The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ذعر بين سكان مدينة غزة بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء

reuters_tickers

من نضال المغربي ونيرة عبد الله

القاهرة/غزة (رويترز) – انهالت منشورات إسرائيلية على الفلسطينيين، الذين يعيشون وسط أنقاض مدينة غزة، يوم الثلاثاء تأمرهم بإخلاء المدينة، بعد أن قالت إسرائيل إنها على وشك شن هجوم على المنطقة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مما أثار حالة من الذعر والارتباك بين السكان.

وتبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، يوم الثلاثاء عملية إطلاق النار التي وقعت صباح الاثنين على مشارف القدس وأسفرت عن مقتل ستة.

ويتوقع سكان المدينة، الذين كان يبلغ عددهم قبل الحرب مليون نسمة، هجوما شرسا منذ أسابيع بعد أن وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوجيه ضربة قاضية لحماس في ما تقول إنهما آخر معقلين للحركة الفلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أقول لسكان غزة: اغتنموا هذه الفرصة وأصغوا إليّ جيدا: تم تحذيركم، غادروا الآن!”.

وألقت القوات الإسرائيلية منشورات جوا تأمر فيها السكان بإخلاء مدينة غزة، وقصفت أبراجا سكنية وسوتها بالأرض في الأيام القليلة الماضية.

وأثارت أوامر الإخلاء مخاوف سكان مدينة غزة. وقال بعضهم إنه لا خيار أمامهم سوى المغادرة إلى الجنوب، بينما قالت الغالبية العظمى إنها ستبقى في المدينة لأنه لا يوجد أي مكان آخر آمن. ولا يوجد أي مؤشرات حتى الآن على نزوح جماعي.

وشاع القلق في منطقة خيام بمدينة غزة تؤوي مرضى سرطان نازحين.

وقال مريض اسمه باجس الخالدي “ولا مكان، لا في الشمال ولا في الجنوب ولا شي، صرنا محاصرين تماما”.

ويشكل النزوح مشكلة كبيرة للفلسطينيين الذين يخشون من أن نتنياهو وحلفاءه من اليمين المتطرف في الحكومة يريدون تكرار “النكبة” عندما فر مئات الآلاف أو طُردوا خلال حرب عام 1948 التي شهدت قيام إسرائيل.

واتهمت أكبر مجموعة من خبراء الإبادة الجماعية في العالم وكيانات أخرى إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية خلال حملتها العسكرية المستمرة منذ ما يقرب من عامين في القطاع والتي تقول السلطات الصحية في غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص.

وترفض إسرائيل هذه الاتهامات وتقول إن من حقها الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وأعلنت السلطات الصحية في غزة أنها لن تخلي المستشفيين الرئيسيين العاملين في مدينة غزة، وهما الشفاء والأهلي، موضحة أن الأطباء لن يتركوا المرضى دون رعاية.

ونزح معظم سكان غزة مرات عدة منذ بدء الحرب وتحول معظم القطاع إلى ركام مع تفاقم أزمة الجوع في الشهور القليلة الماضية.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لسكان مدينة غزة بالانتقال إلى ما يصنفها “منطقة إنسانية” في المواصي الساحلية جنوبا، وهي منطقة مكتظة بالفعل لجأ إليها آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام. وتقصف إسرائيل الجنوب باستمرار.

وقالت أم صامد، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 59 عاما، إن الاختيار الآن ما بين “تبقى ونموت في مدينة غزة ولا نرد على أوامر إسرائيل وننزح من غزة وبعدها نموت في الجنوب”.

* “إعصار”

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش سيكثف حملته لتصبح “إعصارا مدويا ” إذا لم تفرج حماس عن آخر الرهائن المحتجزين لديها وتستسلم.

واستدعت إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للقيام بعملية برية. وقال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية تنظم صفوفها وتتجمع في مدينة غزة.

ولا يُتوقع أن تبدأ العملية الشاملة خلال الأسبوع المقبل، ولم ترد تقارير حتى الآن عن أي تقدم جديد للدبابات يوم الثلاثاء. تعمل القوات الإسرائيلية على مشارف مدينة غزة منذ الشهر الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على 40 بالمئة من المدينة.

وقد تُعقد عملية إسرائيلية جديدة جهود وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين. وكانت الآمال معقودة على جهود الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه أن يمنع إسرائيل من تنفيذ خطة السيطرة على أكبر مركز حضري في القطاع.

* انتقادات دولية

يقول منتقدون دوليون إن خطة إسرائيل، التي تتضمن إخلاء القطاع بأكمله من السلاح مع السيطرة الأمنية عليه، قد تفاقم المحنة الإنسانية لسكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة والذين يتعرضون لخطر المجاعة.

وأثارت خطة الهجوم على مدينة غزة قلقا داخل إسرائيل، وتراجع التأييد الشعبي للحرب.

ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، حذرت القيادة العسكرية الإسرائيلية نتنياهو من توسيع نطاق الحرب. وتخشى عائلات الرهائن الإسرائيليين وأنصارهم من أن يعرض الهجوم المحتجزين للخطر.

ويقول نتنياهو إن التحرك للقضاء على حماس يصب في مصلحة إسرائيل ويحميها من أي هجمات أخرى.

(إعداد نهى زكريا ومحمد محمدين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية