The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

محادثات غزة تتناول نقاطا خلافية رئيسية بين إسرائيل وحماس

reuters_tickers

من أحمد فهمي ونضال المغربي وآندرو ميلز

شرم الشيخ (مصر) (رويترز) – اختتم وفدان من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم الأول من المفاوضات غير المباشرة في مصر بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وتناولت المباحثات التي جرت يوم الاثنين قضايا خلافية مثل المطالب بانسحاب إسرائيل ونزع سلاح الحركة.

وأيدت كل من إسرائيل وحماس المبادئ العامة لخطة ترامب التي تقضي بوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن وتدفق المساعدات إلى غزة.

وتحظى الخطة أيضا بدعم دول عربية وغربية. ودعا ترامب إلى إجراء مفاوضات سريعة للتوصل إلى اتفاق نهائي، فيما قالت واشنطن إن الطرفين وصلا لأقرب نقطة يبلغانها حتى الآن باتجاه إنهاء القتال.

واستثمر ترامب، الذي يصف نفسه بأنه الزعيم الوحيد القادر على تحقيق السلام في غزة، الكثير من نفوذه السياسي في الجهود الرامية لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى عزلة متزايدة لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، على الساحة الدولية.

* “فرصة كبيرة”

قال ترامب للصحفيين يوم الاثنين في البيت الأبيض بينما اجتمعت الوفود في مصر “أعتقد حقا أننا سنتوصل إلى اتفاق”.

وأضاف “أمامنا فرصة كبيرة حقا للتوصل إلى اتفاق، وسيكون اتفاقا دائما”

لكن كلا الجانبين يسعى إلى توضيحات بشأن تفاصيل جوهرية، منها مسائل قضت على جميع المحاولات السابقة لإنهاء الحرب وقد تعرقل التوصل لتسوية سريعة.

وطلب ترامب من إسرائيل تعليق قصفها لغزة من أجل المحادثات. وقال سكان إن إسرائيل قلصت هجومها بشكل كبير لكنها لم توقفه تماما.

وذكرت السلطات الصحية في غزة أن 19 شخصا قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أي ما يقرب من ثلث العدد اليومي المعتاد للقتلى في الأسابيع الماضية التي شنت فيها إسرائيل واحدة من أكبر عملياتها خلال الحرب بتنفيذ هجوم شامل على مدينة غزة.

* المحادثات تستأنف الثلاثاء

بدأت المحادثات في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر بحضور وفود من مصر والولايات المتحدة وقطر للاضطلاع بدور الوساطة.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات إن الجلسة الأولى انتهت في وقت متأخر من يوم الاثنين ومن المقرر إجراء المزيد من المحادثات يوم الثلاثاء.

وأضاف المسؤول أن حماس أوضحت موقفها بشأن إطلاق سراح الرهائن ومدى الانسحاب الإسرائيلي من غزة وجدوله الزمني. وأردف قائلا إن الحركة عبرت عن مخاوفها بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب شامل.

وحتى مع اختتام المحادثات لهذا اليوم، سُمعت أصوات الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية وهدم المنازل في مدينة غزة، مما يشير إلى أن إسرائيل لم توقف قصفها.

وانطلقت المحادثات عشية الذكرى الثانية للهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل وتلاه اندلاع الحرب. وأسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى قطاع غزة، في ما يوصف بأنه أكثر الأيام دموية لليهود منذ المحرقة النازية (الهولوكوست).

وأسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 67000 فلسطيني، وشردت غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون والذين تجرعوا مرارة الجوع وسط أنقاض القطاع الذي دمره القصف المتواصل.

وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن المحادثات ستركز فقط في البداية على إطلاق سراح الرهائن ومنح حماس بضعة أيام لإتمام هذه المرحلة.

وأضاف المصدر أن إسرائيل لن تتنازل عن سحب قواتها فقط إلى ما يسمى بالخط الأصفر في غزة – والذي يمثل حدود الانسحاب الإسرائيلي الأولي بموجب خطة ترامب. ومن شأن ذلك أن ينشئ منطقة عازلة استراتيجية، وسيتوقف الانسحاب أبعد من ذلك على تلبية حماس لشروط محددة.

* حذر بشأن احتمالات انفراجة

قصفت إسرائيل مدينة غزة ودمرت أحياءها السكنية خلال تقدمها بالمدينة بينما قال سكان في غزة إن وقف إطلاق النار الآن هو أملهم الأخير.

وقالت غرام محمد (20 عاما) التي نزحت مع عائلتها إلى وسط قطاع غزة “إذا تمت الصفقة معناتها أنه احنا نجينا، وإذا ما في صفقة يعني بنصير متل اللي محكوم إعدام”.

وترتفع الأصوات داخل إسرائيل مطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن رغم معارضة أعضاء اليمين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأي وقف للقتال.

ورغم أن ترامب يقول إنه يريد التوصل إلى اتفاق سريعا، قال مسؤول مُطلع على المفاوضات، طلب عدم نشر اسمه، إنه يتوقع أن تستمر جولة المحادثات التي بدأت اليوم لبضعة أيام على الأقل.

وقال مسؤول مشارك في التخطيط لوقف إطلاق النار ومصدر فلسطيني إنه ربما يكون من المستحيل الوفاء بمهلة 72 ساعة التي حددها ترامب لعودة جميع الرهائن، إذ سيتعين في حالة جثث الرهائن القتلى تحديد مواقع بعضها وانتشالها من تحت الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع المدمر.

ويضم الوفد الإسرائيلي مسؤولين من جهازي المخابرات (الموساد) والأمن الداخلي (شين بيت)، ومستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية أوفير فالك والمنسق المعني بشؤون الرهائن جال هيرش.

وتوقع ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن ينضم كبير المفاوضين الإسرائيليين ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على حسب تطورات المفاوضات.

ويرأس وفد حماس خليل الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة وكبير مفاوضي الحركة، والزيارة هي الأولى بالنسبة للحية إلى مصر منذ نجاته من غارة إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أرسلت المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، الذي تربطه علاقات قوية بالشرق الأوسط، إلى المحادثات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت يوم الاثنين إن الطرفين “يراجعان قوائم الرهائن الإسرائيليين وكذلك السجناء السياسيين الذين سيتم إطلاق سراحهم”.

وقال مصدر في حماس لرويترز إن من المرجح أن تكون القضية الشائكة هي المطلب الإسرائيلي الذي ورد في خطة ترامب بأن تلقي حماس سلاحها، وهو أمر تصر الحركة على أنه لا يمكن أن يحدث قبل إنهاء إسرائيل احتلالها وإقامة دولة فلسطينية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان بمناسبة ذكرى هجوم السابع من أكتوبر إن خطة ترامب “تمثل فرصة يجب اغتنامها لإنهاء هذا الصراع المأساوي”.

(شارك في التغطية لودفيج برجر وأيهان أويانيك من فرانكفورت وأحمد الإمام وتالا رمضان من دبي وميشيل نيكولز من نيويورك وستيف هولاند من واشنطن – إعداد أميرة زهران ومحمود رضا مراد ومحمد علي فرج ودعاء محمد للنشرة العربية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية