The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بريطانيا تحذر إسرائيل من أنها ستعترف بدولة فلسطينية والمجاعة تنتشر في غزة

reuters_tickers

من ميشيل نيكولز وأوليفيا لو بويديفين ونضال المغربي

الأمم المتحدة/جنيف/القاهرة (رويترز) – قالت بريطانيا يوم الثلاثاء إنها ستعترف بدولة فلسطينية ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لتخفيف المعاناة في قطاع غزة حيث ينتشر الجوع، وما لم تتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

جاء التحذير بعد أن أعلن مرصد عالمي للجوع أن مجاعة تتكشف في قطاع غزة وأن من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لمنع انتشار الموت على نطاق واسع. وقالت السلطات في غزة إنه تأكد حتى الآن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني في قصف إسرائيل للقطاع وهجومها البري.

ويشكل تحذير المرصد من الجوع وعدد القتلى الجديد علامتين قاتمتين في الصراع الذي بدأ قبل عامين تقريبا عندما شن مسلحون من حماس هجوما مباغتا على إسرائيل التي ردت بحملة عسكرية دمرت جزءا كبيرا من القطاع وأطلقت شرارة أعمال قتالية في أنحاء الشرق الأوسط.

وأثار تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي احتمال تصنيف أزمة الجوع الحالية من صنع الإنسان على أنها مجاعة رسميا، على أمل أن يزيد ذلك الضغوط على إسرائيل للسماح بدخول كميات أكبر من الغذاء.

ويزيد تحذير بريطانيا الضغوط على إسرائيل وسط احتجاج دولي على طريقة إدارتها للحرب. وكانت فرنسا أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعترف بدولة فلسطينية، في خطوة أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية. ورفضت إسرائيل إعلان بريطانيا ووصفته بأنه “مكافأة” لحماس.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لحكومته يوم الثلاثاء أن لندن ستحذو حذو باريس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول “ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، وتتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتوضح أنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية، وتلتزم بعملية سلام طويلة الأمد تفضي إلى حل الدولتين”.

وستكون هذه الخطوة، في حال تنفيذها، رمزية في الأغلب، إذ تحتل إسرائيل الأراضي التي يسعى الفلسطينيون دائما إلى إقامة تلك الدولة عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.

ويُظهر هذا القرار إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية، في ظل دعوات دولية متزايدة للسماح بدخول المساعدات دون قيود إلى غزة، حيث تسيطر إسرائيل على جميع نقاط الدخول والخروج إلى القطاع الساحلي المحاصر.

ومع ذلك، أوضحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوثق حلفاء إسرائيل وأكثرهم نفوذا، أنها لا تنوي الانضمام إلى الآخرين في الاعتراف بدولة فلسطينية في أي وقت قريب. ومنذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير كانون الثاني، لم يتضح بعد ما إذا كان سيدعم قيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف.

وقال ترامب يوم الثلاثاء إنه وستارمر لم يناقشا اقتراح بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية خلال محادثاتهما في اسكتلندا في مطلع الأسبوع. وأضاف للصحفيين آنذاك بأنه “لا يمانع” أن تفعل بريطانيا ذلك.

* أدلة على انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض

في ظل تزايد الانتقادات الدولية للأوضاع في غزة، أعلنت إسرائيل في مطلع الأسبوع عن خطوات لتيسير وصول المساعدات. غير أن برنامج الأغذية العالمي قال يوم الثلاثاء أنه لم يحصل على التصاريح اللازمة لإيصال مساعدات كافية منذ أن بدأت إسرائيل هدنا إنسانية يوم الأحد.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “السيناريو الأسوأ وهو حدوث مجاعة يتكشف حاليا في قطاع غزة”.

وأضاف “تشير أدلة متزايدة إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع”.

وذكر أنه سيجري سريعا تحليلا رسميا يمكّنه من تصنيف غزة على أنها منطقة في “مجاعة”.

ومن أجل تصنيف منطقة ما على أنها في حالة مجاعة، يجب أن يعاني ما لا يقل عن 20 بالمئة من سكانها من نقص حاد في الغذاء وأن يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، إلى جانب وفاة شخصين من كل 10 آلاف يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

تسجل وزارة الصحة في غزة المزيد من الوفيات يوميا لأسباب مرتبطة بالجوع. وقالت الوزارة إن 147 شخصا على الأقل، بينهم 88 طفلا، ماتوا من الجوع، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية.

وأصابت صور الأطفال الذي يعانون من الهزال العالم بصدمة وأججت الانتقادات الدولية لإسرائيل مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أقوى حلفائها، لقول إن الكثيرين يعانون من الجوع في غزة وتعهد بإنشاء “مراكز أغذية” جديدة.

تنفي حكومة إسرائيل اتباعها سياسة تجويع. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الثلاثاء إن الوضع في غزة “صعب”، لكن الحديث عن مجاعة كذب.

* أدمى صراع

تؤكد أرقام القتلى في غزة أن هذه هي أكثر الحروب دموية تخوضها إسرائيل منذ قيامها عام 1948. وكثيرا ما تستشهد الأمم المتحدة بأرقام القتلى التي تعلنها السلطات في غزة وسبق أن وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها موثوقة.

وأطلقت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة ردا على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

ولا تُفرق أحدث حصيلة للقتلى، والتي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية، بين المسلحين والمدنيين. ويُعتقد أن آلاف الجثث الأخرى مدفونة تحت الأنقاض، وهو ما دفع مسؤولون فلسطينيون وأفراد إنقاذ إلى القول إن عدد القتلى من المرجح أن يكون أعلى بكثير.

وذكرت السلطات الصحية في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت ليلا أدت إلى مقتل 30 فلسطينيا على الأقل في مخيم النصيرات وسط غزة. وقال أطباء في مستشفى العودة إن من بين القتلى 14 امرأة و12 طفلا على الأقل.

وأضاف المستشفى أيضا أن 13 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات بنيران إسرائيلية على محور صلاح الدين في أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات إلى غزة.

وأفادت السلطات الصحية في غزة أن 55 فلسطينيا قتلوا في هجمات ليلة الاثنين.

ولا يزال 50 من الرهائن الذين خُطفوا في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.

وانهارت الأسبوع الماضي أحدث جولة محادثات رامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وقال نتنياهو يوم الأحد إن إسرائيل ستواصل القتال لحين إطلاق سراح الرهائن وتدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية.

* السماح بدخول نصف المساعدات

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن 5000 شاحنة مساعدات دخلت غزة خلال الشهرين الماضيين، وأن إسرائيل ستساعد الراغبين في إجراء عمليات إسقاط جوي للمساعدات، وهي طريقة تعتبرها منظمات الإغاثة غير فعالة ورمزية.

وقال روس سميث من برنامج الأغذية العالمي لصحفيين في جنيف عبر تقنية الفيديو “نستقبل نحو 50 بالمئة مما نطلب إدخاله إلى غزة منذ بدء هذه الهدن الإنسانية يوم الأحد”.

وأضاف “لن نكون قادرين على تلبية احتياجات السكان إلا إذا تمكنا من التحرك بالكميات التي نحتاجها”.

واستؤنفت عمليات إغاثة محدودة بقيادة الأمم المتحدة في 19 مايو أيار بعد إغلاق تام استمر 11 أسبوعا. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا وتدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، توزيع المساعدات الغذائية بعد ذلك بأسبوع.

أشعلت جهود الإغاثة المتنافسة حربا كلامية ووضعت إسرائيل والولايات المتحدة ومؤسسة غزة الإنسانية في مواجهة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية والعشرات من دول العالم.

وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات والأمم المتحدة بالفشل في منع السرقة.

وتنفي الحركة الفلسطينية هذه الاتهامات. وقالت الأمم المتحدة إنها لم ترصد أي أدلة على أن حماس تحول مسار المساعدات بشكل ممنهج في غزة.

وجاء في تحذير التصنيف المرحلي المتكامل أن 88 بالمئة من غزة تخضع لأوامر إخلاء أو تقع ضمن مناطق عسكرية.

وورد في التحذير أن معظم المواد الغذائية التي تقدمها المؤسسة “غير جاهزة للأكل وتتطلب ماء ووقودا للطهي، وهما غير متوفرين إلى حد بعيد”.

وقالت لجنة مراجعة المجاعة “يظهر تحليلنا للطرود الغذائية التي تقدمها مؤسسة غزة الإنسانية أن خطتها للتوزيع ستؤدي إلى جوع جماعي”.

(شاركت في التغطية لينا مصري من لندن وستيفن شير من القدس – إعداد مروة سلام ونهى زكريا ومحمد علي فرج وعلي خفاجي للنشرة العربية – تحرير معاذ عبدالعزيز)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية