
مطلق النار في نيويورك كان يريد استهداف مكتب دوري كرة القدم الأميركية

كان الرجل الذي قتل أربعة أشخاص مساء الإثنين قبل أن يقدم على الانتحار في ناطحة سحاب في نيويورك يسعى إلى استهداف مكتب الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (ان اف ال)، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء.
والإثنين، قرابة الساعة 18,30 بالتوقيت المحلي، بدأت الصفّارات تدوّي في المدينة، فيما هرعت سيّارات الشرطة والإطفاء والإسعاف إلى جادة 345 بارك أفينيو في قلب مانهاتن.
فقد قام رجل يحمل بندقية هجومية من نوع “ام4” بإطلاق النار عند مدخل البرج الذي يضمّ مكاتب شركات كبيرة مثل المجموعة المالية “بلاكستون” وشركة الاستشارات “كاي بي ام جي”.
وكان المهاجم الذي عرّف عنه على أنه شاين تامورا (27 عاما) يسعى إلى استهداف الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (ان اف ال) الذي يقع مكتبه في هذا البرج، بحسب ما صرّح رئيس بلدية نيويورك إيريك آدمز صباح الثلاثاء.
وقال آدمز في تصريحات لقناة فوكس المحلية “يبدو أنه كان يريد مهاجمة موظّفي ان اف ال”، مشيرا إلى أنه “ترك رسالة قبل انتحاره… وهو يظنّ أنه أصيب بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن خلال اللعب في ان اف ال”.
والاعتلال الدماغي الرضحي المزمن هو مرض دماغي تنكّسي غالبا ما يطال لاعبي كرة القدم الأميركية ورياضيي الهوكي السابقين، وهما رياضتان احتكاكيتان.
وتعرّضت موظّفة في “ان اف ال” لإصابات خطرة، وفق ما كشف مفوّض الدوري روجر غوديل، مع الإشارة إلى أن متابعة نفسية متوافرة للموظّفين المصدومين بالحادث.
– “ادرسوا دماغي!” –
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يقع البرج الذي يحمل اسمه في الحيّ عينه من نيويورك عن ثقته بالشرطة “للكشف عن الملابسات التي دفعت هذا المعتوه إلى ارتكاب فعل عنيف سفيه إلى هذه الدرجة”.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، لم يشارك شاين تامورا يوما في مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية لكنه كان ظهيرا في فريق مدرسته.
وقد أتى من لاس فيغاس إلى نيويورك قبل أن يدخل حاملا بندقية هجومية البرج الواقع في حيّ الأعمال ميدتاون حيث قتل ثلاثة رجال، من بينهم شرطي، وامرأة قبل أن يعثر على جثّته في الطابق الثالث والثلاثين.
وأوضح رئيس بلدية نيويورك “أنه أطلق رصاصة على صدره” وليس على رأسه، مشيرا إلى أنه وصل إلى الطابق الخطأ بعدما تاه في المصعد.
وكتب تامورا في الرسالة التي عثر عليها في محفظته والتي تداولت وسائل الإعلام المحلية مقتطفات من مضمونها “ادرسوا دماغي، أنا آسف”، ذاكرا مثل تيري لونغ اللاعب السابق في بيتسبرغ ستيلرز الذي انتحر في العام 2005 وتولّى الطبيب الشرعي المتخصّص في الاعتلالات الذهنية بينيت أومالو تحليل دماغه.
وكان أومالو أوّل من حدّد رسميا الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن الذي يؤرق عالم كرة القدم الأميركية.
– ارتجاجات دماغية –
في العام 2021، قتل لاعب كرة القدم الأميركية السابق فيليب آدمز (32 عاما) ستة أشخاص في الولايات المتحدة قبل أن يقدم على الانتحار.
وأظهر تحليل لدماغه بعد وفاته اعتلالات “خطرة على نحو غير اعتيادي”.
وقد يؤدّي الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن الذي ليس من الممكن تشخيصه عندما يكون الشخص على قيد الحياة إلى تغيّرات في السلوك، مثل العنف والتهوّر والاكتئاب والقلق والبارانويا والميول الانتحارية، فضلا عن تراجع تدريجي في الوظائف الإدراكية، مثل فقدان الذاكرة.
ومنذ مطلع الألفية، أظهرت عدّة دراسات علاقة بين هذا المرض التنكّسي والصدمات المتعدّدة في منطقة الرأس، ما قد يتسبّب بارتجاجات دماغية واعتلالات أخرى غالبا ما يعاني منها الرياضيون.
وفي العام 2017، جرى تحليل أنسجة دماغية من 111 لاعبا شاركوا في الدوري الأميركي وتوفّوا في غالب الأحيان وفاة مبكرة ليتبيّن أن 110 منهم كانوا يعانون من الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن.
غل/م ن/ب ق