مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 الأورو يلحق بالدولار

اعتبر المحللون يوم 15 يوليو تاريخيا اذ تجاوز سعر صرف الاورو للمرة الاولى سعر صرف الدولار Keystone

للمرة الأولى منذ فبراير 2000، زاد سعر صرف الأورو على سعر الدولار الأمريكي يوم الاثنين، فيما وصفه الكثير من المراقبين بالحدث التاريخي الذي يقيم الدليل على الثقة بالاقتصاد في منطقة الاورو.

بلغ سعر صرف الاورو أدنى المستويات مقابل الدولار الأمريكي في أواسط يناير 2001، حينما لم تزد قيمته على 0.84 سنتا من الدولار الأمريكي، لكنه لم يلبث أن صعد قليلا خلال العام، ليهبط من جديد إلى 0.86 من الدولار بعد عام من ذلك، اي في أواخر يناير عام 2002.

ويبدو منذ ذلك التاريخ وكأن الاورو قد جمّع كامل قواه ليصعد صعودا متواصلا ومتناسقا حتى عادل الدولار الأمريكي وزاد عليه بقدر 0.006 سِنت أمريكي في الرابعة من بعد ظهر 15يوليو الجاري، حسب التوقعات التي أعرب عنها خبراء الاقتصاد خلال الأشهر القليلة الماضية.

لكن هذا السعر، أي 1.006 دولار للاورو لا يزال أقل مما كان عليه لدى طرح النقد الاوروبي الموحد للمرة الأولى في الأسواق في مطلع عام 1999، حينما دفع الراغبون في شراء العملية الاروبية 1.17 دولار أمريكي لكل وحدة منها.

أمراض الدولار عافية مؤقتة للأويرو!

ومن الأسئلة المطروحة اليوم، كيف رجّحت كفة الأورو على الدولار الأمريكي الذي يعتبر الممثل الرئيسي لأقوى قوة اقتصادية في العالم، وما إذا كانت هذه التطورات تعبّر عن تقهقر الاقتصادي الأمريكي في وجه اقتصاد البلدان الأوروبية؟

ويشير المحللون إلى ثلاثة عوامل أساسية ليست في صالح الدولار الأمريكي حاليا وهي، ضخامة مديونية الولايات المتحدة والعجز المزمن في الميزان التجاري الأمريكي، والركود المتواصل في اسواق المال الأمريكية، وأخيرا خفض معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ أربعين عاما.

ويقول المحللون، إن الولايات المتحدة في حاجة لمليار ونصف المليار دولار يوميا لتغطية العجز في الميزان التجاري وأن هذا الأمر كان متيسرا جدا حينما كانت الثقة لا تزال كبيرة في الاقتصاد الأمريكي وكانت الاستثمارات ورؤوس المال تتدفق بقوة ودون انقطاع في اتجاه الولايات المتحدة.

لكن الفضائح المتعاقبة منذ أوائل العام على مختلف المستويات الإدارية للمال والأعمال في الولايات المتحدة، جاءت لتنسف الكثير من الثقة في الأسواق وفي سلطات رقابة تلك الأسواق في الولايات المتحدة، ولتحوّل سيل رؤوس المال شيئا بعيدا عن الولايات المتحدة والأسواق الأمريكية.

إمكانيات النموّ الاقتصادي محدودة جدا

ولا تتوقع أغلبية المحللين أن يزيد الطلب على الدولار الأمريكي حتى نهاية العام، مما يعني تدفق المزيد من رؤوس المال والاستثمارات إلى مناطق وأسواق الأورو أو لبعض الأسواق الآسيوية التي تعرف حاليا انتعاشا نسبيا.

وسيعني ذلك زيادة الطلب على الأورو، أي الزيادة في سعر صرفه مقابل الدولار الأمريكي، علما بأن معدلات الفائدة في أسواق الأورو هي أعلى منها في أسواق الدولار حاليا.

ويقول المحللون، إن توقعات النمو في اقتصاديات بلدان الأورو ومناطق الدولار الأمريكي تعتبر طفيفة في الظروف الراهنة، وأن قوة الأورو في الوقت الحالي لا تعكس بالضرورة مدى قدرة أو تفوّق اقتصاد الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد الأمريكي.

الإقبال على الأورو ثبّت الفرنك السويسري

ويؤكد عدد من المسؤولين الاقتصاديين الأوروبيين والسويسريين أن الخفض في سعر الدولار الأمريكي لم يبلغ حدا مقلقا حتى هذه الساعة بالنسبة للصادرات إلى الولايات المتحدة. لكن الأمور قد تتغير في حالة تسارعت هذه الظاهرة في المستقبل.

وفيما يتعلق بالفرنك السويسري فقد تعادل سعر صرفه بالأورو مع سعره بالدولار تقريبا، دون أن يتخطى الخط الأحمر وهو 1.46 فرنك للأورو أو الدولار. لا بل وتقول الأوساط المقربة من البنك الوطني السويسري، إن زيادة الإقبال على الأورو في الآونة الأخيرة قد قللت الضغط عن الفرنك السويسري، وعن صادرات سويسرا للاتحاد الأوروبي وللولايات المتحدة على حد سواء.

جورج انضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية