The Swiss voice in the world since 1935

ماكرون يبرم اتفاقا زراعيا في لواندا ويصل إلى برازافيل قبل زيارة كينشاسا

الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو مستقبلا نظيره الفرنس إيمانويل ماكرون في مطار برازافيل الجمعة 3 آذار/مارس 2023 afp_tickers

شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقوم بجولة في إفريقيا، الجمعة في لواندا على العلاقة الجديدة التي يريدها مع القارة، قبل أن يصل إلى برازافيل حيث دعته منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إلى دعمها.

وبعد لقاء استمر قرابة ساعة في برازافيل، تحدث الرئيس الفرنسي ونظيره الكونغولي دينيس ساسو نغيسو إلى الصحافة عن الجنرال شارل ديغول (1890-1970) الذي أعلن برازافيل عاصمة فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية.

وشدد ماكرون على أن من بين المواضيع ذات الاهمية المشتركة الجوانب “التذكارية والتاريخية والثقافية”.

من جهته، عدّد ساسو نغيسو المواقع التاريخية والسياحية التي يمكن أن يراها الرئيس الفرنسي في برازافيل عندما يأتي لفترة أطول، ملمحا إلى زيارته التي اعتبرها كثير من الكونغوليين قصيرة جدا.

وقال “سأكون في انتظاره هنا عندما نطلق قمة الأحواض الثلاثة” (أحواض الغابات الثلاث الكبرى في العالم)وذلك في ما يخص موضوع رحلة إيمانويل ماكرون إلى بلدان حوض نهر الكونغو وغاباته الاستوائية.

وتحدث ماكرون أيضا عن الغابات والتدريب في المهن المرتبطة بها، واقترح شراكة زراعية على غرار الشراكة مع أنغولا والكاميرون.

وعلى صعيد آخر، أشاد الرئيس الفرنسي بدور ساسو نغيسو في المحاولات الإفريقية لحل الأزمة في ليبيا.

ووصل ماكرون قبل الخامسة عصرا بقليل (16,00 ت غ) إلى برازافيل، عاصمة الكونغو، آتيا من لواندا في أنغولا التي كانت المحطة الثانية في رحلته بعد الغابون.

وسيغادر ماكرون في المساء إلى كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية المواجهة للضفة الأخرى من النهر الذي أعطى اسمه للدولتين.

وشارك ماكرون صباح الجمعة في منتدى اقتصادي يركز على الزراعة في لواندا بحضور أكثر من 50 شركة فرنسية، قبل لقاء نظيره الأنغولي جواو لورينسو.

وأبرمت باريس ولواندا بهذه المناسبة اتفاق شراكة يهدف إلى تطوير قطاع الزراعة والأغذية في البلد الإفريقي المنتج للنفط والساعي إلى تنويع اقتصاده.

وصرح الرئيس الفرنسي خلال المنتدى الاقتصادي “الاهتمام الكبير الذي أعرب عنه القطاع الخاص من كلا الجانبين يشهد على هذا الشعور المشترك بأنه يجب علينا معا بناء هذا التنويع والاستجابة لتحديات الحاضر”.

وأضاف “تغيرت العقليات… ويتماشى ذلك مع فكرتي عن الشراكة الاقتصادية بين القارة الإفريقية وفرنسا وبين أنغولا وفرنسا”.

وتابع موضحا “يعني ذلك الاستجابة لتحديات أنغولا مع الجهات الفاعلة التي تمثل الطرفين وتقديم حلول مشتركة بدلاً من القدوم بحلول جاهزة، والقيام بذلك من خلال خدمة مصالح الجانبين بطريقة تقوم على الاحترام”.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع لورينسو إن الاتفاق هدفه وضع “استراتيجية للسيادة الغذائية التي نؤمن بها للقارة الإفريقية”، وتقوم على “بناء شراكات متوازنة ومتبادلة”.

أكدت أنغولا التي تستورد جزءًا كبيرًا من منتجاتها الغذائية أنها تريد تعزيز “سيادتها”، فيما أشار الإليزيه إلى أن فرنسا يمكن أن تزودها “الخبرة الفنية” من الإنتاج إلى التصنيع والتسويق.

ويرافق الرئيس الفرنسي ممثلون لشركات حبوب كبرى، فضلا عن شركات متخصصة في تطوير البنية التحتية مثل “ميريديام” و”توتال”.

وكان قد بدأ زيارته في الغابون حيث شارك في قمة “الغابة الواحدة” وتعهد في ختامها أن تساهم باريس ومنظمتان غير ربحيتان بتمويلات بقيمة 100 مليون يورو لحماية الغابات المدارية.

– “تهدئة” في الكونغو الديموقراطية –

قبل مغادرته لواندا، شكر ماكرون الرئيس لورينسو “الملتزم العمل من أجل استقرار المنطقة”، مشيرا إلى النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. وتحدث عن “آمال مشروعة في تحقيق نتائج ملموسة في الأيام المقبلة للتوصل إلى تهدئة”.

وقالت مصادر عدة لوكالة فرانس برس إن وفدا من حركة 23 مارس (إم23) المتمردة كان حاضرا في لواندا، لكن لم يحدث لقاء بين الوفد والرئاسة الفرنسية، بحسب الإليزيه.

ويعمل إيمانويل ماكرون على تأكيد طي صفحة “فرنسا الإفريقية”، وهو مصطلح يشير إلى شبكات نفوذ باريس الموروثة من الاستعمار مع ما يرافقها من ممارسات ضبابية، وإرساء علاقات قائمة على الشراكات العملية من حماية البيئة وصولا للصحة.

وبعد لقاء جمعه مع الرئيس الكونغولي، يلتقي ماكرون الجالية الفرنسية في المساء في “كاز ديغول” الذي كان مقر إقامة زعيم فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية شارل ديغول (1890- 1970) وأصبح في ما بعد مقر إقامة السفير الفرنسي في برازافيل.

وعشية وصوله، طلبت منظمات حقوقية من الرئيس الفرنسي التطرق إلى مخاوفها.

وطالبت المنظمات بالإفراج عن الرئيس السابق لأركان الجيش الجنرال جان ماري ميشيل موكوكو والوزير السابق أندريه أوكومبي ساليسا اللذين سجنا بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي خسراها وطعنا في نتائجها.

ويتجه ماكرون بعد ذلك إلى كينشاسا على الضفة الأخرى لنهر الكونغو حيث سيلتقي البروفيسور جان جاك مويمبي الذي ساهم في اكتشاف فيروس إيبولا، بالإضافة إلى فنانين ومستثمرين في قطاع الثقافة.

وتكتسي هذه الزيارة أهمية لأن فرنسا تُتهم في الكونغو الديموقراطية بدعم رواندا التي تقول كينشاسا إنها تسلح متمردي “إم23”.

بعد تظاهرات صغيرة هذا الأسبوع، أعلنت نحو 20 منظمة غير حكومية في الكونغو الديموقراطية أن ماكرون “غير مرحب به”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية