The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

القوات الإسرائيلية تتقدم في غزة قبيل محادثات ترامب ونتنياهو

reuters_tickers

من نضال المغربي وألكسندر كورنويل

القاهرة/القدس (رويترز) – اقتربت الدبابات الإسرائيلية من قلب مدينة غزة يوم الاثنين مواصلة الهجوم البري قبل ساعات من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في اجتماع وعد ترامب بأن يشهد تحقيق “شيء مميز” في أحدث محاولاته لإنهاء الحرب.

وبعد ما يقرب من عامين من الجهود الدبلوماسية غير الناجحة، قدمت واشنطن الأسبوع الماضي خطة من 21 نقطة إلى دول عربية وإسلامية تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المتبقين.

وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال صار قريبا.

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي “لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط… الجميع على استعداد لشيء مميز، لأول مرة على الإطلاق. سننجزه!!!”.

ورغم أن نتنياهو يشيد بترامب باعتباره أقرب حليف لإسرائيل، هناك دلائل على تشكك إسرائيلي في الاقتراح، فضلا عن بعض التحفظات بين الدول العربية.

* مخاوف إسرائيلية وعربية

قال مصدر مطلع على المناقشات إن مسؤولين إسرائيليين أثاروا مخاوف مع نظرائهم الأمريكيين بشأن الاقتراح، بما في ذلك بشأن المشاركة المقترحة لقوات الأمن الفلسطينية في غزة بعد الحرب، وعدم الوضوح بشأن ما إذا كان سيتم طرد قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من القطاع، وبشأن من سيتولى المسؤولية بشكل عام عن أمن غزة.

وذكرت مصادر في مصر يوم الاثنين إن القاهرة، التي تضطلع بدور وساطة في محادثات وقف إطلاق النار، حريصة على ألا يتم إقصاء أو تهميش السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا من إدارة غزة كما تحرص على وجود ضمانات على التزام إسرائيل بشروط أي اتفاق بمجرد تحرير الرهائن.

وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك أي انحسار للتوتر على الأرض بعدما أطلقت إسرائيل هذا الشهر هجوما شاملا على مدينة غزة في واحدة من أكبر العمليات في الحرب. ويقول نتنياهو إنه يهدف إلى القضاء على حماس في آخر معاقلها.

وقالت هدى، وهي فلسطينية لجأت إلى دير البلح جنوبي مدينة غزة مع طفليها، لرويترز إن القلق يساورها من أن أحدث خطط ترامب للسلام “ستكون خيبة أمل تانية”.

وذكرت في اتصال هاتفي “كتير وعود أعطاها ترامب قبل هيك وفي الآخر كلها طلعت كلام فاضي وخيال مش حقيقة”.

وقال أبو عبد الله، الذي يعيش مع ما يقرب من 20 من أفراد عائلته في خيام على ساحل مدينة غزة، إن العائلة تنتظر إلى ما بعد اجتماع البيت الأبيض قبل أن تقرر ما إذا كانت ستنزح جنوبا.

وقال “المرة هاي يا اتفاق يا إما راح غزة تنمسح زي ما صار في رفح بالظبط”، وذلك في إشارة إلى المدينة الواقعة بجنوب القطاع والتي سوتها إسرائيل بالأرض بالكامل في وقت سابق من الحرب.

* إسرائيل تقول إن الهجوم سيقضي على حماس

أدى الهجوم على مدينة غزة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي زادت من عزلة إسرائيل الدولية. واعترفت عدة دول غربية، منها بريطانيا وفرنسا، بدولة فلسطينية متحدية الرفض الإسرائيلي.

وتوغلت الدبابات الإسرائيلية يوم الاثنين حتى باتت على بعد مئات الأمتار فقط من المستشفى الرئيسي في مدينة غزة (مستشفى الشفاء)، ويقول الأطباء إن مئات المرضى ما زالوا يتلقون العلاج هناك على الرغم من الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة.

وقال مسؤولو صحة إن الدبابات حاصرت أيضا المنطقة المحيطة بمستشفى (الحلو)، حيث يوجد 90 مريضا يتلقون العلاج بينهم 12 رضيعا في حضانات. وأفاد مسعفون بأن المستشفى تعرض للقصف خلال الليل.

وقالت إسرائيل إنها لن توقف القتال ما لم تفرج حماس عن جميع الرهائن وتسلم أسلحتها بشكل دائم.

وتقول حماس، التي أشعل هجومها على إسرائيل قبل نحو عامين فتيل الحرب، إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء الحرب ولكنها لن تتخلى عن سلاحها ما دام الفلسطينيون يناضلون من أجل إقامة دولة لهم. وتؤكد أنها لم تتلق بعد أي مقترح سلام أمريكي جديد.

وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه في هجوم أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، قتل مسلحو حماس نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 رهينة. ووفقا لسلطات الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي 66 ألفا.

* جهود وقف إطلاق النار السابقة انهارت

في أحدث هجوم إسرائيلي، سوت القوات الإسرائيلية أحياء في مدينة غزة بالأرض ونسفت مباني قالت إن حماس تستخدمها.

وفر مئات الآلاف من السكان لكن الكثيرين يقولون إنه لا يوجد مكان آخر يلجأون إليه. وأصدرت إسرائيل تحذيرات للسكان بالتوجه جنوبا، حيث توجد مدن لم يبق منها سوى أنقاض ويتكدس معظم سكانها في مخيمات.

وفي بيان صدر يوم الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل استهداف الجماعات المسلحة لحماية المدنيين الإسرائيليين. وأفاد مسعفون بأن 18 شخصا على الأقل قُتلوا في أنحاء قطاع غزة اليوم معظمهم في مدينة غزة.

وانهارت جهود وقف إطلاق النار السابقة التي دعمتها الولايات المتحدة بسبب عدم التمكن من التوصل لاتفاق حول نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس.

ويريد حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية استمرار الحرب حتى تُهزم حماس. ودعوا إلى ضم الضفة الغربية، التي يرغب الفلسطينيون في أن تكون جزءا من دولتهم المستقبلية.

ولكن الهجوم على مدينة غزة يُؤجج أيضا التوتر السياسي داخل إسرائيل، إذ تقول عائلات الرهائن إن الوقت حان للسعي إلى اتفاق سلام لإعادة أحبائهم إلى ديارهم، ويتهم البعض نتنياهو بإطالة أمد الحرب.

وأرسل منتدى عائلات الرهائن، الذي يمثل الكثير من أقارب المحتجزين في غزة، رسالة إلى ترامب قبيل لقائه بنتنياهو، ترجاه فيها ألا يسمح لأحد بتخريب الاتفاق الذي قد ينهي حرب غزة.

وجاء في الرسالة “المخاطر كبيرة للغاية، وانتظرت عائلاتنا طويلا أي تدخل يُعرقل هذا التقدم (العسكري)”.

(إعداد محمود رضا مراد وبدور السعودي للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية