The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية تندد بقتل إسرائيل صحافيين في غزة

afp_tickers

دانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية الاثنين قتل الجيش الإسرائيلي خمسة صحافيين من طاقم قناة الجزيرة بينهم مراسلها أنس الشريف وصحافيا سادسا في غارة طالت مدينة غزة، مع استمرار الحرب المدمرة في القطاع منذ 22 شهرا.

وكانت حشود من الفلسطينيين شيعت صباح الإثنين  الصحافيين الستة، في أجواء مشحونة بالغضب والحزن والهتافات.

وحمل المشيعون وبينهم من كان يرتدي سترات الصحافيين الزرقاء، الجثامين الملفوفة بالأكفان ووجوهها مكشوفة عبر الأزقة الضيقة إلى مقبرة الشيخ رضوان.

وأقر الجيش الإسرائيلي باستهداف أنس الشريف ليل الأحد، واصفا إياه بأنه “إرهابي” ينتمي إلى حماس. 

ووصفت قناة الجزيرة القطرية الغارة بأنها “اغتيال مدبر” لأفراد طاقمها وهجوم “جديد وسافر على حرية الصحافة”.

وكتبت الجزيرة على موقعها الالكتروني “اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الأحد مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعدما استهدف خيمة للصحافيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة”.

وأضافت أن ثلاثة من مصوريها هم إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، قتلوا أيضا في الضربة ذاتها.

كذلك أعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل “استشهاد المصور الصحفي محمد الخالدي متأثرا بجروحه في مجزرة الاحتلال بحق الصحافيين” مشيرا إلى أن الضربة استهدفت “خيمة طاقم الجزيرة أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة”.

ونددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بـ”خرق صارخ للقانون الإنساني الدولي” وقال المفوض فولكر تورك على إكس إن “على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين بمن فيهم الصحافيون”. 

ونددت منظمة “مراسون بلا حدود” “بشدة وغضب بالاغتيال الذي أقرت به” إسرائيل لأنس الشريف الذي وصفته المنظمة بأنه كان “صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة”، داعية “الأسرة الدولية إلى تحرك قوي لوقف الجيش الإسرائيلي”.

وأكدت المنظمة أن “على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع بصورة عاجلة بناء على القرار 2222 الصادر في 2015 والمتعلق بحماية الصحافيين في زمن النزاعات المسلحة” لتفادي “جرائم القتل المماثلة خارج إطار القانون للعاملين في مجال الإعلام”.

بدورها، دانت منظمة العفو الدولية “القتل المتعمد للصحافيين”، واصفة الشريف وزملاؤه بأنهم “عيون وأصوات غزة”. وأنهم “ورغم الجوع والإرهاق، واصلوا التغطية بشجاعة من الخطوط الأمامية، رغم التهديدات بالقتل”.

واعتبرت العفو الدولية أنه “لم يشهد أي نزاع في التاريخ الحديث مقتل عدد أكبر من الصحافيين كما هو الحال في إبادة إسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة”.

وجاء في بيان عسكري اسرائيلي أن الشريف كان “قائدا لخلية إرهابية في حركة حماس الإرهابية، وكان مسؤولا عن هجمات صاروخية على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش”.

وذكر الجيش أنه “سبق أن كشف عن معلومات استخباراتية والعديد من الوثائق التي عثر عليها في قطاع غزة، تؤكد انتماءه العسكري إلى حماس”.

وكان الشريف، وهو من مواليد العام 1996، من أبرز وجوه القناة التي تنقل ميدانيا الأحداث في غزة عبر تقديم تقارير يومية ضمن تغطية منتظمة. وفي تموز/يوليو، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من تغطية مباشرة له من باحة مستشفى الشفاء، وقد بدا عليه التأثر الشديد أثناء حديثه عن معاناة السكان في غزة من الجوع.

ودانت الشبكة القطرية في بيان “بأشد العبارات الاغتيال المدبّر” للشريف وزملائه، معتبرة أنه “هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة”.

أضافت “إن إصدار الأمر بقتل أنس الشريف، أحد أشجع صحافيي غزة وزملائه، يمثل محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقا لتنفيذ مخطط احتلال غزة”، في إشارة الى الخطة الأخيرة التي أقرها المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر الأسبوع الماضي للسيطرة على المدينة.

– “عشت الألم بكل تفاصيله” –

وعقب مقتله، نُشِرت عبر صفحة الشريف على منصة إكس رسالة تحمل تاريخ السادس من نيسان/أبريل 2025، مع تعليق “هذا ما أوصى بنشره الحبيب الغالي أنس عند استشهاده/إدارة الصفحة”.

وجاء فيها “إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”. 

ويضيف في رسالته “عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوانَ يوما عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف” منذ اندلاع الحرب.

وتحدث الشريف عبر صفحته خلال الليل عن القصف. وكتب “قصف إسرائيلي عنيف ومركز بأحزمة نارية يستهدف المناطق الشرقية والجنوبية من مدينة غزة”، قبل أن ينشر فيديو قصيرا مع تعليق “قصف لا يتوقف… منذ ساعتين والعدوان الإسرائيلي يشتد على مدينة غزة”.

ويعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة استهدافات طاولت صحافيين ومصورين خلال الحرب، حيث قتل في القطاع نحو 200 إعلامي، وفقا لمنظمات غير حكومية.

وفي تموز/يوليو، أصدرت لجنة حماية الصحافيين بيانا دعت فيه إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لضمان سلامة الشريف بعد أن اتهمه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي بالانتماء الى حركة حماس.

وأعربت لجنة حماية الصحافيين عن “صدمتها” بعد نبأ مقتله. 

وقالت جودي غينسبرغ، المديرة التنفيذية للجنة لوكالة فرانس برس الاثنين “الصحافيون مدنيون. يجب ألا يُستهدفوا أبدا في الحروب، واستهدافهم يرقى إلى جريمة حرب”.

وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا “إن النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحافيين بأنهم مسلحون من دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات خطيرة حول نواياها واحترامها لحرية الصحافة”.

ودانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين “الجريمة الإسرائيلية البشعة”.

وفي ظل القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل وعدم السماح بدخول الصحافيين الأجانب الى غزة، تعتمد العديد من المؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء العالم على التغطيات التي يقدمها مراسلون فلسطينيون.

وأحصت منظمة مراسلون بلا حدود في أوائل تموز/يوليو مقتل أكثر من 200 صحافي في غزة منذ بدء الحرب، بينهم العديد من مراسلي الجزيرة.

وتتزايد الانتقادات الدولية بشأن معاناة أكثر من مليوني مدني فلسطيني أهوال الحرب في قطاع غزة بعد أن حذرت وكالات أممية ومنظمات حقوقية وانسانية من المجاعة التي تتربص بهم.

ومع إعلانه خطة السيطرة على مدينة غزة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي الأحد إنه أعطى أوامره للجيش للسماح لمزيد من الصحافيين الأجانب بمرافقة قواته في القطاع.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ايال زامير الاثنين “نحن على عتبة مرحلة جديدة من المعارك في غزة”، مضيفا أن الجيش “يعلم كيف يسيطر على مدينة غزة” و”سيبذل ما في وسعه للحفاظ على حياة الرهائن وإعادتهم”.

اندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة عن مقتل 61499 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

بور/كام-دص-لمى/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية