رسوم دخول المتنزهات الوطنية وأسعار الغذاء والعملات المشفّرة
مرحبًا بكم في العرض الأسبوعي لتغطية الصحافة السويسرية للمستجدات الأمريكية. كل يوم خميس، نستعرض أبرز ما تناولته وسائل الإعلام السويسرية بشأن ثلاث قضايا رئيسية في الولايات المتحدة — في السياسة والاقتصاد والعلوم.
إني أحب المتنزهات الوطنية الأمريكية، وطعامها أيضًا (باعتدال). ويبدو أن ذوقي مكلف: فبدءًا من العام المقبل، سيتضاعف سعر التصريح السنوي لزيارة بعض أشهر المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة ثلاث مرات بالنسبة للأجانب، فيما تسهم الرسوم الجمركية في رفع أسعار بعض المواد الغذائية أكثر فأكثر. لحسن الحظ، لا أملك أي عملات مشفّرة، والتي تعيش حالة “اضطراب”، بحسب صحيفة سويسرية، منذ أن هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بفرض رسوم جديدة.
اعتبارًا من الأول من يناير، سيتعيّن على الزائرين الأجانب دفع 250 دولارًا أمريكيًا (ما يعادل 200 فرنك سويسري) بدلًا من 80 دولارًا، للحصول على تصريح سنوي لدخول أبرز المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة، مثل غراند كانيون، يلوستون، ويوسيميتي.
وقالت وزارة الداخلية الأمريكية إن “هيكل الرسوم الجديد الذي يعطي الأولوية للمقيمين الأمريكيين” سيُبقي سعر التصريح السنوي للمواطنين والمقيمين الدائمين عند 80 دولارًا، بينما سيُفرض على الزائرين الأجانب رسم أعلى يبلغ 250 دولارًا. كما سيُطلب من السياح الأجانب الذين لا يحملون تصاريح سنوية دفع رسم إضافي قدره 100 دولار للشخص الواحد، إضافة إلى رسوم الدخول العادية.
وصرّحت الوزارة أن “المقيمين في الولايات المتحدة سيواصلون الاستفادة من أسعار ميسّرة، بينما سيساهم غير المقيمين برسوم أعلى لدعم صيانة المتنزهات والعناية بها”. وأشارت قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية إلى أن عددًا من هذه المتنزهات مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
من جهتها، لفتت صحيفة لوتون إلى أن “قطاع السياحة الأمريكي يعاني منذ أشهر من تراجع في أعداد الزوار الدوليين نتيجة السياسات التي يتّبعها الحزب الجمهوري”. وأضافت أن اتحاد السفر الأمريكي يتوقع انخفاضًا بنسبة 6.3% في عدد السياح الأجانب عام 2025 مقارنة بعام 2024.
المصادر:
- صحيفة لوتونرابط خارجي — (بالفرنسية)
مع الارتفاع الملحوظ في أسعار بعض المواد الغذائية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع بعض الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها قبل أشهر فقط.
قال جوزيف فودي، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك، لقناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية:
“بعض المنتجات والتجارب اليومية تترك أثرًا خاصًا في الناس. فهم يرون أسعار الحليب أو اللحم، ويراقبون فواتير الكهرباء والإيجارات، وهذا يولّد قلقًا. وعندما ترتفع كلفة المعيشة بشكل أسرع من الأجور، يتساءل الناس عمّن يتحمّل المسؤولية، وبالطبع يوجّهون أصابع الاتهام إلى من هم في السلطة”.
وأشارت القناة إلى أن ترامب طالما وصف مشكلة ارتفاع الأسعار بأنها “خدعة من الديمقراطيين”، لكنه اليوم يتراجع عن رسوم جمركية نسبتها 40% فُرضت على واردات من البرازيل مثل القهوة، لحوم الأبقار، وأنواع متعددة من الفاكهة.
وأكد ماتياس هايم، المحرر الاقتصادي في القناة، أن أسعار بعض المواد الغذائية ارتفعت فعلاً بشكل حاد، إذ زاد سعر الموز بنسبة 7% خلال عام، بينما ارتفعت أسعار القهوة بنسبة تقارب 20%. وأضاف: “ليس من قبيل الصدفة أن ترامب قرر رفع الرسوم عن هذه السلع تحديدًا”.
لكن هايم أوضح أن دور الرسوم الجمركية في هذه الزيادات غير محسوم تمامًا، مشيرًا إلى أن ضعف المحاصيل في عدد من دول الإنتاج كان له أثر مباشر على ارتفاع أسعار البن والكاكاو عالميًا. وقال: “نرى هذه التأثيرات في سويسرا أيضًا، حيث ارتفعت أسعار الشوكولاتة بشكل ملحوظ. لكن في الولايات المتحدة، تتفاقم هذه العوامل بفعل الرسوم الجمركية”.
وختم بالقول: “الواقع الاقتصادي يفرض نفسه على إدارة ترامب، حتى إن لم تعترف بذلك صراحة”. وبرّرت الحكومة التراجع بأن بعض هذه المنتجات لا تُزرع أصلًا في الولايات المتحدة، وبالتالي لا ضرورة لحمايتها برسوم جمركية. وأضاف: “لكن في نهاية المطاف، أسعار الغذاء المرتفعة تُرتد على الحكومة القائمة، وهو ما اختبره أيضًا الرئيس السابق جو بايدن”.
واختتمت قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية تحليلها بالقول إن ترامب بات يدرك أن الملف الاقتصادي، الذي ساعده على الوصول إلى الرئاسة العام الماضي، “قد يتحول إلى نقطة ضعف في انتخابات منتصف الولاية عام 2026”.
شرح لقرار ترامب خفض بعض الرسوم الجمركيةرابط خارجي — قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية
أسعار مرتفعة وتفاؤل محدود: الاقتصاد الأمريكي تحت الضغطرابط خارجي — قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية
تراجع سعر البيتكوين إلى نحو 88,000 دولار، بعدما كان قد بلغ 126,000 دولار في بداية أكتوبر، وسط اضطرابات كبيرة في سوق العملات المشفّرة.
وكتبت صحيفة نويه تسورخيرتسايتونغ أن الرئيس الأمريكي الذي تبنّى صناعة العملات المشفّرة خلال حملته الانتخابية، “أصبح يُلحق بها الضرر نتيجة سلوكه المتقلّب”.
وأوضحت الصحيفة أن تهديد ترامب للصين برسوم جمركية جديدة، في العاشر من أكتوبر، تسبّب في ما وصفته بـ”العاصفة المثالية” في أسواق العملات المشفّرة، لتدخل في حالة اضطراب مستمرة منذ ذلك الحين.
وأضافت الصحيفة أن هذا الانخفاض “مؤلم لصناعة العملات المشفّرة القوية ماليًا، والتي ضخّت ملايين الدولارات لدعم الحزب الجمهوري خلال الحملة الانتخابية”. وأشارت إلى أن ترامب لم يعد المخلّص الذي خلّصها من إدارة بايدن “العدائية”، بل تحوّل إلى عبء عليها.
كما تطرقت الصحيفة إلى أنشطة عائلة ترامب “المثيرة للجدل” في هذا القطاع، مشيرة إلى أن وكالة رويترز قدّرت أرباح العائلة بنحو 800 مليون دولار خلال النصف الأول من العام. تشمل هذه الأنشطة إصدار عملة رقمية ساخرة يمكن للمستثمرين الأجانب شراؤها دعمًا للرئيس، والعفو الرئاسي عن تشانغبينغ تشاو، الرئيس التنفيذي السابق لبورصة “بينانس”، المدان بقضايا غسيل أموال، والذي نفذت شركته صفقة مالية مع شركات عائلة ترامب قبيل صدور العفو.
وخلصت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ إلى أن “القطاع بات يدرك أن السلوك الانتهازي لترامب يهدد سمعته”. وأضافت: “الصناعة كانت تسعى إلى تحسين صورتها، لا إلى ترسيخ صورتها الملوّثة”.
وختمت الصحيفة بالقول إن الوقت قد حان لكي “تتحرر صناعة العملات المشفّرة من ارتباطها بالحزب الجمهوري”، مؤكدة أن “هذا القطاع ليس مشروعًا سياسيًا، بل صناعة واعدة بمستقبل مستقل حتى دون ترامب”.
دونالد ترامب والعملات المشفّرة: من محرّر إلى عبء —رابط خارجي صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ (افتتاحية، بالألمانية، محتوى مدفوع)
موعدنا الخميس القادم مع عرض صحفي جديد حول المستجدات الأمريكية.
للتعليق أو إبداء الملاحظات، يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني english@swissinfo.ch :
ترجمة: مي المهدي
تٌرجم هذا التقرير بالاستعانة بأدوات ترجمة آلية وقام فريق التحرير بمراجعته وتدقيقه لغويًا لضمان الدقة والوضوح، كما تم التحقق من مطابقته للنص الأصلي.
المزيد
للاشتراك في العرض الصحفي الأسبوعي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.