The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

اليونسكو ُتختار مديرا عاما يقودها في مرحلة بالغة الصعوبة

afp_tickers

يكتسب التصويت الحاسم الذي يُجريه الاثنين المجلس التنفيذي لليونسكو لاختيار المدير العام المقبل أهمية فائقة، إذ سيتولى الفائز أربع سنوات قيادة المنظمة وسط اتهامها بأنها “مسيَّسة” والخضّة التي أحدثها إعلان الولايات المتحدة خروجها منها.

منذ انسحاب المكسيكية غابرييلا راموس من السباق إلى المنصب، لم يبق في المنافسة لخلافة الفرنسية أودري أزولاي في قيادة المنظمة الأممية المعنية بالتربية والعلم والثقافة سوى اثنين.

الأول الذي يبدو أنه الأوفر حظا للفوز، هو المصري خالد العناني وهو عالم مصريات يبلغ من العمر 54 عاما والوزير السابق للآثار والسياحة في مصر (بين 2016 و2022)؛ والمرشح الثاني هو الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو البالغ 69 عاما أمضى 35 عاما منها في المنظمة، ويشغل حاليا منصب نائب المدير العام المكلف بالعلاقات الخارجية.

وإن كانت الانتخابات ستجري رسميا في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر خلال جمعية عامة تعقد في سمرقند في أوزبكستان، فإن الأنظار تتجه إلى تصويت المجلس التنفيذي الإثنين بمقر المنمظمة في باريس لإصدار توصية بأحد الاسمين.

ويُعد هذا التصويت بالغ الأهمية وأشبه بانتخاب مبكرـ إذ لا يُذكر أن الجمعية العامة سبق لها أن خالفت توصيات المجلس التنفيذي بهذا الشأن.

أجرى المرشحان في الأشهر الأخيرة زيارات لعدد كبير من الدول سعيا إلى كسب تأييد 57 منها مدعوة للمشاركة في التصويت، علما أن الولايات المتحدة التي ستنسحب بنهاية عام 2026، أعلنت أنها لن تشارك.

وقال المرشح الكونغولي “في وقت نمر باضطرابات بالغة الصعوبة، ونشهد إعادة نظر في نظام تعددية الأطراف وتراجعا لفاعلية منظمات الأمم المتحدة، نحتاج إلى قيادة تفهم آلية عمل هذه المنظمة، وتعرف العقبات التي ينبغي تجنبها، ولديها معرفة بما يمكن وما لا يمكن فعله”.

أما خالد العناني، فأكّد عزمه على أن يحمل إلى المنظمة “منظورا جديدا”، وأن يستثمر فيها الخبرة التي اكتسبها من مسيرة مهنية كان دائم التعاون خلالها مع اليونسكو “ميدانيا”، باحثا في علم المصريات، ومديرَ متحف، ثم وزيرا، سعيا إلى تعزيز حضور المنظمة وجَعلِ “تأثيرها أكبر”.

– تمويل من القطاع الخاص –

تشهد اليونسكو منذ أشهر مرحلة تشكيك في دورها، اتُهمت خلالها بأنها مسيّسة ومتحيزة.

فبعد خروج إسرائيل من المنظمة عام 2017، شهدت السنة الجارية انسحابين، أحدهما أعلنته نيكاراغوا في ايار/مايو بعد مَنح جائزة لصحيفة معارضة فيها، والآخر، وهو الأبرز، أعلنته الولايات المتحدة رسميا في تموز/يوليو، إذ اتهمت إدارة ترامب المنظمة بالتحيز ضد إسرائيل، والترويج “لقضايا اجتماعية وثقافية مثيرة للانقسام”، وتأييد “خريطة طريق أيديولوجية تؤمن بالعالمية” المتعارضة مع سياستها القائمة على مفهوم “أميركا أولا”.

ويحرم  انسحاب الولايات المتحدة اليونسكو جزءا كبيرا من مواردها المالية، إذ توفّر واشنطن 8 في المئة من إجمالي موازنة المنظمة. لكنّ هذه الخطوة تؤثر سلبا كذلك على مكانتها. ورأى فيرمين إدوار ماتوكو ضرورة “أن يكون الجميع موجودين، وإلا فلن تعود منظمة عالمية”.

ووعد كِلا المرشحَين بالعمل على إعادة الولايات المتحدة إلى المنظمة، وهو ما نجحت أودري أزولاي في تحقيقه عام 2023، بعد ست سنوات من قرار ترامب الأول سحب بلده منها. 

وفي ظلّ غياب التمويل الأميركي وتراجُع التمويل من الدول الأوروبية التي تُعطي الأولوية لإنفاقها على الأسلحة والدفاع، يعتزم خالد العناني تعزيز القاعدة المالية لليونسكو من خلال طريقتين، أولاهما جذب المزيد من المساهمات الطوعية من الحكومات بطرق أبرزها نظام “مبادلة الديون”، والثانية من خلال الاستفادة من موارد القطاع الخاص (المؤسسات، والجهات الراعية، والشركات، وغيرها).

ولاحظ أن “موارد هذا القطاع  كانت تشكّل 8 في المئة من الموازنة في عام 2024، وثمة مجال لزيادته”.

وأضاف “أريد أن أُبيّن أن لليونسكو تأثيرا ملموسا على حياة الناس. فاليونسكو لا تُعنى فقط بالتراث الثقافي، بل تُعنى أيضا بالتعليم في مناطق الطوارئ، وحماية الصحافيين وحريتهم، ومكانة المرأة في العلوم…”.

وفيما سيكون العناني، في حال فوزه، أول عربي يرئس المنظمة، فإن الأمين العام المقبل، سيكون في كل الأحوال ثاني إفريقي يتبوأ هذا المنصب  بعد السنغالي أمادو محتار مبو (1974-1987).

سفا/ب ح/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية