
إسرائيل تعلن هدنا يومية في مناطق بغزة لفتح مسارات آمنة للمساعدات

من نضال المغربي وشارلوت جرينفيلد وداود أبو الكاس
القدس/غزة (رويترز) – أعلنت إسرائيل يوم الأحد وقف العمليات العسكرية 10 ساعات يوميا في مناطق محددة بغزة وفتح ممرات جديدة للمساعدات في القطاع بينما نفذ الأردن والإمارات عمليات إنزال جوي للمساعدات على القطاع الذي أثارت صور الفلسطينيين الجائعين فيه قلق العالم.
وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة وتوقف محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة في الدوحة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) دون أن تتضح أي آفاق لاحتمال التوصل إلى اتفاق.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة إلى اسكتلندا إن إسرائيل ستضطر إلى اتخاذ قرار بشأن خطواتها التالية في غزة، وإنه لا يعرف ماذا سيحدث بعد انهيار وقف إطلاق النار ومفاوضات إطلاق سراح الرهائن مع حماس.
ومن المقرر تعليق العمليات العسكرية يوميا في المواصي، التي سبق وأعلنتها إسرائيل منطقة إنسانية على الساحل، ودير البلح بوسط قطاع غزة ومدينة غزة بشمال القطاع من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (0700-1700 بتوقيت جرينتش) حتى إشعار آخر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تحديد مسارات آمنة لقوافل المساعدات الغذائية والطبية من السادسة صباحا حتى الحادية عشرة مساء اعتبارا من يوم الأحد.
وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن فرق المنظمة الدولية ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن بالمناطق المحددة.
وكتب في منشور على إكس “فرقنا على الأرض… ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة”.
في غضون ذلك، قال مسؤول أردني إن الأردن والإمارات أسقطا يوم الأحد ما مجموعه 25 طنا من المساعدات على قطاع غزة في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر.
وأضاف المسؤول أن الإنزال الجوي ليس بديلا عن تسليم المساعدات برا.
وقال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة في مدينة غزة إن ما لا يقل عن 10 أشخاص أصيبوا جراء سقوط صناديق المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العمل في مشروع إماراتي لتشغيل خط أنابيب جديد سيوفر المياه من منشأة تحلية المياه في مصر لنحو 600 ألف من سكان غزة على الساحل سيبدأ أيضا في غضون أيام قليلة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن العشرات من سكان غزة توفوا بسبب سوء التغذية في الأسابيع القليلة الماضية.
وأضافت الوزارة أنها سجلت ست وفيات جديدة بسبب سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع إلى 133 في المجمل، منهم 87 طفلا، منذ بدء الحرب في 2023.
وقال عاملون في القطاع الصحي إن الطفلة زينب أبو حليب (خمسة أشهر) توفيت يوم السبت في مستشفى ناصر بخان يونس جراء سوء التغذية الحاد.
وقالت أمها إسراء أبو حليب لتلفزيون رويترز “كنا تلات شهور بالمستشفى بدون فايدة… لا حياة لمن تنادي، ناشدنا كتير… وهاي المقابل. المقابل إنها متوفية”.
وأعلن الهلال الأحمر المصري أنه أرسل يوم الأحد أكثر من 100 شاحنة محملة بأكثر من 1200 طن من المساعدات الغذائية إلى جنوب غزة.
وقالت منظمات الإغاثة الأسبوع الماضي إن الجوع يتفشى بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة وإن القلق الدولي من الأزمة الإنسانية في غزة يتزايد.
ونددت مجموعة من 25 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، الأسبوع الماضي بشح المساعدات وقالت إن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين أمر غير مقبول.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة بالقانون الدولي وتراقب الوضع الإنساني يوميا. وأكد البريجادير جنرال إيفي ديفرين عدم وجود مجاعة في غزة، لكنه أقر على ما يبدو بأن الأوضاع حرجة.
وأضاف “عندما نقترب من خط حرج، يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي على إدخال المساعدات الإنسانية… هذا ما حدث في مطلع الأسبوع”.
ومنعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس آذار، قبل أن تسمح بدخولها مجددا في مايو أيار مع فرض قيود جديدة. وتقول إنها ملتزمة بإدخال المساعدات لكن عليها التحكم فيها للحيلولة دون سيطرة المسلحين عليها.
وتقول أيضا إنها سمحت بدخول ما يكفي من الطعام إلى غزة خلال الحرب، وتحمل حماس مسؤولية معاناة سكان القطاع.