مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحيفة سويسرية: لهذه الأسباب تسعى إسرائيل لحسم الحرب في رفح

قوات الجيش إسرائيلي أثناء التوجه إلى موقع تجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، جنوب إسرائيل، الثلاثاء، 30 أبريل، 2024.
قوات الجيش إسرائيلي أثناء التوجه إلى موقع تجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، جنوب إسرائيل، الثلاثاء، 30 أبريل، 2024. Keystone

حلّلت الصّحف السويسرية التطوّرات الجارية في الشرق الأوسط، موضّحة الأهمية الاستراتيجية لرفح بالنسبة لإسرائيل. وسلّطت الضوء على تداعيات موافقة حماس المفاجئة على مقترح وقف إطلاق النار. كما استعرضت الخطط المستقبلية المتعلّقة بإعادة استيطان قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

كتب يوناس روت، مراسل نويه تسورخير تسايتونغ، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح لا تنفصل عن سعي إسرائيل لتحقيق نصر عسكري واضح، بما في ذلك السيطرة الكاملة على رفح التي تُعدّ نقطة استراتيجية، موضحاً أن تقدم القوات الإسرائيلية نحو مدينة رفح، قد يكون مقدّمة لهجوم واسع النطاق على المدينة.  

وأضاف روت أن رفح هي أقصى مدينة جنوبية في قطاع غزة، وتقع مباشرة على الحدود مع مصر. وقبل الحرب، كان يعيش فيها حوالي 170 ألف شخص، لكن الصراعات المستمرة دفعت مئات الآلاف للبحث عن مأوى هناك. وتشير تقديرات المنظمات الإنسانية إلى أن عدد سكان رفح قد وصل الآن إلى ما بين 1.2 و1.5 مليون شخص، حسب المقال. وتمثّل رفح أهمية استراتيجية محورية بالنسبة لإسرائيل في الحرب ضد حماس، إذ تضم المدينة عدة كتائب من حماس، ويُعتقد أن قادة مهمّين من الحركة موجودون هناك. ويُعتقد أيضًا في وجود العديد من الرهائن الإسرائيليين.ات الناجين.ات في المدينة. وقد قال بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا، إنه لا يمكن تحقيق النصر على حماس دون الهجوم على رفح. وفي الوقت نفسه، وعدت إسرائيل بإيصال السكان إلى بر الأمان قبل الهجوم، وفق المصدر ذاته.

لكنّ المقال يذكّر بأنّ الأمم المتحدة كانت أفادت بأنه تم منع موظفيها وموظفاتها من العبور عبر معبر رفح، وأن هناك خطر نفاد الوقود اللازم للعمليات الإنسانية في غزة، مما يعكس تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد.

ومع تسارع الأحداث، أعربت عدّة دول عن قلقها وانتقادها للخطط الإسرائيلية لشن هجوم على رفح، محذرة من أن ذلك قد يعتبر جريمة حرب بسبب التأثيرات الكبيرة على السكان المدنيين، نساء ورجالاً. وفي الوقت نفسه، ذكرت نويه تسورخير تسايتونغ، أنّ موقف مصر الرافض للهجوم يُظهر اعتبارات الأمن الإقليمي، حيث تخشى من تدفق اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات إلى أراضيها في حال توسّع الهجوم البري الإسرائيلي.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغ،رابط خارجي 7 مايو 2024، بالألمانية)

حماس وضعت نتنياهو في مأزق

يرى لويس ليما، من صحيفة لوتون، أنه في ظل الضغوطات الدولية المتزايدة والتطورات الميدانية، تبدو حماس وقد وضعت بنيامين نتنياهو في موقف صعب، من خلال الموافقة على شروط وقف إطلاق النار التي تم التفاوض عليها مؤخرًا. ونقل أنّ تقارير إعلامية تفيد بأنّ الحركة أبلغت قطر ومصر بموافقتها على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، رجالاً ونساءً، مقابل وقف القتال في غزة، وهو ما يعكس رغبة الحركة في التوصل إلى هدنة تنهي الأعمال العدائية.

وقف إطلاق النار سيمنع وقوع مجزرة حتمّية في قطاع غزة.

صحيفة لوتون

في الوقت نفسه، ذكر ليما أنّ إسرائيل ما تزال متردّدة، وأنّها ترسل إشارات متضاربة. حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أي اتفاق حول الرهائن لن يمنع إسرائيل من مواصلة العمليات العسكرية في غزة وشنّ هجوم محتمل على رفح. ويقدم نتنياهو هذا الهجوم على رفح منذ أشهر باعتباره شرطا لا غنى عنه “لإنجاز المهمة” في غزة، مع التأكيد على أن حماس تحتفظ بالجزء الأكبر من قواتها المتبقية في رفح.

ونوّه الصحفي في تحليله، إلى أن هذه العملية تأتي بعد مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.ة، وتدمير أكثر من ثلثي المنازل في القطاع. وأضاف أن هذه الرسائل المتناقضة تلقي بظلال من الشك على إمكانية التوصل إلى حلّ سلمي قريب، رغم استمرار الضغوط الدولية لتجنّب ما يوصف بـ “المجزرة الحتمية”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 6 مايو 2024، بالفرنسية)

عزم على إعادة بناء المستوطنات في غزة

كشف الصحفي ريفيرت هوفر، في تقرير ميداني من قلب المستوطنات الإسرائيلية، نشرته صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ، أنه “منذ مذبحة حماس في 7 أكتوبر، اقتنع العديد من المستوطنين.ات في الضفة الغربية بأن على الفلسطينيين.ات الخضوع أو الاختفاء حتّى، من قطاع غزّة.”

ونقل المراسل، عن المستوطن ميخائيل كاتز، الذي يعيش في الضفة الغربية، قوله إنه ليس للعرب الحق في الأرض التي يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الوطن اليهودي، مؤكدًا على أن الاستيطان في هذه الأراضي ليس فقط من أجل العيش، بل بغرض السيطرة الجغرافية والديموغرافية على المنطقة.

يصف هوفر المستوطن كالتالي: ” بشعره الطويل وسرواله الأحمر المخصّص للهواء الطلق، يذكّرنا ميخائيل كاتز بالهيبي المسنّ”. يعيش الرجل في منزل صغير في مزرعة كاشوالا، على بعد بضعة كيلومترات خلف الخط الأخضر الذي يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية، منذ نهاية حرب الاستقلال عام 1949. ولكن منذ انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، استقر المزيد من المستوطنين.ات في المنطقة، التي أصبحت منذ ذلك الحين تحت الإدارة العسكرية الإسرائيلية. ويقول الصحفي إنّ ” إسرائيل تُطلق على الضفة الغربية اسم “يهودا والسامرة” التوراتي، وهي منطقة تعتبر مهد الحضارة اليهودية.”

وبالنسبة لغزّة، يرى المستوطن الإسرائيلي أن الوجود اليهودي فيها يمكن أن يعزّز أمن إسرائيل، مشيراً إلى أنّ الانسحاب الإسرائيلي من غزة في 2005، والأحداث التي تلت ذلك، دليل على أن إخلاء المستوطنات كان خطأً. وذكر التقرير أنه الآن، وبعد اندلاع الحرب في غزة، يشعر العديد من المستوطنين.ات بأن سياسة التوسع اليهودي هي السبيل الوحيد لضمان الأمن طويل الأمد لإسرائيل. ومع ذلك، فإنّ هناك فريقًا في إسرائيل يعارض هذا الموقف الذي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات والعنف، وفق الصحيفة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 7 مايو 2024، بالألمانية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ تغيّر المناخ… فيضانات المدن تصبح أولوية في سويسرا

+ كيف تتأثّر الشركات السويسرية بتقييد الاتّحاد الأوروبي لسلاسل التوريد؟

+ نستله السويسرية والسكّر المضاف في طعام ضعاف الحال

+ روبوتات سويسرية قد تشارك مستقبلاً في بعثات فضائية

+ من سويسرا إلى آيسلندا… تقنيات تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخور  

+ كيف ساعدت الولايات المتحدة في نشأة جنيف الدولية؟

+ مصير معلّق… أحد آخر مصانع النسيج في سويسرا يواجه الإغلاق

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: باتريسيا إيسلاس

ما هي العقبات والتهديدات التي تواجهها حرية الصحافة في بلد إقامتك؟

رأيك مهمّ! شاركنا.ينا أفكارك حول حماية حرية الصحافة.

32 إعجاب
30 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 17 مايو مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية