
غضب في بنغلادش غداة مقتل 31 شخصا في تحطم طائرة عسكرية على مدرسة

حل الغضب مكان الحزن في بنغلادش الثلاثاء غداة تحطم طائرة مقاتلة خلال طلعة تدريبية على مدرسة ما أسفر عن مقتل 31 شخصا غالبيتهم العظمى من الأطفال في أعنف حادث طيران تشهده البلاد منذ عقود.
وكان معظم التلاميذ قد خرجوا لتوهم من غرف التدريس عندما اصطدمت طائرة صينية الصنع طراز إف-7 بي جاي آي بمدرسة مايلستون الخاصة التي توفر التعليم من مرحلة الروضة إلى الثانوية.
وقتل 31 شخصا وفق حصيلة جديدة، وأصيب أكثر من 170 في الحادث فيما ما زال 69 شخصا يتلقون العلاج في عدد من المستشفيات.
وأكد المسؤول في وزارة الصحة ورعاية الأسرة سيد الرحمن للصحافيين أن “عشرة من الجرحى في حالة خطرة جدا”.
وخلال احتجاج نُظم في حرم المدرسة اتهم الطلاب الحكومة بالكذب بشأن عدد القتلى وطالبوا بقائمة بأسماء المصابين.
وقال طالب يبلغ من العمر 17 عاما طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “كان هناك مئات الطلاب في ذلك المبنى الأكاديمي. رأينا أشلاء متناثرة على الأرض. أين هم؟”.
وأضاف “عندما وجه الطلاب والمعلمون هذا السؤال للعسكريين، عاملونا بقسوة”.
وحمل بعض الطلاب لافتات كُتب عليها “نريد العدالة” و”أين جثث إخواننا وأخواتنا؟”.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن الطلاب اقتحموا أيضا الأمانة العامة في دكا ما دفع الشرطة إلى استخدام الهراوات والقنابل الصوتية.
وأفاد المتحدث الإعلامي أحمد فويز وكالة فرانس برس بأن الحكومة وافقت على تلبية مطالب الطلاب.
وقال فويز “نعتقد أن مطالب الطلاب مشروعة ويجب تلبيتها”.
– صدمة الأطفال –
وعبر المدرس شهدات حسين، الذي نجا ابنه بأعجوبة من الحادث، عن الحزن الشديد عندما رأى المدرسة خالية من ضجيجها المعتاد.
وقال الرجل البالغ 45 عاما لوكالة فرانس برس “هناك أرجوحتان أمام المبنى المتضرر. يلعب الأطفال هناك خلال استراحة الغداء وبعد المدرسة. حتى أمس في وقت تحطم الطائرة تقريبا، كان طلاب يلهون عليهما”.
يرتاد المدرسة حوالى 7000 تلميذ من بينهم ابن أبو البشار في الصف السادس والذي قُتل صديقه في الحادث.
وقال أبو البشار إن الطفل “خرج قبل دقيقتين أو ثلاث فقط من وقوع الحادث”.
وأضاف الأب بينما كان ابنه يقف في صمت “لم يستطع النوم طوال الليل، وأصر على أن أرافقه إلى المدرسة هذا الصباح”.
وجمع مسؤولو المدرسة حقائب وأحذية وبطاقات هوية أطفال من الموقع.
وأكد أفراد سلاح الجو المناوبون أن بقايا الطائرة المقاتلة أزيلت مساء الاثنين، لكنهم ما زالوا يبحثون عن أدلة في الموقع.
وقال المدرّس حسين “لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، ويخف وقع الصدمة عن الأطفال”.
ومساء الاثنين أقام مسؤولو المدرسة صلاة في الحرم المدرسي.
– ألم عميق –
وعبر رئيس الحكومة الانتقالية محمد يونس عن “حزنه العميق وألمه” وأعلن يوم حداد وطني.
وقال إن “الخسارة التي تكبدها سلاح الجو والتلاميذ وأولياء الأمور والمدرّسون وموظفو مدرسة وكلية مايلستون، بالإضافة إلى غيرهم من المتضررين من هذا الحادث، لا تُعوّض”.
وأضاف “هذه لحظة ألم عميق للأمة”.
وقال الجيش إن قائد الطائرة توقير إسلام كان في مهمة تدريب روتينية عندما “واجهت الطائرة، حسبما ورد عطلا ميكانيكيا”.
وحاول الطيار دون جدوى تحويل مسار الطائرة بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان لكن الطائرة تحطمت على مبنى المدرسة المكون من طبقتين، على ما قال الجيش الإثنين.
سع-ممد/غد/اص ك