المحكمة الجنائية الدولية تقضي بسجن زعيم بميليشيا الجنجويد في دارفور 20 عاما
من ستيفاني فان دين برج
لاهاي 9 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – أصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية اليوم الثلاثاء حكما بالسجن 20 عاما على قائد بميليشيا الجنجويد لإدانته بارتكاب أعمال وحشية في إقليم دارفور بالسودان، بما في ذلك ضرب معتقلين حتى الموت باستخدام آلة حادة.
وأدين علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف أيضا باسم علي كوشيب، في أكتوبر تشرين الأول بما يصل إلى 27 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تشمل القتل والتعذيب وتدبير عمليات اغتصاب وفظائع أخرى ارتكبتها ميليشيا الجنجويد في دارفور قبل أكثر من 20 عاما.
ورفض القضاة حجج الدفاع بأن عبد الرحمن كانت سلطته محدودة، وعبروا عن تعاطفهم مع الضحايا.
وقالت القاضية جوانا كورنر رئيسة المحكمة “لم يكتف عبد الرحمن بإصدار أوامر أدت مباشرة إلى الجرائم، لكنه ارتكب بنفسه بعضا منها باستخدام بلطة كان يحملها لضرب السجناء في (منطقتي) مكجر ودليج”.
وأصدرت هيئة المحكمة حكما مشتركا بالسجن 20 عاما، مما يعني أن عبد الرحمن البالغ من العمر 76 عاما سيموت على الأرجح في السجن.
وكان الادعاء قد طلب الحكم عليه بالسجن المؤبد، ووصف عبد الرحمن بأنه “قاتل باستخدام البلطة” بعد أن استخدم هذه الأداة من قبل في قتل اثنين من المحتجزين بقسم شرطة، وبأنه ارتكب الانتهاكات بشكل متحمس ونشط وفعال.
وقال الدفاع إن عبد الرحمن ضحية خطأ في تحديد الهوية، وإن أي حكم يتجاوز سبع سنوات سيعد بمثابة حكما بالسجن المؤبد بحكم الواقع نظرا لسنه.
ومن حق كل من الادعاء والدفاع الطعن على الحكم، لكنهما قالا إنهما سيدرسان الحكم قبل اتخاذ هذا القرار.
ويسدل هذا الحكم الستار على أول محاكمة تتناول فيها المحكمة الجنائية الدولية صراع دارفور، الذي اندلع عام 2003 عندما حمل متمردون، معظمهم من غير العرب، السلاح ضد حكومة السودان، متهمين إياها بتهميش هذه المنطقة النائية في غرب البلاد.
وردا على ذلك، حشدت الحكومة السودانية آنذاك ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد لقمع هذا التمرد، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف وصفتها الولايات المتحدة ومنظمات معنية بحقوق الإنسان بأنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وأحال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2005. وأنشئت هذه المحكمة، ومقرها لاهاي، للنظر في أخطر الجرائم التي تعجز المحاكم المحلية عن التعامل معها.
واندلعت اشتباكات جديدة في دارفور وفي أنحاء السودان عام 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يُنظر إليها على أنها خليفة للجنجويد.
وأدى القتال في دارفور، وخاصة في مدينة الفاشر، إلى عمليات قتل بدوافع عرقية ونزوح جماعي.
(إعداد رحاب علاء ونهى زكريا للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)