مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
هل تحتاج وسيطا دبلوماسيا؟ سويسرا مستعدّة للقيام بهذا الدور!

لماذا تمثل سويسرا “دولا متنازعة” دبلوماسيا؟

متظاهرون يحتجون على نقص المياه في كاراكاس، عاصمة فنزويلا
متظاهرون يحتجون على نقص المياه في كاراكاس، عاصمة فنزويلا يوم 8 أبريل 2019. Copyright 2019 The Associated Press. All Rights Reserved.

وافقت سويسرا مؤخرا على تمثيل مصالح الولايات المتحدة في فنزويلا، وهي خطوة لا تكتمل دون موافقة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. في الحوار التالي، يشرح الدبلوماسي السويسري السابق تيم غولديمان الواجبات المترتبة عن هذه المهمة ودلالاتها.

تشهد فنزويلا منذ عدة أشهر صراعا داخليا على السلطة، حيث تدعم واشنطن زعيم المعارضة، خوان غايدو – الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد – بدلاً من مادورو. في هذا السياق، هددت الولايات المتحدة بالتدخل عسكريا عدة مرات، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي 5 أبريل الجاري، صدر إعلان يُفيد بتوقيع برن على اتفاقية مع واشنطن لتمثيل المصالح الأمريكية – أي نيابتها لحماية مصالح المواطنين – في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.

تيم غولديمان رحب بهذه الخطوة – وهو الذي مثل المصالح الأمريكية في إيران من عام 1999 إلى 2004 كسفير للكنفدرالية في طهران  وأكد في الوقت ذاته أن سويسرا لن تلعب دور الوسيط في هذه الأزمة.

رجل يرتدي نظارة يتحادث مع شخص ثان
يتمتع الدبلوماسي السويسري السابق تيم غولديمان (في الصورة) بخبرة طويلة في مجال المساعي الحميدة. Keystone / Alessandro Della Valle

swissinfo.ch: ما رأيك في هذ ا التمثيل؟

تيم غولديمان: أمر جيّد. سويسرا ستمثل المصالح الأمريكية. هذا يعني أنه عندما تنقطع العلاقات الدبلوماسية بين دولتين، يمكن لسويسرا أن تعمل كقناة اتصال، أي كرسول ينقل المعلومات الرسمية من الحكومة التي منحتها التفويض إلى نظيرتها.

swissinfo.ch: ذكرت أن سويسرا تقوم بدور الرسول في المقام الأول. لكن وزارة الخارجية  تقول إن التفويض يتيح أيضًا لسويسرا المساهمة في تخفيف حدة التوترات بين البلدين.

تيم غولديمان: من الواضح جدا أن سويسرا لن تقوم بدور الوسيط. عندما يتم فتح قناة لحكومتين للتواصل، فربما يعطي ذلك انطباعًا بإمكانية وقف التصعيد. لكن يجب ألا نبالغ في تقدير هذا.

المزيد
رسم بياني

المزيد

مهامّ حميدة لسويسرا على مدى السنين

تم نشر هذا المحتوى على على مدى العشريات الست الأخيرة، ارتفع عدد مهام الوساطة الحميدة أو رعاية المصالح التي اشتركت فيها سويسرا جزئيا أو كليا أو تراجع تبعا لتطور الأوضاع الجغرافية – السياسية في شتى بقاع العالم.

طالع المزيدمهامّ حميدة لسويسرا على مدى السنين

swissinfo.ch: الصراع يدور حول بقاء مادورو في السلطة أو تولي خصمه غايدو مقاليد الحكم. هل تعتقد أن سويسرا قد تنجح في إقناع أحدهم بالتنازل عن الحكم أم أنه أمر غير واقعي؟ أي أن التفويض لا يتجاوز هذا الحد؟

تيم غولديمان: بالتأكيد لا. سويسرا ليست معنية بالصراع الداخلي لفنزويلا. سويسرا لا تتخذ موقفا في هذا الأمر كما هي العادة، فهي تعترف بالدول وليس بالحكومات. هذا يعني أنه لا توجد علاقات رسمية أو غير رسمية مع المعارض غايدو . سويسرا تعترف بدولة فنزويلا. والحكومة التي تقيم سويسرا معها علاقات رسمية هي حكومة مادورو.

swissinfo.ch: هل ينطبق هذا على الدول التي نشأت فيها حكومة جديدة بسبب انقلاب أو ثورة؟

تيم غولديمان: عندما تتشكل حكومة جديدة، كما حدث في الصين، عندما تولت حكومة جديدة السلطة عبر ثورة ماو تسي تونغ، حافظت سويسرا تلقائيًا على علاقاتها مع الدولة المعترف بها، وذلك عبر الحكومة التي هي في الواقع في السلطة. آنذاك، فسرت الصين ذلك كما لو كانت سويسرا واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بالحكومة الشيوعية. كان هذا تفسيرًا ساعدنا سياسيًا ولكنه لم يكن صحيحًا تمامًا. لقد أقامت سويسرا فقط علاقات مع دولة الصين من خلال هذه الحكومة الجديدة.

تطلب الدول تفويضاً لحماية مصالحها إذا قطعت دولتان العلاقات الدبلوماسية و / أو القنصلية في حالة وقوع نزاع بينهما. هذا التمثيل يسمح بإنجاز بعض الواجبات التي يقوم بها التمثيل الدبلوماسي الرسمي السابق.

يشترط هذا التمثيل موافقة جميع الأطراف المعنية، حيث تقوم الدولة المفوضة بحماية مصالح دولة (تسمّى “الدولة المرسلة”) في دولة ثالثة (يُشار إليها “الدولة المستقبلة”) وتوفر الحماية لمواطني الدولة المُرسلة في الدولة المستقبلة. من خلال هذه الخدمات، تظل قناة الإتصال مفتوحة بين الدول المتنازعة.

في الوقت الحاضر، تقوم سويسرا بتمثيل مصالح ست دول:

إيران في مصر (منذ 9 مايو 1979) 

الولايات المتحدة في إيران (منذ 24 أبريل 1980)

روسيا في جورجيا (منذ 13 ديسمبر 2008)

جورجيا في روسيا (منذ 12 يناير 2009)

وإيران في المملكة العربية السعودية (25 أكتوبر 2017)

والمملكة العربية السعودية في إيران (25 أكتوبر 2017)

(المصدر: وزارة الخارجية السويسريةرابط خارجي)

 (نقلته إلى العربية وعالجته: مي المهدي) 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية