المستشار الألماني من ليتوانيا: “روسيا تهديد لنا جميعا”

حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس الخميس من أن روسيا تهدد أمن أوروبا، وذلك أثناء زيارة قام بها إلى ليتوانيا للاحتفال بتأسيس أول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية، تهدف إلى تعزيز خاصرة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الشرقية في مواجهة روسيا.
وجاء قرار تأسيس أول كتيبة مدرعة تضم 5000 عنصر في ليتوانيا على مدى السنوات المقبلة ردا على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.
وقال أثناء مؤتمر صحافي في فيلنيوس “هناك تهديد لنا جميعا من روسيا… نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم”.
وأضاف “نحن عازمون معا إلى جانب شركائنا على الدفاع عن أراضي الحلف في مواجهة أي عدوان. أمن حلفائنا في البلطيق هو أمننا أيضا”.
وشارك ميرتس الذي تولى منصب المستشار هذا الشهر في مراسم في العاصمة فيلنيوس احتفالا بتأسيس الوحدة القتالية الثقيلة (كتيبة الدبابات الـ45) والمعروفة أيضا باسم “كتيبة ليتوانيا”.
وستنشر الكتيبة التي ستضم حوالى 4800 جندي و200 موظف مدني في القوات المسلحة الألمانية بشكل تدريجي خلال السنوات المقبلة. ومن المفترض أن تصل إلى قدراتها العملانية الكاملة بحلول 2027.
وهناك مجموعة تضم حوالى 400 عنصر من عناصر القوات المسلحة الألمانية في البلاد حاليا، بحسب وزارة الدفاع.
وأضاف ميرتس “على كل من يتحدى الناتو أن يعلم أننا مستعدون. ويجب على كل من يهدد أي حليف أن يعلم أن التحالف بأكمله سيدافع بشكل مشترك عن كل شبر من أراضي الناتو”.
وأشاد الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا بالتحالف مع ألمانيا واصفا إياه بـ”قوة لا تقهر”.
وقال “معا سنضمن ألا يواجه شعبا ليتوانيا وألمانيا الاختبار الأصعب: الحرب”.
– دور أكبر –
سيسعى ميرتس الذي تعهّد بناء “أقوى جيش تقليدي” في أوروبا عبر زيادة الإنفاق الدفاعي لاستغلال الزيارة من أجل التركيز على تولي برلين دورا أكبر في الساحة الدولية في ظل الاضطرابات السياسية.
وكثّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغوط على بقية أعضاء الناتو لدفعهم إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما أثار مخاوف بشأن مدى التزام الولايات المتحدة حيال أوروبا. وأحدث ترامب صدمة بانفتاحه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل سعيه للدفع باتّجاه التوصل إلى اتفاق سريع للسلام مع أوكرانيا.
وأفاد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس االشهر الماضي بأن نشر القوات في ليتوانيا “يبعث برسالة تضامن واستعداد قوية”.
وأضاف أن “ألمانيا تكثّف تحركها”، وذلك خلال فعاليات لإحياء ذكرى مرور 70 عاما على انضمام ألمانيا إلى الناتو المكوّن من 32 دولة.
يحد كل من جيب كالينينغراد الروسي وبيلاروس الحليفة لموسكو ليتوانيا التي تعد 2,8 مليون نسمة وتعتبرها وزارة الدفاع الألمانية “الدولة الأكثر عرضة للخطر في الخاصرة الشرقية للناتو”.
– عدائية متزايدة –
وردت مؤشرات الى أن روسيا تكثّف أنشطتها العدائية إذ تُتّهم موسكو مرارا باستخدام تكتيكات “الحرب الهجينة” في بحر البلطيق.
وفي وقت سابق هذا الشهر، رُصدت طائرة تجسس روسية في بيلاروس كانت تحاول على ما يبدو مراقبة تدريب عسكري للناتو متعدد الجنسيات في ليتوانيا، بحسب “دير شبيغل”.
لكن نشر القوات الألمانية ليس بهذه السهولة إذ يتساءل البعض عمّا إذا كانت القوات المسلحة الألمانية التي تعاني من نقص في العناصر والمعدات بعدما عانت لسنوات من ضعف التمويل، مستعدة لما تعتبره وزارة الدفاع “أحد المشاريع الأكثر تعقيدا وطموحا” في تاريخها.
وبينما سعت ألمانيا لتخصيص مزيد من التمويل للجيش، فإن طلب المعدات وإنتاجها سيستغرق سنوات.
في الأثناء، تواجه القوات المسلحة الألمانية التي تهدف لزيادة عديد جنودها إلى 203 آلاف بحلول العام 2031، صعوبة في التجنيد.
وأقر البرلمان قانونا في كانون الثاني/يناير يهدف لجعل الخدمة العسكرية مهنة أكثر جاذبية عبر ترتيبات أكثر مرونة وزيادة الحوافز المالية.
سر/لين-شي/ب ق