The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أوعية صدقات رخيصة تؤثر على نمط حياة الرهبان والحرفيين في سريلانكا

afp_tickers

في ورشته المصنوعة من صفائح معدنية، يجهد ثينوارا بادالغي ساراث لتصنيع أوعية للصدقات، لكن منذ أن غزت أوعية أرخص وأقل جودة أسواق سريلانكا، تأثر نمط حياة الرهبان الذين يستخدمونها.

بادالغي البالغ 65 عاما هو آخر حدّاد في بانفيلا، وهي قرية تقع بالقرب من منطقة هيكادوادو الساحلية في جنوب غرب الجزيرة كانت في السابق مركزا للإنتاج الحرفي لهذه الأوعية المعروفة محليا باسم “باترا”.

تتيح هذه الأوعية للرهبان منذ قرون، جمع قوتهم اليومي. يُستخدم الغطاء كطبق، مع أن البعض يفضل تناول الطعام مباشرة من الوعاء.

يقول بادالغي لوكالة فرانس برس وهو يطرق على قطعة معدنية “عندما علّمني والدي هذه الحرفة، كانت أكثر من عشر عائلات تمارسها”.

ويقول متحسّرا بعد وفاة نجله حديثا في حادث سيارة “أصبحتُ الوحيد الذي يواصل ممارسة هذا التقليد”.

كل أسبوع، تصنّع ورشته الصغيرة خمسة إلى ستة أوعية مصنوعة من براميل فولاذية مُعاد تدويرها. يُباع كل وعاء بـ600 روبية (حوالى دولارين)، مقارنة بـ 400 إلى 500 روبية للأوعية المصنوعة من الألومنيوم، ومعظمها مُنتَج في الصين.

ويقول “إنها أرخص وأخف وزنا، لا نستطيع منافستها”.

حاولت الحكومة مرات عدة حظر استيرادها، لكن من دون جدوى.

تضم الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة معظمهم بوذيون، أكثر من 42 ألف راهب.

يقول كيريندي أساجي، رئيس معبد جانجارامايا في العاصمة كولومبو، إن الوعاء هو أحد الأغراض القليلة التي يُسمح للرهبان بامتلاكها، إلى جانب رداءين وحزام وقطعة قماش تستخدم كمصفاة وشفرة حلاقة وإبرة.

– نهاية طقس قديم –

ويضيف “إنه مصدر رزقهم. عندما يخرج راهبٌ ليتسول بوعائه، يجد ما يسدّ به جوعه”.

ويؤكد أن المؤمنين يأملون أن يجلب لهم تقديم الوعاء حظا سعيدا، ولهذا يتلقّى الرهبان الكثير منه.

داخل مستودع في الجزء الخلفي من معبده، تظهر كومة من الأوعية الرديئة المهملة. يرفض الرهبان حتى أن تأكل منها حيواناتهم الأليفة.

ويقول أساجي “نحفر ثقوبا في قاعها ونعيد استخدامها كأصص للنباتات”.

يؤكد أنه بسبب رداءة جودتها، يتخلّى عدد كبير من الرهبان عن طقوس أجدادهم المتمثلة بالسير في الشوارع عند الفجر لجمع الصدقات من السكان المحليين.

في قرية إنغيريا على بُعد 50 كيلومترا جنوب شرق كولومبو، لا يزال هذا التقليد قائما. لكن في أماكن أخرى من البلاد، تصبح رؤية رجال يرتدون أثوابا بلون الزعفران أو الأحمر ويحملون أوعية بأيديهم صباحا، أمرا نادرا بشكل متزايد.

يقود معبد جانجارامايا في كولومبو حملة لتحسين جودة الأواني المُقدمة والحفاظ على الطقوس من أجل الحفاظ على علاقات وثيقة مع المؤمنين.

ويقول أساجي “إذا خرج الرهبان يوميا، فهذا يُتيح لهم التواصل بشكل وثيق أكثر مع عامة الناس”.

بخلاف معبد جانجارامايا الميسور ماليا، يُعيد أصحاب المعابد الأصغر بيع أوعية لا يجدون استخدامات لها، مما يضرّ بالحرفيين التقليديين مثل سارات.

ويقول الحرفي الذي يحاول إقناع المؤمنين بأنّ تقديم هذه الأوعية لا يُجدي نفعا، “نواجه صعوبة في بيع منتجاتنا” عندما تُعاد الأوعية إلى الأسواق.

اج/رك/جك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية