The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

إعادة-عن كثب-شركة مرتبطة بترامب تتعاون مع منصة تشفير استخدمها مسلحون بالشرق الأوسط

reuters_tickers

(لتصحيح اسم شركة “ورلد ليبرتي فاينانشال”)

من ألكسندرا أولمر وسايمون لويس

(رويترز) – دخلت شركة للعملات المشفرة كشف عنها مؤخرا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ومبعوثه الجديد إلى الشرق الأوسط الملياردير ستيف ويتكوف شراكة مع منصة تشفير تقول السلطات وخبراء ماليون إن مجرمين وجماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) استخدموها.

وقال ستة متخصصين في القواعد الأخلاقية بالحكومة الأمريكية إن شركة ورلد ليبرتي فاينانشال، التي أسستها عائلة ويتكوف قبل شهرين من الانتخابات الأمريكية وضمت ترامب مستفيدا ماليا فيها، تثير مخاوف بشأن الأخلاقيات المهنية وتضارب المصالح.

ومن أكبر مخاوف المتخصصين، الشريك الجديد لورلد ليبرتي وهي منصة التشفير “ترون”.

ونقلت رويترز في عام 2023 عن سبعة خبراء في الجرائم المالية ومتخصصين في تحقيقات العملات المشفرة قولهم إن شبكة ترون، وهي أسرع وأرخص من البتكوين، تفوقت على منافستها باعتبارها وسيلة لتحويل العملات المشفرة المرتبطة بجماعات صنفتها إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى منظمات إرهابية.

وأعلنت ترون الشهر الماضي أنها تستثمر 30 مليون دولار في شركة ورلد ليبرتي.

وقالت ورلد ليبرتي ومؤسس ترون، رجل الأعمال الصيني المولد جاستن صن، على منصة إكس إن صن سينضم إلى مشروع ترامب وويتكوف كمستشار. وذكر صن أن شركة ترون المسجلة في جزر فيرجن البريطانية أصبحت الآن أكبر مستثمر في شركة ورلد ليبرتي.

وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن مصادرة عملات مشفرة منذ عام 2021، مما سلط الضوء في كثير من الأحيان على استخدام مسلحين، من بينهم حماس، لترون.

وجمّد المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي في إسرائيل، والمسؤول عن مثل هذه المضبوطات، 186 محفظة على ترون منذ يوليو تموز 2021، قائلا إن “منظمة إرهابية بعينها” استخدمتها بهدف ارتكاب “جريمة إرهابية خطيرة”.

وربطت السلطات الإسرائيلية 84 من تلك المحافظ بحماس أو حلفائها مثل حركة الجهاد الإسلامي، و39 محفظة بحزب الله، و63 محفظة بجماعات إرهابية لم تحددها أو بتجار عملة. وأُعلن عن أحدث عملية مصادرة متعلقة بترون في 28 مارس آذار.

ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من تحديد ما إذا كانت الجماعات المسلحة تستخدم “ترون”، ولم يقدم المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي أدلة على تأكيداته أو يرد على طلبات للإدلاء بمزيد من التفاصيل. ولم ترد حماس أو حزب الله على طلبات للتعليق.

وقالت ترون، التي تستفيد من رسوم المعاملات على شبكتها، لرويترز إن التكنولوجيا الخاصة بها “جذبت مستخدمين يعملون بشكل قانوني بالإضافة إلى من لديهم دوافع غير مشروعة” لكنها لم ترد على ما يتردد عن أن مسلحين يستخدمونها.

وردا على سؤال عن هذه الرواية، قال المتحدث باسم ترون إن المنصة “اتخذت تدابير استباقية لمعالجة خطر الأنشطة غير المشروعة على شبكتها”.

وذكر المتحدث أن التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون، الذي بدأ في سبتمبر أيلول، أسفر عن تجميد أموال غير مشروعة بقيمة 70 مليون دولار. ولم يرد صن مؤسس المنصة على طلب للتعليق.

وقال إريك، الابن الثاني لترامب، لرويترز على هامش مؤتمر عن العملات المشفرة في أبوظبي إن استخدام جماعات إجرامية للتشفير هو “الشغل الشاغل للجميع”، لكنه ذكر أن المؤسسات المالية التقليدية تُستخدم أيضا في تحويل “الأموال السيئة”.

وأضاف “يمكن التلاعب بأي شيء إذا استخدمه الأشخاص الخطأ، وعليك اتخاذ إجراءات صارمة ضد ذلك”، موضحا أن صناعة التشفير ستقوم “بعمل رائع” في مراقبة نفسها عندما يتعلق الأمر بالتدفقات غير المشروعة.

كما صادرت وزارة الخزانة الأمريكية محافظ على ترون، تشمل حسابا مرتبطا بجماعة قالت إنها جمعت أموالا لحماس عقب هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وفرضت الوزارة في مارس آذار عقوبات على شركة صرافة في لبنان قالت إنها زودت مسؤولي حزب الله بحسابات مشفرة تشمل محفظة على ترون لتلقي أموال من إيران.

وأثار استثمار ترون في ورلد ليبرتي مخاوف خبراء الأخلاقيات المهنية.

وقالت كاثلين كلارك الأستاذة بجامعة واشنطن في سانت لويس والمتخصصة في أخلاقيات الحكومة “هناك إشارات حمراء بشأن كل ذلك”. ومن ضمن مخاوفها، الحجم الكبير لاستثمارات ترون في ورلد ليبرتي، وما إذا كان ترامب قد يستفيد ماليا منها ومزاعم استخدام مسلحين، مثل حماس وحزب الله، لترون.

كما سلطت الضوء على تحقيق أجرته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية مع صن مؤسس ترون. واتهمته الهيئة في عام 2023 بالاحتيال وبتضخيم حجم التداول بشكل مصطنع وإخفاء مدفوعات لمشاهير للترويج لشركاته.

وقال صن، وهو مواطن من جرينادا ويقيم في سويسرا، إن اتهامات الهيئة “لا أساس لها”. ولا تزال القضية مستمرة.

وتساءلت كاثلين عما إذا كانت العلاقة الوثيقة بين ورلد ليبرتي وصن ستشكل تضاربا في المصالح بالنسبة لترامب بمجرد تولي إدارته الهيئة في يناير كانون الثاني.

ولم يرد المتحدثون باسم ترامب وفريقه الانتقالي بشكل مباشر على أسئلة عن علاقات الرئيس المنتخب المالية مع شركة ورلد ليبرتي والاستثمار في ترون والصراعات المحتملة.

وقالت المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي كارولين ليفات “لم يدخل الرئيس ترامب في السياسة من أجل التربح… إنه يقاتل لأنه يحب شعب هذا البلد ويريد أن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.

وذكر بعض خبراء التشفير أن الجماعات المسلحة والمجرمين يحبون ترون لأنها تمنح المستخدمين خيار إخفاء هوياتهم وتتقاضى رسوما قليلة ويمكن تحويلها إلى نقود بسهولة.

* تضارب محتمل

شارك ويتكوف في تأسيس ورلد ليبرتي ولديه حصة في شركة تحمل اسم (دبليو.سي ديجيتال إف.آي) يحق لها الحصول على بعض عائدات ورلد ليبرتي، وفقا لشروط الشركة. وويتكوف صديق مقرب لترامب ومتبرع لحملته الرئاسية.

وقال شخص مطلع على خطط ويتكوف طلب عدم ذكر اسمه إنه يعتزم وضع جميع استثماراته في صندوق للاستثمار بإدارة منفصلة على أن يحتفظ بملكية أصوله. وفي حال تأسيس الصندوق سيتولى مدير خارجي إدارة أصول ويتكوف على أن يبيع تلك الأصول التي تمثل تصاربا في المصالح ويعيد استثمار العائدات في استثمارات غير معروفة للمالك.

وأحجم ويتكوف عن التعليق. ولم ترد ورلد ليبرتي بعد على طلبات للتعليق حول المسائل الأخلاقية المحتملة واستثمار ترون في الشركة.

وقال متخصصون في الأخلاقيات المهنية لرويترز إنه حتى مع وجود مثل هذا الصندوق، فإن ورلد ليبرتي تمثل تضاربا محتملا في المصالح.

وأضافوا أن توصيات ويتكوف بشأن سياسات الشرق الأوسط قد تتأثر بما يراه الأفضل لشركة ورلد ليبرتي بدلا من الولايات المتحدة. وحتى إذا أسس ويتكوف صندوقا لأصوله ولم يشارك في العمليات اليومية لورلد ليبرتي، فإن احتمالات التضارب موجودة طالما أنه يحتفظ بحصة مالية في الشركة، كما قال ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي للرئيس السابق جورج دبليو بوش والأستاذ في جامعة مينيسوتا.

وقال بينتر “سواء كنت مشاركا في إدارة الشركة أم لا، فهذا ليس مهما على الإطلاق. ما يهم هو ما إذا كان لديك مصلحة مالية يمكن أن تتأثر بشكل مباشر بعملك الحكومي”.

وقال الخبراء إن ترامب يواجه أيضا تضاربا محتملا من شركة ورلد ليبرتي.

ويشار إلى ترامب على موقع ورلد ليبرتي على الإنترنت على أنه “من المدافعين الرئيسيين عن العملات المشفرة”، ويحق له الحصول على حصة من عائداتها، وفقا لشروط وأحكام الشركة.

وتبيع ورلد ليبرتي رمزا خاصا لا يمكن تداوله، وفقا لهذه الشروط والأحكام، على عكس بتكوين والعملات المشفرة الأخرى. ويحق لترامب و”الشركات التابعة” الأخرى غير المسماة الحصول على 75 بالمئة من بعض عائدات ورلد ليبرتي، وفقا للشروط، مما يزيد من احتمال قيام الناس بشراء عملات الشركة لمحاولة كسب ودها.

وتساءل كلارك حول ورلد ليبرتي قائلا “هل هذه طريقة بديلة لكسب ود ترامب؟”.

وخضعت تعاملات ترامب التجارية لتدقيق وثيق في ولايته الأولى. وفي أثناء وجوده في المنصب، ضخت 20 حكومة على الأقل، منها السعودية والصين، مجتمعة أكثر من 7.8 مليون دولار في فنادقه وممتلكاته الأخرى، وفقا لتقرير نشره الديمقراطيون في الكونجرس في يناير كانون الثاني. ولم يواجه ترامب عواقب قانونية لهذا الإنفاق.

ولم يرد فريق ترامب على طلب للحصول على معلومات حول الخطوات التي سيتخذها للتعامل مع أي تضارب محتمل من شركة ورلد ليبرتي.

وتظهر علاقة ورلد ليبرتي بترامب بشكل كبير على موقع الشركة على الإنترنت، حيث صورة لترامب وعلى إذنه ضمادة بعد محاولة اغتياله في يوليو تموز، ترحب بالزوار على الصفحة الرئيسية. وأول الأشخاص المدرجين كأعضاء في فريق ورلد ليبرتي هم ترامب وأبناؤه الثلاثة، دون جونيور وإريك وبارون. وأعلن ترامب نفسه، إلى جانب أقارب وزملاء، عن إطلاق الشركة خلال حدث مباشر على موقع التواصل إكس في سبتمبر أيلول. ولم يرد دون جونيور وبارون على طلبات للتعليق.

كما أُدرج نجلا ويتكوف، أليكس وزاك، كمؤسسين مشاركين لشركة ورلد ليبرتي. ولم يستجيبا لطلبات التعليق. وقال إريك ترامب لرويترز إنه “منخرط للغاية” في ورلد ليبرتي.

وفي حال استثمرت الحكومات الأجنبية أو صناديق الثروة السيادية في ورلد ليبرتي، فقد يمثل ذلك انتهاكا من ويتكوف وترامب لبند “المكافآت” في دستور الولايات المتحدة، المصمم لإحباط الفساد والتأثير غير المناسب على الحكومة، كما قال لاري نوبل، وهو أستاذ في جامعة أمريكية ومستشار عام سابق للجنة الانتخابات الاتحادية. ويحظر البند على المسؤولين الاتحاديين قبول الهدايا أو المزايا الأخرى من الحكومات الأجنبية دون موافقة الكونجرس.

وقال دبلوماسيون إنهم فوجئوا بتعيين ويتكوف، وهو مستثمر عقاري من نيويورك، مبعوثا خاصا للشرق الأوسط في 12 نوفمبر تشرين الثاني نظرا لافتقاره إلى الخبرة في السياسة الخارجية. وسيتولى ويتكوف الوظيفة وسط توتر إقليمي متزايد، بما في ذلك صراع غزة والاضطرابات في سوريا وخطر اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.

وتبرع ويتكوف بنحو 250 ألف دولار لمجموعة الإنفاق السياسي الداعمة لترامب (ماجا) في ديسمبر كانون الأول 2023. وتبلغ ثروته مليار دولار على الأقل، وفقا لمجلة فوربس.

وباتت الخطوط الفاصلة بين مشروعات وشركات ويتكوف ودوره الدبلوماسي غير واضحة. وتحدث ويتكوف يوم الاثنين في مؤتمر أبوظبي للعملات المشفرة. وأُدرج في ملفه التعريفي ببرنامج المؤتمر كمبعوث خاص لترامب إلى المنطقة مع الإشارة أيضا إلى أنشطته في العملات المشفرة.

وجاء عن ويتكوف في موقع المؤتمر على الإنترنت “رجل أعمال برؤية مستقبلية، يركز ستيف حاليا على التقاطع بين العقارات والبتكوين والعملات المشفرة”.

ودفع الحاضرون ما يصل إلى 9999 دولارا للمشاركة في الجلسات المغلقة، والتي عُقدت دون تغطية إعلامية.

ولم يرد ويتكوف على طلب للتعليق على المؤتمر.

* مبعوث خاص ولوائح قليلة

لم يحدد القانون المسمى الوظيفي لويتكوف في منصب المبعوث الخاص الجديد وقد لا يتطلب تأكيدا من مجلس الشيوخ الأمريكي. وقال سكوت جريتاك المحامي في مكتب منظمة الشفافية الدولية في واشنطن، إن الإدارة القادمة قد تسمه “موظفا حكوميا خاصا”، وهو تصنيف مخصص للأدوار المؤقتة.

وأضاف جريتاك أنه في هذه الحالة “على عكس موظفي الحكومة العاديين، يمكنه الاستمرار في تلقي الدخل الخارجي دون قيود… ومع ذلك، يجب عليه تقديم إفصاح مالي ولا يمكنه اتخاذ أي إجراءات رسمية من شأنها أن تعود بالنفع عليه ماليا”.

وقالت ميريديث ماكجي، وهي خبيرة أخلاقيات مستقلة ومديرة سابقة لقسم السياسة في منظمة “كامبين ليجل سنتر” غير الربحية إن ويتكوف ينبغي أيضا أن يوقع اتفاقا مع وزارة الخارجية مفاده أنه لن يتحدث مع مسؤولين في حكومات أجنبية بشأن العملات المشفرة في أثناء أداء مهام رسمية.

وخلصت رويترز من خلال مراجعة بشأن المبعوثين إلى أن المبعوثين الخاصين خلال عهد بايدن وفي عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما والولاية الأولى لترامب كانوا عادة من خارج قطاع الأعمال. ولم يؤسس أي منهم شركة كبرى مرتبطة بمرشح رئاسي قبل أسابيع من الانتخابات.

ومع ذلك كان لدى بعض هؤلاء المبعوثين استثمارات واسعة النطاق في القطاع الخاص. وتخلص المليونير جون كيري من أصول حددها مسؤولو الأخلاقيات الحكوميون على أنها قد تتعارض مع دوره كمبعوث خاص للمناخ لبايدن، وفقا لشهادة تخارج صادرة عام 2021 عن مكتب الأخلاقيات الحكومي بالولايات المتحدة.

وعين ترامب شريكا تجاريا مقربا من قبل. ففي عام 2016 اختار كبير المسؤولين القانونيين في مؤسسة ترامب، جيسون جرينبلات، ممثلا خاصا في المفاوضات الدولية ليضطلع بدور رئيسي في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. وقال جرينبلات لرويترز إنه ترك شركة ترامب قبل توليه المنصب في البيت الأبيض. ولم يتذكر ما إذا كان قد باع استثماراته قبل العمل كمبعوث خاص، لكنه قال إنه بالضرورة اتبع اللوائح المعمول بها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية