هجوم سيدني يلقي بظلاله على احتفالات عيد الأنوار في إسرائيل
أوقد اليهود في إسرائيل الشمعة الأولى لعيد الأنوار (الحانوكا) الذي يستمر ثمانية أيام، على وقع أخبار هجوم إطلاق النار في سيدني الأسترالية والذي أسفر عن مقتل 15 شخصا كانوا يحتفلون بالعيد اليهودي.
ويعد هجوم الأحد على شاطئ بونداي في سيدني الأسوأ من نوعه في أستراليا منذ عقود والذي قوبل بتنديد السلطات والقادة في إسرائيل الذين اعتبروه “إرهابيا” معاديا للسامية.
ومن بين القتلى في الهجوم الذي نفذه أب وابنه، طفلة، عدا عن 42 جريحا.
في القدس، قال بِل فوغل (69 عاما) لوكالة فرانس برس “الأمر مروع، يذكرنا بأحداث السابع من (تشرين الأول) أكتوبر، كان الأمر صادما لكثير من الناس هنا”.
وأوضح فوغل وهو يهودي أميركي-إسرائيلي، أنه أوقد الشمعة الأولى من عيد الأنوار الأحد، مع أصدقاء له من الجالية اليهودية في سيدني واتباع حاخام قُتل في الهجوم.
وبالنسبة لفوغل الذي تحدث لفرانس برس أثناء تواجده في أحد المخابز التي هرع إليها الناس لشراء مستلزمات العيد، “أن تكون يهوديا يعني أن تتوخى الحذر دائما”.
أما أيليت التي كانت بجانب الرجل الستيني فقالت إن “نور العيد خفت قليلا بسبب الهجوم”.
وأضافت أيليت (37 عاما) التي تقيم في وسط إسرائيل “قلوبنا مع سكان سيدني، لكنني أعتقد اننا سنصبح أقوى (بعد الهجوم) كما حصل في أعقاب هجوم السابع من (تشرين الأول) أكتوبر” الذي شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في العام 2023.
وتابعت “قبل كل شيء، سنواصل الاحتفال قدر الإمكان”.
بعد ساعات من هجوم إطلاق النار، أشعل متضامنون الشموع التي صُفت على شكل نجمة داوود، على أحد شواطئ مدينة تل أبيب الساحلية. وحمل المشاركون في الوقفة أعلام إسرائيل وأستراليا.
– “وقت صعب” –
وقال نير غولان، وهو يهودي أسترالي، خلال الوقفة “إنه وقت صعب للغاية على جاليتنا، فقدنا حاخاما، وفقدنا أصدقاء، وفقدنا أطفالا”.
وأضاف غولان بتأثر “من الظلام يخرج النور، فلنصلِّ جميعا من أجل السلام والقوة والتعافي لجالية سيدني”.
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية، فكرست بدورها تغطيتها للهجوم.
وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية والأكثر انتشارا في إسرائيل على صفحتها الأولى “مجزرة الحانوكا”، كما خصصت ست صفحات لتغطية الهجوم.
أما “يسرائيل هيوم” فاستخدمت عنوان “نور الحانوكا انطفأ”.
وفي افتتاحية صحيفة يديعوت أحرونوت الإثنين، دعا الصحافي نداف إيال إسرائيل إلى مد يد العون للجالية اليهودية في أستراليا.
وكتب إيال “على مدى عامين، وضعوا حياتهم جانبا لمساعدة الإسرائيليين المحتاجين، والآن جاء دورنا لنسأل أنفسنا: ماذا يمكننا أن نقدم من أجلهم؟”.
– تحذير للمسافرين الإسرائيليين –
وردا على الهجوم، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تشديد الإجراءات الأمنية للمسافرين الإسرائيليين.
وجاء في بيان للمكتب أنه “يوصى بشدة بتجنب المشاركة في التجمعات الجماهيرية غير المؤمّنة، بما في ذلك الفعاليات التي تُقام في المعابد اليهودية”.
ورغم المخاوف من تداعيات تصاعد معاداة السامية، أبدى كثيرون في إسرائيل تحديا وإصرارا.
وفي ساحة صهيون غرب القدس، كان مغنون في الشوارع يغنون للمارة فيما وزّع شبان كعك الدونات المُحلى الخاص بالعيد.
وأكدت إلينور حاييم (29 عاما) رفضها “أن نستسلم للحزن… يجب ألا نسمح للظلام بأن ينتصر على النور، هذا هو معنى عيد الحانوكا”.
ميب/راز/ها/ص ك