
الاقتصاد الأميركي يعاود النمو في الفصل الثاني من العام

عاود الاقتصاد الاميركي تسجيل نمو في الربع الثاني من العام، بحسب ما أظهرت بيانات حكومية الأربعاء، لكن محللين أشاروا إلى أن الأرقام قد لا تعكس الواقع بدقة نتيجة اضطراب حركة التجارة على خلفية رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية.
وسجّل أكبر اقتصاد في العالم نموا بمعدل سنوي يبلغ 3 في المئة في الفترة من نيسان/أبريل حتى حزيران/يونيو، متجاوزا توقعات خبراء الاقتصاد بعد تراجع نسبته 0,5 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بحسب ما أعلنت وزارة التجارة.
ودفع ذلك ترامب لتكثيف الضغوط من أجل خفض معدل الفائدة، قائلا على الشبكات الاجتماعية إن على رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول “خفض المعدل الآن”.
وجاءت تصريحات ترامب قبل ساعات من إعلان الاحتياطي الفدرالي قراره الأخير بشأن معدلات الفائدة.
وتوقع موقع “بريفينغ.كوم” أن تسجّل الولايات المتحدة نموا نسبته 2,5%.
وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد لدى “نيشنوايد” كاثي بوستيانجيتش إن النمو في الفصل الثاني “تعزز بفعل التراجع الكبير في الحركة التجارية نتيجة الرسوم الجمركية”.
وأضافت أن قياسا أساسيا للناتج المحلي الإجمالي أظهر “تباطؤا إلى 1,2% مقارنة بـ1,9% في الربع الأول” من العام، وهو ما يرسم صورة أكثر دقة عن النشاط الاقتصادي.
وذكرت أن الإنفاق الحقيقي للمستهلكين والأعمال التجارية ازداد بشكل معتدل بعدما قامت العائلات بعمليات شراء مسبقة، بينما امتنعت الأعمال التجارية عن الإنفاق في ظل الدرجة العالية من الضبابية في السياسات.
ومطلع العام، سارعت الشركات لتخزين المنتجات لتجنّب الانعكاسات الأسوأ لقرارات ترامب زيادة الرسوم الجمركية.
وقالت وزارة التجارة إن “الزيادة في إجمالي الناتج المحلي في الفصل الثاني عكست بشكل أساسي انخفاضا في الواردات، وهو ما يُحسم لدى حساب الناتج المحلي الإجمالي”.
وذكر التقرير بأن الزيادة تعكس أيضا ازديادا في إنفاق المستهلكين.
وأشار محللون لدى مصرف “غولدمان ساكس” مؤخرا إلى أن ازدياد الواردات في الفصل الأول كان أكبر عائق على الإطلاق لنمو الناتج المحلي الإجمالي بناء على صافي الصادرات.
وتوقع المحللون انتعاشا مع تراجع الواردات، لكنهم أشاروا إلى أن ذلك قد لا يكون مستداما.
كما حذّر خبراء الاقتصاد من أن زيادة الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، الامر الذي من شأنه أن يؤثر على القوة الشرائية وأنماط الاستهلاك.
ومنذ عودته إلى السلطة، أعلن ترامب حزمة رسوم جمركية تلو أخرى، شملت رسوما نسبتها 10% على جميع شركاء الولايات المتحدة تقريبا مع زيادة الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم والسيارات، إلى جانب إجراءات منفصلة تستهدف الصين والمكسيك تحديدا واللتين يحملهما مسؤولية الهجرة غير النظامية وتهريب الفنتانيل.
وتبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم جمركية على المنتجات تخطت مستوياتها عتبة مئة في المئة وأدت إلى اضطراب حركة التجارة قبل أن تتفقا على خفضها موقتا.
وبعد مفاوضات في ستوكهولم هذا الأسبوع، أشار مفاوضون إلى إمكان تمديد الطرفين الهدنة التجارية بينهما والتي تنقضي مهلتها في 12 آب/اغسطس، علما بأن الكلمة الفصل في ذلك ستكون لترامب.
بيس/لين/ب ق