
المبعوث الأميركي ويتكوف يعد بزيادة المساعدات الإنسانية بعد زيارته غزة

زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الجمعة غزة المهددة بالمجاعة والمدمرة جراء الحرب واعدا بزيادة المساعدات، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية الكارثية في القطاع.
وقبيل الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية”، معتبرة أنه أصبح “مصيدة للموت” لسكان القطاع حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهرا بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأصبح قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، مهددا بـ”مجاعة شاملة” بحسب الامم المتحدة، وخصوصا أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون في شكل أساسي على المساعدات.
وأفاد الدفاع المدني في غزة أن 22 فلسطينيا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الجمعة، بينهم ثمانية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات وقضى اثنان منهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لـ”مؤسسة غزة الانسانية” في جنوب القطاع.
وقالت ياسمين الفرا وهي امرأة ستينية تبكي ابنها الذي قتل، من مستشفى ناصر في خان يونس، لفرانس برس “ماذا ذنب الأطفال في هذه المجاعة؟ ارحمونا”.
وزار ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي مركزا تابعا للمؤسسة صباح الجمعة. وقال ويتكوف على منصة “اكس” إن زيارتهما التي استغرقت “أكثر من خمس ساعات”، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة”.
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن ترامب إعلانه العمل على خطة “لإطعام الناس”.
– “حمام دم” –
وبعيد اندلاع الحرب إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، شددت الدولة العبرية الحصار الذي كانت تفرضه على القطاع منذ أعوام. وأطبقت حصارها اعتبارا من مطلع آذار/مارس، قبل أن تعلن في أيار/مايو تخفيف الحظر جزئيا، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل لاقى انتقادا من المنظمات الدولية.
منذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينيا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات في القطاع، بينهم 859 في محيط مواقع المؤسسة ذات التمويل الغامض، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة الجمعة، لافتة إلى أن “معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي”.
واتهمت هيومن رايتس إسرائيل بإقامة نظام “عسكري معيب” لتوزيع المساعدات، حوّل العملية إلى “حمام دم”. وجاء في التقرير إن “عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب”.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه يجري تحقيقات عقب تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين بالقرب من مناطق التوزيع.
ومنذ أسبوع بدأت عدة دول بإنزال مساعدات غذائية جوا. وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس الجمعة سكانا في قطاع غزة يهرعون للحصول على طرود أسقطت من الجو في جباليا (شمال).
وأعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة أنه نفذ “سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بمشاركة عدد من الدول”. وشاركت طائرات عسكرية تابعة للأردن والامارات وألمانيا وفرنسا وإسبانيا.
وبلغت حمولة هذه الانزالات حوالي 57 طنا. وبلغ إجمالي الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية قبل أسبوع حوالي 148 طنا من المواد الأساسية.
لكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن المساعدات “غير كافية وغير فعالة”، داعيا إلى استئناف عمليات التسليم البري المنسقة من الأمم المتحدة.
وأكد أن ستة آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، تنتظر خارج غزة الحصول على الموافقة لدخول القطاع.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن المنظمات الدولية وزّعت الخميس حمولات أكثر من مئتي شاحنة مساعدات.
– “تفوق الخيال” –
وزار ويتكوف غزة في كانون الثاني/يناير أثناء سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
والتقى المبعوث الأميركي الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يتعرض لضغوط داخلية للوفاء بتعهده القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفي الخارج لوقف الحرب في غزة.
وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الخميس خلال زيارة إلى القدس أن “الكارثة الإنسانية” في غزة “تفوق الخيال”.
وكان الوزير الذي تُعدّ بلاده حليفة لإسرائيل، قال قبيل توجهه إلى الدولة العبرية إن الأخيرة “تجد نفسها بشكل متزايد ضمن الأقلية”، لافتا إلى أنّ “عددا متزايدا من الدول الأوروبية بات مستعدا للاعتراف بدولة فلسطينية من دون مفاوضات مسبقة”.
وأعلنت البرتغال الخميس أنها “تعتزم” الاعتراف بدولة فسطين، على غرار كندا وفرنسا وبريطانيا.
والاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة يبقى خطوة رمزية إلى حد كبير مع رفض إسرائيل قيام دولة يتطلّع إليها الفلسطينيون.
وندّدت إسرائيل بـ”حملة ضغط دولية مشوهة” غايتها “مكافأة حماس والإضرار بالجهود الهادفة إلى التوصل لوقف النار في غزة”.
الى ذلك، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري حماس، الجمعة شريط فيديو لأحد الرهائن الاسرائيليين.وحمل الفيديو ومدته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان “يأكلون مما نأكل”، وظهر فيه رهينة بدا متعبا ونحيلا في نفق، يجلس حينا ويمشي حينا آخر.
ولم تتمكن فرانس برس من التدقيق في صحة الشريط أو تاريخ تسجيله. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرهينة هو إيفيتار دافيد (24 عاما) الذي خطف أثناء حضوره مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكانت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، نشرت الخميس فيديو لرهينة خطف أيضا في الهجوم، هو الألماني الاسرائيلي روم براسلافسكي.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال الهجوم، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قضوا.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 60249 فلسطينيا، من بينهم 55% أطفال ونساء وكبار السن، وفق أحدث حصيلة أصدرتها وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.
بور/س ح-ود/كام