The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

غزة من السماء … قطاع غارق في الظلام

afp_tickers

يظهر قطاع غزة الذي حرمته إسرائيل إلى حد كبير من الكهرباء منذ بدء الحرب مع حماس، أقل إضاءة في الليل بسبع مرات مما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق معطيات لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية بين مطلع العام وأيار/مايو 2025 أن القطاع غارق في الظلام بالمقارنة مع الأشهر الخمسة التي سبقت الحرب (من أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر 2023). ومن السماء، انخفض سطوع مدينة غزة ليلا بمقدار 16 ضعفا بين الفترتين.

وقد حوّلت الحرب المستمرة منذ 21 شهرا القطاع إلى كتلة ركام زنتها ملايين الأطنان اذ بلغت نسبة المباني المدمّرة أو المتضرّرة 70 بالمئة، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس لبيانات للأمم المتحدة.

– توقف محطة الطاقة الوحيدة –

في عام 2022، بلغ متوسط إمدادات الكهرباء في القطاع الفلسطيني الخاضع للحصار الإسرائيلي منذ عام 2008، اثنتي عشرة ساعة يوميا، وفق أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وانخفض هذا الرقم إلى الصفر في عام 2024.

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفر عن مقتل 1219 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.

ردا على الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة هجمات عسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع بدء الهجمات الإسرائيلية، أعلن وزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت فرض “حصار شامل على غزة”. وأوضح “لا كهرباء، لا ماء، لا غاز”.

بسبب نقص الوقود، توقفت محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع الفلسطيني عن العمل بعد يومين من إعلان غالانت. كما قُطعت خطوط الكهرباء الآتية من إسرائيل.

وكان المصدران يغطيان معا 43% من الطلب على الكهرباء في غزة في عام 2022، في حين ظلت النسبة المتبقية غير ملباة.

– مظلم مثل الصحراء –

اعتمدت وكالة فرانس برس على مشروع “بلاك ماربل” (الرخام الأسود) التابع لوكالة “ناسا” والذي يسجل بشكل شبه يومي الإشعاع الأرضي، أي قوة الضوء المنبعث من سطح معين. ويقيس المشروع الإشعاع في 2100 نقطة مختلفة في قطاع غزة، متباعدة الواحدة من الأخرى مسافة 500 متر.

وتظهر البيانات اليومية انخفاضا حادا في الإشعاع بين 10 و11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو تاريخ توقف محطة توليد الكهرباء في غزة.

والآن غدت أجزاء من القطاع الفلسطيني كانت مأهولة بالسكان قبل الحرب تلمع بشكل خافت على غرار المناطق الصحراوية المجاورة مثل شبه جزيرة سيناء المصرية.

لا تظهر عبر “بلاك ماربل” سوى مناطق قليلة من غزة ليلا من بينها المستشفيات المجهزة بمولدات كهرباء، منها المستشفى الأوروبي الذي يعد أكثر وضوحا بنسبة 70% من باقي محافظة خان يونس حيث يقع في جنوب القطاع، بين مطلع العام وأيار/مايو 2025.

وتجدر الإشارة إلى أنه بحلول 30 حزيران/يونيو، كانت 18 من مستشفيات القطاع الـ36 تعمل “جزئيا”، وفق الأمم المتحدة.

ومن أصل 136 منشأة صحية، كانت 63 فقط (أقل من 40 بالمئة) قادرة على توفير رعاية.

منطقة واحدة فقط من القطاع الفلسطيني حافظت على إضاءتها خلال الليل: ممر فيلادلفيا، وهو شريط على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، ويسيطر عليه الجيش الإسرائيلي.

وفي أقصى جنوب شرق القطاع، يعد معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي الذي تمر عبره شاحنات المساعدات الإنسانية، النقطة الوحيدة الأكثر إضاءة حاليا مما كانت عليه قبل بدء الحرب.

فر/ح س/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية