبقاء”.

وفي وقت متأخر الثلاثاء، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين طاولت بعض شعاراتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وخاضت روسيا وجورجيا حرباً استمرت خمسة أيام عام 2008.

وتصنيف “العميل الاحنبي” في روسيا يذكّر بعبارة “عدو الشعب” العائدة للحقبة السوفياتية والذي استخدمته السلطات الروسية بشكل مكثّف ضد معارضين وصحافيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان اتهموا بممارسة أنشطة سياسية بتمويل أجنبي.

وواجهت السلطات الجورجية انتقادات دولية متزايدة بشأن ما يُعتقد أنه تراجع عن الديموقراطية، ما أضرّ بشكل خطير بعلاقات تبليسي مع بروكسل.

ودافع رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي غاريباشفيلي عن سياساته “المتوازنة” المتعلقة بروسيا، معتبراص أنّها تهدف إلى ضمان “السلام والاستقرار”.

لكنّ الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي أعربت عن دعمها للمتظاهرين وتعهدت رفض التشريع.

وقالت السفارة الأميركية في جورجيا بعد القراءة الأولى لمشروع القانون “اليوم هو يوم مظلم للديموقراطية الجورجية”.

وأعلنت وزارة الداخلية الجورجية أن المتظاهرين “ألقوا مقذوفات مختلفة، حجارة وأشياء حادة وسريعة الاشتعال … وهاجموا جسديا عناصر شرطة وقاوموهم”.

– عبوات مولوتوف –

وأضافت الوزارة “في وقت لاحق شن الناس هجوما منظما على مبنى البرلمان وألقوا ما يسمى بزجاجات مولوتوف وأسهما نارية”.

وأوضحت أنّ 66 شخصا أوقفوا على خلفية أعمال شغب بسيطة وعصيان تعليمات عناصر تطبيق الأمن.

وأصيب 50 شرطيا في الصدامات، بحسب الوزارة، لا يزال العديد منهم في المستشفيات.

وقدّمت جورجيا طلبا للانضمام للاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا ومولدافيا بعد أيام على بدء روسيا غزو أوكرانيا في شباط/فبراير العام الماضي.

وفي حزيران/يونيو منح قادة الاتحاد رسمياً كلاً من كييف وكيشيناو وضع المرشّح، لكنّهم قالوا إنّ على تبيليسي تطبيق عدد من الإصلاحات أولا.

ومساعي الانضمام لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مكرّسة في الدستور الجورجي، ويؤيدها 80 بالمئة من الشعب على الأقلّ، وفق استطلاعات الرأي.

وأثارت طريقة معاملة جورجيا للرئيس السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي إدانات دولية.

والشهر الماضي وجّهت دول الاتحاد الأوروبي تحذيراً دبلوماسياً لقادة جورجيا على خلفية تدهور الحالة الصحية لساكاشفيلي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية