The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

المشاريع العملاقة والذكاء الاصطناعي في صلب اليوم الأول من مؤتمر للاستثمار في السعودية

afp_tickers

اختتم في الرياض مساء الثلاثاء اليوم الأول من منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” المؤتمر الاستثماري السنوي البارز الذي يشكّل فرصة للمملكة للترويج لمشاريعها الضخمة وإبراز طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بحضور مسؤولين سياسيين وشخصيات اقتصادية رفيعة المستوى.

وتقام النسخة التاسعة من المؤتمر التي يحضرها نحو عشرين من قادة الدول، في ظل سريان هدنة في قطاع غزة ونمو اقتصادي قوي تشهده منطقة الخليج.

ويُعد منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي يعرف أيضا  باسم “دافوس الصحراء”، منصة لاستقطاب رؤوس الأموال العالمية إلى السعودية، في وقت تسعى المملكة الغنية بالنفط إلى تنويع نشاطاتها الاقتصادية ضمن رؤية 2030 التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبعد تسع سنوات من إطلاق هذا التحول في 2016، يمكن “رؤية النتائج في كل مكان” على ما أفاد ياسر الرُميّان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في الجلسة الافتتاحية.

وأكد أنّ “الاستثمار الأجنبي (في السعودية) نما العام الماضي بنسبة 24% ليصل إلى 31,7 مليار دولار”.

وأضاف “لقد أخذنا السعودية إلى العالم والآن العالم يأتي إلى السعودية” مشيرا إلى حصول بلاده على حق تنظيم معرض اكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم في 2034.

لكنّ الإنفاق السعودي الضخم على مروحة من المشروعات العملاقة يترافق مع عجز متواصل في الموازنة السعودية، متوقع أن يستمر حتى 2027 على الاقل.

ودفع ذلك وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح للتحذير من أنه “ربما حان الوقت لتقليص الإنفاق الحكومي أو إنفاق صندوق الاستثمارات العامة… وترك المجال للقطاع الخاص ليبدأ في الاستثمار”.

ومن ضيوف المنتدى المنعقد في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات لمدة ثلاثة أيام، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ، إلى جانب عدد من الوزراء وأكثر من 150 من كبار قادة الشركات.

واجتمع الشرع الثلاثاء بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كما من المقرر أن يلتقي ببن سلمان، إضافة إلى إلقاء كلمة خلال المؤتمر، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية.

كذلك، يحضر المؤتمر نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جونيور، ورؤساء مؤسسات استثمارية أميركية ضخمة مثل غولدمان ساكس وجاي بي مورغان وبلاك روك.

– “فرصة سنوية” –

وتثير بعض المشاريع الضخمة المدرجة ضمن هذه الرؤية السعودية الطموحة تساؤلات، وفي مقدمتها “نيوم”، المدينة المستقبلية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار ولا تزال قيد الإنشاء.

وتشير تقارير إلى أن مشروع “نيوم” يواجه تأخيرا وإعادة نظر في تصاميم أساسية، وسط تزايد الضغوط على الميزانية السعودية بفعل تراجع عائدات النفط، لاسيما مع استعداد المملكة لاستضافة إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.

ويقول روبرت موغيلنيكي، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن المنتدى يشكّل “فرصة سنوية محورية لجذب الاستثمارات الأجنبية، لدعم أجندة التحول الاقتصادي التي تتسم بكلفتها العالية وتحدياتها الكبيرة”.

ويضيف “من الواضح أن هناك إعادة ضبط لأولويات الإنفاق في المملكة، ما سيدفع المستثمرين إلى الاهتمام بوجهة الأموال مستقبلا”.

وترى كارين يونغ، الباحثة المتخصصة في سياسات اقتصاد الخليج لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن التراجع عن بعض المشاريع الضخمة لا يعني بالضرورة ضعف جاذبية الاستثمار الأجنبي.

وتشرح يونغ “على العكس، يُظهر ذلك انضباطا ماليا”، مضيفة أن الفرص المتاحة في قطاعات أخرى، من السياحة والترفيه إلى العقارات والبنية التحتية والطاقة، تدلّ على “اهتمام قوي بالاقتصاد المحلي”.

– سباق الذكاء الاصطناعي –

تسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في مجال التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والذي تتنافس فيه دول الخليج الثرية على تعزيز حضورها الإقليمي والعالمي.

وفي مؤتمر صحافي، تحدث طارق أمين المدير التنفيذي لشركة “هيومين” (Humain) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي عن آخر مستجدات تطبيق “علّام”، أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي.

وأعرب عن “طموحه الكبير” بطرح الشركة “في سوق الأوراق المالية هنا (في السعودية) وفي مؤشر ناسداك”.

ويوضح موغيلنيكي أن “بعض شركات التكنولوجيا الناشئة في السعودية لا تزال في مراحلها الأولى، لذا تسعى إلى طمأنة المستثمرين بأن طموحات المملكة التكنولوجية حقيقية وقابلة للتحقيق ومشوّقة”.

ويُعقد المؤتمر قبل أسابيع من زيارة مرتقبة لبن سلمان إلى الولايات المتحدة، الأولى له منذ آذار/مارس 2018، أي قبل أشهر من قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على أيدي عناصر سعوديين في قنصلية بلاده في إسطنبول، وهو ما أدى إلى عزلة دولية موقتة لولي العهد آنذاك.

وفي واشنطن، من المقرر أن يلتقي بن سلمان بالرئيس الأميركي الذي تخللت زيارته الرياض في أيار/مايو، تعهّدات استثمارية سعودية قدّرتها الحكومة الأميركية بحوالى 600 مليار دولار.

ويقول موغيلنيكي إن “الحضور الكبير لرجال الأعمال الأميركيين يعكس أهمية الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”.

س ص/غ ر/هت/م ل/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية