The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بعد عامين من اندلاع حرب غزة.. رهينة إسرائيلي سابق يتذكر معاناته مع حماس

reuters_tickers

من ميخال يتسحاقي ياكوف

القدس (رويترز) – يقول تال شوحام إنه عندما يتجول في كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل حيث أُخذ رهينة هو وأسرته من قبل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، يشعر بأن التجمع السكني أشبه بمقبرة هائلة تخيم عليها أهوال ذلك اليوم.

ويشعر شوحام بالحنين إلى الأيام الخوالي قبل الهجوم لكن يعتريه التشاؤم الشديد بشأن المستقبل، على الرغم من ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق بموجب خطته لإنهاء حرب غزة.

وأثارت الخطة الآمال في مختلف أنحاء المنطقة بأن الحرب ربما شارفت على نهايتها بعد مرور عامين على اندلاعها عقب الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل.

وقال شوحام “هذه المنطقة كانت في يوم من الأيام هادئة وجميلة، كما تعلمون، دُمرت بالكامل. يبدو الأمر كما لو أن الشرور التي ارتكبوها هنا، والتي ارتكبها الإرهابيون هنا، طالت كل شيء هنا”.

* المسلحون يحتجزون شوحام وزوجته وطفليهما رهائن

أمضى شوحام 505 أيام رهينة في غزة، وهي فترة يتذكرها لقسوة محتجزيه من حماس وصمود زملائه الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين. وأُطلق سراحه خلال هدنة في فبراير شباط من هذا العام.

واقتاد مقاتلون من حركة حماس شوحام وزوجته وطفليهما رهائن في يوم ينظر إليه على أنه الأكثر دموية بالنسبة لليهود منذ المحرقة (الهولوكوست).

وتجاوز مقاتلون بقيادة حماس الدفاعات على السياج الحدودي لغزة، واقتادوا شوحام و250 رهينة آخرين إلى القطاع في هجوم مباغت حطم صورة إسرائيل كقوة عسكرية لا تقهر.

وأعقب الهجوم، الذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين، حملة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق على غزة تقول سلطات الصحة في القطاع إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني.

* قلق رغم المكاسب العسكرية الإسرائيلية

لا يرى شوحام فرصة كبيرة لسلام طويل الأمد حتى بعد أن شنت إسرائيل هجمات مدمرة على القيادة الإيرانية وحلفاء طهران في المنطقة بما في ذلك حماس وجماعة حزب الله اللبنانية وجماعة الحوثي في اليمن وفصائل مسلحة في سوريا.

وخلال محنته، خلص شوحام إلى أن المشاعر المعادية لإسرائيل ضاربة بجذورها إلى حد يستبعد معه أي فرصة للتعايش.

وقال “بعد أن رأيت مدى الكراهية التي تربوا عليها ويُربون أبناءهم عليها، أصبح من الواضح فعلا أن ذلك لن يكون ممكنا، على الأقل في جيلنا”.

وقضى شوحام الأشهر الثمانية الأولى من احتجازه فوق الأرض. ولكن في شهر يونيو حزيران من العام الماضي، اقتيد مع الرهينتين جاي جلبوع دلال وإيفياتار دافيد إلى الشارع في الأسفل وهم متنكرون.

ورافقهم حراسهم لمدة 15 دقيقة تقريبا قبل أن يضعوا عصابات على أعينهم وويأخذوهم إلى نفق، وفي النهاية اقتادوهم إلى غرفة مظلمة صغيرة حيث كان يوجد الرهينة عومير وينكرت.

وقال متذكرا شعوره حينها “كنا سنبقى في النفق على عمق 20 أو 30 مترا تحت الأرض، في هذا القبر، إلى الأبد”.

وكانت زنزانتهم عبارة عن جزء من نفق ضيق بجدران إسمنتية وأرضية رملية وباب حديدي يسد المدخل، وأربع حشيات على الأرض وحفرة لاستخدامها مرحاضا. وكان الهواء خانقا وكانوا يعانون من أجل التنفس.

وقال “عاملونا مثل الحيوانات. أعني، حتى الحيوانات لن تُحتجز في ظروف غير إنسانية كهذه، لكن هكذا عاملونا”.

* تعذيب نفسي

كان الحراس يضربونهم في بعض الأحيان. وفي أحيان أخرى كانوا يعذبونهم بإخبارهم بأن عليهم أن يختاروا أيهم سيطلَق عليه النار أولا في وقت وشيك.

لا يزال جاي جلبوع دلال ودافيد محتجزين في غزة. وأثارت لقطات نشرتها حماس لديفيد في أغسطس آب وهو هزيل في زنزانته تحت الأرض صدمة واسعة النطاق في إسرائيل وخارجها.

قال شوحام “أنا خائف حقا على حياتهم. كما تعلمون، هناك 20 رهينة أحياء ما زالوا في غزة في أيدي هؤلاء الحيوانات”.

وكان تال أول من احتجزه المقاتلون.

وسُحب عبر نافذة غرفة تستخدم كمخبأ، واقتيد عبر الكيبوتس وأُلقي في صندوق سيارة نقلته إلى قطاع غزة الذي تديره حماس.

ولم يعلم إلا بعد أكثر من شهر من احتجازه أن زوجته وطفليه نجوا من الهجوم لكنهم أُخذوا أيضا رهائن مع حماته وقريبة لزوجته وابنتها. وقُتل أفشالوم والد زوجته في الهجوم.

وأُفرج عن زوجة شوحام وطفليه في الهدنة الأولى مع حماس أواخر 2023. وأُطلق سراحه في الهدنة الثانية والأخيرة في فبراير شباط 2025.

* “هل سيموت الجميع؟”

تذكر شوحام وهو يقف في الغرفة المتفحمة التي أُخذ منها منها، سؤالا وجهه له ابنه الذي كان يبلغ آنذاك ثمانية أعوام وهو هل سيموت الجميع. وكان تركيز شوحام ينصب وقتها على إيجاد سبيل للنجاة.

وروى كيف فتح أحد قادة حماس النار على نافذة مضادة للرصاص ببندقية هجومية من طراز كلاشنيكوف.

وقال “كنت أعلم أنه لا يستطيع إيذائي بعدُ، لكن بعد بضع رصاصات سيُحدث ثقبا في النافذة، وسنكون حينها مضطرين إلى الاستسلام لأن أمرنا سيكون انتهى”.

وأضاف “سيكون قادرا على إلقاء قنابل يدوية إلى الداخل، وأن يُدخل بندقية كلاشنيكوف عبر هذا الثقب ويطلق النار لقتلنا جميعا”.

وذكر أنه أثناء اقتياد مسلحي حماس له في أحد الشوارع، رأى جثتين لأشخاص أُعدموا بإطلاق النار على الرأس، وكان يعرفهما، وذلك قبل أن يلقى به في صندوق سيارة وينقل إلى غزة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية