مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التبرع بالدم: اكتفاء سويسري ونقص عالمي

رغم تراجع عدد المتبرعين، تمكنت سويسرا من تحقيق الإكتفاء الذاتي في الكميات التي تحتاج إليها من الدم ومشتقاته Keystone

أعلن الفرع السويسري للصليب الأحمر أنه تمكن خلال عام 2005 من توفير كافة احتياجات المستشفيات من الدم رغم التراجع المسجل في عدد المتبرعين.

من جهتها، طالبت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي بالتضامن مع الدول النامية للتغلب على الصعوبات التي تواجهها في الحصول على الدم ومشتقاته.

أظهر البيان الذي أصدره الصليب الأحمر السويسري في برن يوم 12 يونيو، أن عدد المتبرعين بالدم في الكنفدرالية قد تراجع في عام 2005 بنسبة 8%، لكن ذلك “ليس مدعاة للقلق” حسب البيان.

ويقول رودلف شفاب رئيس وحدة نقل الدم في الصليب الأحمر السويسري لسويس انفو، بأن “هذه النتيجة ليست مفاجأة، لأنها في واقع الأمر أقل بـ 1% فقط من النسبة التي توقعها الخبراء في نهاية عام 2004”.

ويشرح شفاب في حديثه، أن الوحدة التي يترأسها تضع دائما خططا لتبرعات الدم حسب حاجه المستشفيات، التي تراجعت بدورها بنسبة تصل إلى 5%، ولذا فلا معنى لجمع دم أكثر من المطلوب، حسب رأيه، إذ تركز الوحدة حاليا على الحصول على الكمية المناسبة من الدم في الوقت المناسب، ولذا يعتمد السويسريون على الاحتفاظ بالدم لفترات قصيرة، بدلا من السعي للحصول علي اكبر كمية منه.

شفاب برر تراجع المقبلين على التبرع بالدم في سويسرا بتزايد القيود التي تم فرضها علي الراغبين في أداء هذا الواجب الإنساني بسبب الخشية من الحصول على دم ملوث، لكنه نفى أن يكون لانتشار أنفلونزا الطيور تأثير كبير على هذا التوجه.

في المقابل، لا يستبعد رئيس وحدة نقل الدم في الصليب الأحمر السويسري احتمال ظهور هذا العامل مستقبلا، وهو ما يدفع المشرفين علي الوحدة إلى مناقشه هذه المسألة في الوقت الحاضر.

تشديد الرقابة

على صعيد آخر، يؤكد شفاب على أنه تم تشديد المعايير المتعلقة بفيروس “غرب النيل” الذي تم العثور عليه في أمريكا الشمالية. ولهذا السبب لا يمكن قبول تبرعات الدم من الأشخاص العائدين من كل من كندا والولايات المتحدة إلا بعد مضي 4 أسابيع على دخولهم إلى سويسرا.

ويعني هذا أن كثيرا من المسافرين الدائمي الترحال والتنقل إلى أمريكا الشمالية لا يتمكنون من التبرع بالدم، فضلا على الحظر المفروض على العائدين من مناطق تنتشر فيها الملاريا، مما يعني بأن حظر التبرع بالدم يشمل شريحة لا بأس بها من السكان.

ويشرح شفاب العلاقة بين المركز والمستشفيات، قائلا: “لدينا دور منفصل في خدمات نقل الدم، فعلينا إنتاج المواد المطلوبة وبيعها إلى المستشفيات، كما ننقل تجربتنا إلى الطاقم الطبي حول كيفية استخدام مشتقات الدم، وكلما قلت عمليات استخدام مشتقات الدم، كلما تراجع تبادل الخبرات”.

ومن أبرز ما تم تسجيله في عام 2005 في مجال نقل الدم في سويسرا، عدم وجود حالات نقل دم ملوث بفيروس التهاب الكبد الوبائي أو مرض نقص المناعة المكتسب (ايدز أو سيدا) منذ اكتشاف آخر حالة نقل دم ملوث في عام 2001، وذلك نتيجة تشديد معايير الرقابة على الدم ووسائل التعامل معه منذ ظهور فيروس الإيدز في ثمانينيات القرن الماضي.

نقص امكانات الدول النامية

على صعيد دولي، ذكرت منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقرا لها بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يوافق 14 يونيو من كل عام، بأن الدول النامية تعاني بالفعل من مشكلة نقص الدم، ولا تزال معظم تلك البلدان تعتمد على المتبرعين الذين يتقاضون أجراً لقاء تبرعاتهم أو على أفراد الأسر المتبرعين.

وتشير المنظمة الدولية إلى أن نسبة الراغبين في التبرع بالدم في البلدان الغنية تفوق نسبتهم في البلدان النامية بنحو 15 مرة، رغم حاجة الدول الفقيرة إلى الدم ومشتقاته، لعلاج حالات الإنيميا أو الملاريا أو مضاعفات الحمل الخطيرة، وهي الأمراض التي تحصد أرواح قرابة مليون شخص سنويا، بينما يمكن أن يساعد توفير الكميات اللازمة من الدم على إنقاذ حياة 25% من الوفيات الناجمة عن النزيف عند الوضع والولادة مثلا.

وتشكو المنظمة الدولية من تراجع الإهتمام في الدول النامية بفحص الدم، إذ تشير المعطيات المتوفرة لديها إلى أن 56 بلدا من أصل 124 لم تقم بفحص كل الدم الذي حصلت عليه من خلال التبرعات، وذلك بسبب ندرة لوازم الفحص أو غلاء أسعارها وعدم وجود البنية التحتية اللازمة وقلة الموظفين المدربين.

وتطالب منظمة الصحة العالمية بأن يكون اليوم العالمي للمتبرعين بالدم، مناسبة لمساعدة حكومات الدول النامية على تحسين الخدمات التي تقدمها في مجال تزويد المستشفات والوحدات الطبية بالدم ومشتقاته داعية إلى إذكاء الوعي بضرورة ضمان إمدادات مستدامة من الدم المأمون.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية موضوع هذا العام تحت عنوان الالتزام، الذي يجب أن يكون مسؤولية الحكومات والمجتمع عموما، وذلك بإبقاء مسألة ضمان مصادر دم آمنة في صدارة جدول الأعمال، بوصفها أحد العوامل الحيوية في مجالي علاج الأمراض والوقاية منها.

سويس انفو – توماس ستيفنز وتامر أبو العينين

يحتفل العالم في 14 يونيو من كل عام باليوم العالمي للتبرع بالدم.

هذا التاريخ يواكب ذكرى ميلاد الطبيب النمساوي كارل لاندشتاينر (1868-1943)، أول من وضع في عام 1901 أهم تصنيف لفصائل الدم.

حصل لاندشتاينر علي جائزة نوبل في الفيزياء والطب عام 1930 تقديرا لأعماله.

سويسرا من الدول القليلة في العالم المتفوقة في التعامل مع جمع الدم ومعالجته استعدادا لإستخدامه طبيا، وحققت منذ سنوات اكتفاءا ذاتيا في هذا المجال.

حثت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي على دعم الدول النامية للإلتزام بالمعايير المتعارف عليها عند جمع الدم ومعالجته لحفظه.

يؤدي عدم وجود الدم الكافي للعلاج إل وفاة حوالي مليون شخص سنويا في العالم، أغلبهم من النساء والأطفال.
تبلغ قيمة التبرعات السنوية الدولية لدعم عمليات التبرع بالدم 81 مليون دولار، من بينها 372000 من سويسرا.
يتبرع 1% فقط من سكان العالم بالدم.
التبرع يكون عادة بنصف لتر
يتراوح حجم الدم في الجسم بين 4 و5 لترات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية