أربعة موقوفين إثر “اضطرابات” خلال حفلة لأوركسترا إسرائيلية في باريس
أوقفت السلطات الفرنسية أربعة أشخاص على خلفية “اضطرابات” شهدتها حفلة لأوركسترا إسرائيل الفيلهارمونية مساء الخميس، تخللها إشعال شماريخ داخل قاعة الأوركسترا الفيلهارمونية للعاصمة الفرنسية، في ظل جدل مرتبط بالحرب في قطاع غزة.
وأقيمت الأمسية وسط جدل حاد بشأنها، اذ دعا ناشطون مؤيدون للفلسطينيين إلى إلغائها، بينما طالبت نقابة CGT-Spectacle التي تمثل العاملين في قطاعات الترفيه في فرنسا، الأوركسترا الفيلهارمونية “بتذكير جمهورها بالاتهامات الخطرة للغاية الموجهة لقادة” إسرائيل، خصوصا في ما يتعلق بالحرب التي اندلعت في قطاع غزة عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأظهرت مقاطع فيديو تمّ تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، شخصا على الأقل يشعل شمروخا في القاعة، ليسارع آخرون نحوه ويقوم بعضهم بنزعه من يده للعمل على إخماده، بينما انهال عليه آخرون بالضرب وتوجيه اللكمات.
وندد وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز “بشدة بهذه التصرفات”، معتبرا عبر منصة إكس ان “لا مبرر لها”. وأوضح أن عناصر الشرطة سارعوا الى “توقيف عدد من مثيري الاضطرابات الجسيمة داخل القاعة، واحتواء المتظاهرين خارجها”.
وشددت وزيرة الثقافة رشيدة داتي على أن “لا مكان للعنف في قاعة موسيقية”.
وقد ألقي القبض على ثلاث نساء ورجل، ثلاثة منهم بتهمة المشاركة في مجموعة بهدف ارتكاب أعمال عنف أو تخريب، والرابع بتهمة تنظيم مظاهرة غير مصرّح عنها، وفق ما أعلنت النيابة العامة في باريس الجمعة.
– “حوادث جسيمة” –
ونددت أوركسترا باريس الفيلهارمونية “بشدة” في بيان بـ”الحوادث الجسيمة” التي وقعت خلال الأمسية.
وقالت إن “مدينة الموسيقى – أوركسترا باريس تستنكر بشدة وتدين الحوادث الجسيمة (…) التي وقعت خلال الحفل الموسيقي الذي قدمته أوركسترا إسرائيل الفيلهارمونية بقيادة لاهف شاني وعازف البيانو السير أندراس شيف”.
وأضافت أنها “قدمت شكوى” بشأنها.
وأوضحت الأوركسترا أنه “في ثلاث مناسبات، حاول متفرجون يحملون تذاكر تعطيل الحفلة بطرق مختلفة، بما في ذلك استخدام شماريخ مرتين. تدخل أفراد آخرون من الجمهور ووقعت صدامات”.
وأضافت “جرى إبعاد مثيري الشغب واستؤنف الحفل بعد وقفه وانتهى بهدوء”.
وكانت داتي رحبت بالأوركسترا الإسرائيلية، معتبرة أن “حرية الإبداع والبرمجة من قيم جمهوريتنا. لا ذريعة تبرر معاداة السامية!”.
ورأت “مدينة الموسيقى” التي تتبع لها أوركسترا باريس الفيلهارمونية في بيان أن “لا شيء يبرر” الأعمال التي وقعت مساء الخميس.
وأضاف البيان “لقد برهنت الأوركسترا الفيلهارمونية استجابتها من خلال معالجة مختلف المخاوف التي أثيرت في الأيام الأخيرة بشأن هذا الحفل. ومع ذلك، فإن العنف أمر لا يمكن التسامح معه البتة. والسماح بدخوله إلى قاعة حفلات خطر للغاية”.
– “رد فعل طبيعي” –
وأكد السفير الإسرائيلي لدى باريس جوشوا زاركا الذي حضر الحفلة أن “ما شاهدناه أمس (الخميس) دليل قاطع على أن الفرنسيين قد طفح بهم الكيل، فبمجرد أن أطلق هؤلاء البلطجية قنابل الدخان، تعرضوا للضرب”.
أضاف “كان رد فعل الجمهور طبيعيا… هناك موجة غضب عارمة. لقد سئم الناس من هذه المظاهرات المصطنعة ومن مطالب جماعة سياسية لا تؤمن إلا بأجندتها السياسية الخاصة، وتستغل صراعا مريعا في بلدي”، في إشارة إلى جماعة فرنسا الأبية اليسارية الراديكالية.
من جانبه، دعا رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF) يوناتان عرفي عبر منصة إكس إلى “فرض عقوبات صارمة” على هؤلاء “المُحرِّضين البغيضين”. وأضاف “دعوات المقاطعة والاضطرابات المتزايدة غير مقبولة. ولن تمنع الفنانين الذين تستهدفهم الكراهية من ملاقاة حفاوة الجمهور”.
لكنّ “هؤلاء ليسوا مجرد فنانين عاديين. بل إنهم يمثلون دولة إسرائيل”، وفق العضو في البرلمان الأوروبي عن حزب فرنسا الأبية اليساري مانون أوبري التي رفضت في تصريحات لقناة “سي نيوز – أوروب 1” إدانة الحادثة.
وأكدت أوبري أن “أفضل طريقة لمنع تكرار هذا النوع من الحوادث هي أن تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن ارتكاب مجازر بحق شعب بأكمله”.
من جهتها، نددت زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن أفعالا “لا تُطاق” تسبب بها “ناشطون يساريون متطرفون معادون للسامية”، داعية الى اتخاذ عقوبات قضائية بحقهم.
يقود أوركسترا إسرائيل الفيلهارمونية لاهف شاني (36 عاما). وفي أيلول/سبتمبر، ألغيت حفلة لأوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية من برنامج مهرجان بلجيكي كان من المقرر أن تشارك فيه تحت إشراف قائد الأوركسترا الشاب.
واتهم شاني إدارة المهرجان البلجيكي بالرضوخ “للضغوط السياسية”. وقال “لقد طالبوني بإصدار بيان سياسي رغم التزامي الراسخ والمعلن بالسلام والمصالحة”.
بور-فان/جك/كام