البابا ليو يحمل رسالة سلام إلى لبنان المستهدف بغارات إسرائيلية
من جوشوا ماكيلوي
بيروت (رويترز) – حث البابا ليو الزعماء السياسيين في لبنان يوم الأحد على جعل السلام أولويتهم القصوى في نداء قوي في بلد لا يزال هدفا للغارات الجوية الإسرائيلية، وذلك في المحطة الثانية من رحلته الأولى خارج الفاتيكان كزعيم للكنيسة الكاثوليكية.
ووصل أول بابا أمريكي للفاتيكان إلى لبنان بعد زيارة لتركيا استمرت أربعة أيام حذر خلالها من أن مستقبل البشرية في خطر بسبب العدد غير العادي من الصراعات الدامية في العالم، وندد بالعنف باسم الدين.
واستهل البابا ليو خطابه بتكرار كلمات السيد المسيح “طوبى لصانعي السلام” خلال كلمة ألقاها في قاعة القصر الرئاسي المكتظة بالسياسيين والزعماء الدينيين من مختلف الطوائف في لبنان.
* صراع مدمر
قال البابا ليو في كلمته أمام الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام وقادة آخرون إن على لبنان الآن المثابرة في جهود السلام رغم مواجهته وضعا إقليميا “معقدا للغاية ومليئا بالصراعات والغموض”.
وقال عون “في أرضنا اليوم، وأرض منطقتنا، الكثير من القهر، والكثير من المتألمين”، مضيفا أن لبنان بلد “حيث يعيش مسيحيون ومسلمون، مختلفين، لكن متساوين”.
وقبل ساعات من وصول البابا ليو، تجمعت حشود غفيرة على طول الطرق المؤدية من المطار إلى القصر الرئاسي، ملوحين بأعلام لبنان والفاتيكان.
وعصفت بلبنان، الذي يضم أكبر نسبة من المسيحيين في الشرق الأوسط، تداعيات الصراع في غزة إذ خاضت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية حربا بلغت ذروتها بهجمات إسرائيلية مدمرة.
وعبرت رندة صهيون اللبنانية، التي تعيش في قطر وسافرت إلى وطنها لحضور زيارة البابا ليو، عن أملها في أن يزرع السلام في قلوب السياسيين ليتسنى عيش حياة مريحة في لبنان.
وقال ليو إن ترسيخ السلام يحتاج إلى مثابرة، مضيفا أن “الالتزام وحب السلام لا يعرفان الخوف في وجه ما يبدو أنها هزيمة”.
ويشعر القادة في لبنان، الذي يستضيف مليون لاجئ سوري وفلسطيني ويكابد أيضا للتعافي من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، بالقلق من أن تصعد إسرائيل ضرباتها بشكل كبير في الأشهر المقبلة.
وتقول إسرائيل إن ضرباتها المستمرة منذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم العام الماضي تهدف إلى منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية وتشكيل تهديد من جديد لبلدات شمال إسرائيل.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله نعيم قاسم يوم الجمعة إنه يأمل في أن تساعد زيارة البابا ليو في وضع حد للهجمات الإسرائيلية.
* جدول أعمال مزدحم
رحبت الطوائف المختلفة في لبنان أيضا بالزيارة البابوية، حيث قال رجل الدين الدرزي البارز الشيخ سامي أبي المنى إن لبنان “بحاجة إلى بارقة الأمل المتمثلة بهذه الزيارة”.
ووصل البابا ليو إلى القصر تحت أمطار غزيرة وحملت الحشود مظلات بيضاء وهتفت له فيما استقبلته فرقة موسيقية أدت رقصة تقليدية مع قرع الطبول الكبيرة.
وتحظى زيارة البابا ليو، الذي لم يكن معروفا على الساحة العالمية قبل توليه البابوية في مايو أيار، بمتابعة عن كثب مع إدلائه بأولى خطاباته في الخارج وتفاعله الأول مع الناس خارج إيطاليا ذات الأغلبية الكاثوليكية.
وتنتظر البابا، البالغ من العمر 70 عاما والذي يتمتع بصحة جيدة، رحلة مليئة بالفعاليات في لبنان حيث سيزور خمس مدن وبلدات من يوم الأحد حتى الثلاثاء ثم يعود إلى روما. ولن يزور البابا ليو جنوب لبنان الذي استهدفته الضربات الإسرائيلية.
ويتضمن جدول أعماله صلاة في موقع انفجار مواد كيميائية وقع عام 2020 في مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل 200 شخص وتسبب في خسائر بمليارات الدولارات.
وسيترأس بابا الفاتيكان أيضا قداسا في الهواء الطلق بالواجهة البحرية لبيروت وسيزور مستشفى للأمراض النفسية، وهو واحد من عدد قليل من مرافق الصحة النفسية في لبنان، حيث ينتظر مقدمو الرعاية والنزلاء وصوله بفارغ الصبر.
(شاركت في التغطية مايا الجبيلي وراغد واكد وأحمد الكردي من بيروت – إعداد دعاء محمد وأميرة زهران ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير رحاب علاء)