مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وفاة الملك فهد في الصحف الروماندية

توجه رئيس الكنفدرالية السويسري سامويل شميد بعد ظهر الثلاثاء إلى الرياض لحضور مراسيم تقديم العزاء التي تنظم يوم غد الأربعاء في الرياض ترحما على روح الملك الراحل swissinfo.ch

خصصت الصحف السويسرية الروماندية، وتحديدا في منطقة جنيف، حيزا وافرا لوفاة العاهل السعودي الملك فهد مستعرضة مستقبل المملكة بعد رحيله، والعلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بمدينة جنيف.

وأجمعت مختلف الصحف على أن جنيف فقدت “زبونا” مهما مسترجعة آخر زيارة له في عام 2002 عندما أقام وحاشيته بالمدينة لأكثر من ثلاثة أشهر.

خصصت الصحف السويسرية الروماندية (في المناطق المتحدثة بالفرنسية) الصادرة يوم الثلاثاء 2 أغسطس، وتحديدا في جنيف وضواحيها، حيزا وافرا لوفاة العاهل السعودي الملك فهد، وذلك للعلاقة المتميزة التي كانت تربط العاهل السعودي والعائلة المالكة بمدينة بحيرة الليمان.

فقد خصصت جريدة “لا تريبون دو جنيف” مقالات على أكثر من خمس صفحات للحديث عن وفاة الملك السعودي، وما يمثله رحيله بالنسبة لمستقبل المملكة وللساحة النفطية العالمية، دون نسيان ما ستفقده جنيف من غياب عاهل استفادت منه دويلة جنيف لعدة عقود.

وتصدر العنوان العريض “جنيف فقدت زبونا ملكيا” الصحفة الأولى للجريدة التي خصصت صفحتها الثالثة بأكملها لـ”التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية” بعد وفاة الملك فهد.

ولئن اعتبرت الجريدة “ان الحكم في المملكة هو حصيلة تدخل العائلة المالكة بأكملها”، فإنها أقرت بأن الملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز “أدخل العديد من الإصلاحات منذ توليه إدارة أمور البلاد قبل عشرة أعوام”.

ومن التحديات الكبرى التي كان على الأمير عبد الله اتخاذها خلال السنوات الأخيرة “الشروع في شهر مايو من عام 2003 في محاربة خلايا القاعدة بعد الاعتداءات التي خلفت 17 قتيلا في ضواحي الرياض”.

وفي وصفها لخصال الملك الحالي عبد الله، قالت الصحيفة إنه “يتميز بنفوره من الأمريكيين وبورعه وتقواه”. واعتبرت صحيفة “لا تريبون دو جنيف” أن ذلك “سمح بتقبل موجة العنف ضد الإسلاميين بدون اضطرابات كبرى”.

تساؤلات عن الخلافة وأسواق النفط

وفي مقال جانبي بنفس الجريدة تحت عنوان “الخلف الحقيقي آت من واشنطن”، تطرقت “لا تريبون دو جنيف” للتكهنات الحائمة حول دوافع عودة الأمير بندر بن سعود الى المملكة بعد قضاء أكثر من 22 سنة ممثلا للملكة في واشنطن.

واستنادا لتحليل مدير مركز دراسات العالم العربي وحوض المتوسط في جنيف حسني لعبيدي، ورد في المقال “أن هذه العودة ما هي إلا تمهيد لتسلم وظيفة أعلى”، مع الإشارة إلى الحديث الدائر عن إمكانية أن يصبح الأمير بندر “الملك القادم للمملكة، والإيفاء بتطلعات العديد من أبناء هذا البلد”.

وعلى كامل صفحتها الخامسة، تحدثت “لا تريبون دو جنيف” عن مدى تأثير وفاة الملك فهد على أسواق النفط، مجيبة على هذا التساؤل بالنفي، وناقلة عن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبيك” الحالي فهد الأحمد الصباح “إن إعلان الولاء للأمير عبد الله من قبل إفراد العائلة سمح بتحول الخلافة بدون مشاكل”.

الملك الراحل ومدينة البحيرة

وفي مقال داخلي تحت عنوان “جنيف استفادت بشكل كبير من ثروة الملك فهد وحاشيته”، تطرقت صحيفة “لا تريبون دو جنيف” لعلاقة الملك فهد بمدينة جنيف. ونقلت الجريدة في هذا السياق عن المتحدث باسم المؤسسة الإسلامية في جنيف عبد الحفيظ الورديري قوله “إن بناء مسجد جنيف، ولئن كان بأمر من الملك فيصل، فإن الملك فهد هو الذي خصص ميزانية تقدر بحوالي 15 مليون فرنك لبناءه، مما سمح بشراء الممتلكات وتأمين أجور الموظفين”.

وبعد أن ذكرت الصحيفة بما كانت تذره زيارة الملك فهد وحاشيته على القطاع السياحي في جنيف – وبالاخص أثناء الزيارة الاخيرة في عام 2002 عند أقام وحوالي 350 من مرافقيه وخدمه لأكثر من ثلاثة أشهر- استرجعت أيضا الخلافات التي أثيرت حول بناء قصره في منطقة كلونج بللريف.

وفي تعليق الجريدة بقلم جون نويل كوينو، تحت عنوان “مملكة تلفظ أنفاسها”، تناول الكاتب المواقف المزدوجة التي التزمت بها المملكة طوال عقود، مشيرا إلى “مطالبتها بدعم أمريكي وثيق من جهة، وتمويلها من جهة أخرى لحركات إسلامية مناهضة للغرب من أمثال القاعدة التابعة لأسامة بلادن”.

ولئن أعرب كاتب التعليق عن اعتقاده بـأن “هذا اللعب المزدوج انتهى بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر”، فإنه نوه في الوقت نفسه إلى أن “الحركات الأصولية بدأت تنهش اليد التي أطعمتها طويلا”.

إنجازات الماضي .. وتحديات المستقبل

أما صحيفة “لوتون” الصادرة أيضا في جنيف، فتطرقت تحت عنوان “مجال مناورة ضيق بالنسبة للملك الجديد” لوفاة الملك فهد مستعرضة إنجازات العاهل الراحل والتحديات التي تواجه الملك عبد الله.

وكتبت الصحيفة أن التاريخ سيحتفظ للملك فهد بكونه “الملك الذي واجه نشوب حربين في الخليج والذي اتخذ قرار السماح للقوات الأمريكية بالتمركز فوت التراب السعودي”، تمركز تعتبره الجريدة “العامل الذي أثار غضب الحركات الأصولية في البلاد”.

ومن إنجازات الملك فهد التي عددتها الصحيفة “مخطط السلام في الشرق الأوسط الذي اقترحه ورفض من قبل القادة العرب في قمة عام 1981.

وفي حديث مع خبير شؤون الشرق الأوسط ومدير مركز دراسات العالم العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط حسني لعبيدي، تطرقت الجريدة للخصوصيات التي يمكن للملك عبد الله أن يضفيها على فترة حكمه، والعلاقات الحذرة القائمة بين واشنطن والرياض.

وانتهت الجريدة الى القول “إن واشنطن لن تسمح للملك عبد الله بإحداث تغيير مفاجئ في سياسة المملكة”، وأنه لن يكتب “لأنصار المحافظين الجدد في واشنطن الضغط على الإدارة لتغيير موقفها من عائلة آل سعود”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية