
ترامب يرى “فرصة حقيقية” لإنهاء حرب غزة بعد عامين على هجوم السابع من أكتوبر

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أن هناك “فرصة حقيقية” للتوصل الى اتفاق ينهي حرب غزة، تزامنا مع إحياء إسرائيل الذكرى الثانية لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
تجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في منتجع شرم الشيخ المصري، بناء على خطة من عشرين بندا اقترحها ترامب الشهر الماضي فيما طالبت الحركة الفلسطينية الرئيس الأميركي والدول الراعية بـ”ضمانات”.
وصرح ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي “هناك فرصة حقيقية لنقوم بأمر ما”، مضيفا أن مفاوضين أميركيين يشاركون أيضا في المباحثات.
وأضاف “اعتقد أن هناك احتمالا لإرساء السلام في الشرق الاوسط. إنه أمر يتجاوز حتى الوضع في غزة. نريد الإفراج فورا عن الرهائن” الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وشدد على أن الولايات المتحدة “ستبذل كل ما هو ممكن للتأكد من التزام كل الاطراف بالاتفاق” إذا اتفقت حماس وإسرائيل على وقف لإطلاق النار بهدف إنهاء الحرب.
تأتي المحادثات بالتزامن مع إحياء إسرائيل الذكرى السنوية الثانية لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي نفّذته حماس ضد الدولة العبرية وأشعل فتيل الحرب المدمّرة.
صبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في ختام عيد العرش اليهودي (سوكوت)، شنّت فصائل مسلّحة بقيادة حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، لتشهد بذلك الدولة العبرية اليوم الأكثر دموية في تاريخها.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما خطف المهاجمون 251 شخصا اقتادوهم إلى القطاع حيث لا يزال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأعلن كبير مفاوضي حماس خليل الحية الثلاثاء أن الحركة “تريد ضمانات من الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب والدول الراعية لتنتهي الحرب الى الأبد”.
وصرح الحية لقناة القاهرة الاخبارية القريبة من المخابرات المصرية بأن “الاحتلال الاسرائيلي جربناه، لا نضمنه ولا للحظة”.
واضاف “الاحتلال الاسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية (…) ونحن جاهزون بكل ايجابية للوصول الى انهاء الحرب”.
تتصاعد الضغوط الدولية بشكل كبير من أجل إنهاء الحرب في وقت تواصل إسرائيل حملتها العسكرية في قطاع غزة بدون هوادة برّا وجوا وبحرا، ما حول القطاع إلى أكوام من الأنقاض فضلا عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، والتسبب بأزمة انسانية كارثية بلغت حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في الشمال خصوصا.
واتّهم تحقيق للأمم المتحدة الشهر الماضي إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة بينما اتّهمت مجموعات حقوقية حماس بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أثناء هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وينفى الطرفان الاتهامات.
– “خرائط مبدئية” –
تنص خطة ترامب على وقف إطلاق النار وإفراج حماس عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجا من غزة.
قوبلت الخطة بردود فعل إيجابية من إسرائيل وحماس على حد سواء وقادت إلى مباحثات غير مباشرة بدأها المفاوضون الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأكد مصدر فلطسني مطلع على المفاوضات لفرانس برس بأن حماس ناقشت خلال مباحثات الخميس “الخرائط المبدئية التي قدمها الجانب الاسرائيلي للانسحاب، اضافة الى آلية تبادل الأسرى والمواعيد”.
وأضاف أن “حماس تصر على ربط مواعيد تسليم الأسرى مع مواعيد الانسحابات الاسرائيلية”.
ومن المقرر أن ينضم الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الخاص الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الى المباحثات الأربعاء، بحسب ما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.
وأضاف عبد العاطي أن “الضمان الأساسي للنجاح في هذه المرحلة هو الرئيس الأميركي ترامب نفسه.. حتى لو تطلب الأمر فرض رؤية”.
من جانبها، أعلنت قطر أن رئيس الوزراء محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سينضم الأربعاء إلى المباحثات في مصر بينما ذكر الإعلام الرسمي التركي بأن رئيس جهاز الاستخبارات ابراهيم كالين سيرأس وفدا يشارك في المفاوضات أيضا.
– “السبت الأسود” –
في إسرائيل، شارك عشرات من أقارب الضحايا الذين سقطوا في الهجوم على مهرجان نوفا الموسيقي في إحياء الذكرى في الموقع حيث قتل عناصر حماس يومها أكثر من 370 شخصا وخطفوا العشرات.
وقالت أوريت بارون (57 عاما) التي قُتلت ابنتها يوفال في المكان “اليوم هو ذكرى السبت الأسود.. أنا هنا لأكون معها، لأنها فارقت الحياة هنا، مع خطيبها موشيه”، مضيفة أنها تشعر بأن ابنتها “هنا معي الآن”.
وستقام مراسم أخرى في ساحة الرهائن في تل أبيب حيث تجري أسبوعيا تظاهرات تطالب بالإفراج عن بقية المحتجزين في القطاع الفلسطيني المُحاصر.
– “كلهم يكذبون” –
أسفرت الحرب عن مقتل ما لا يقلّ عن 67160 فلسطينيا في غزة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وبينما لا تميّز بيانات الوزارة بين المدنيين والمقاتلين إلا أنها تشير إلى أن أكثر من نصف القتلى هم نساء وأطفال.
وفي غزة، قالت عبير أبو اسعيد (21 عاما) التي خسرت سبعة من أقاربها في الحرب “لا أعرف متى ستنتهي الحرب، حلمي ان تنتهي الحرب الآن وليس غدا”.
وأضافت “لا أثق بأحد من المفاوضين الإسرائيليين ولا حتى حماس، كلهم يكذبون علينا، مفاوضات من أجل المفاوضات ونحن نموت في كل دقيقة”.
وفي منتجع شرم الشيخ في مصر، يتنقل الوسطاء بين وفدي إسرائيل وحماس في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وقال عبد العاطي إن المفاوضات الجارية تهدف إلى تنفيذ “المرحلة الأولى” من الاتفاق “من خلال العمل على تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن ونفاذ المساعدات واطلاق سراح أسرى فلسطينيين”.
وأضاف أن ذلك يتطلب بالتالي “إعادة انتشار القوات الاسرائيلية حتى نتمكن من العمل على تنفيذ هذه المرحلة”.
وتواصلت الضربات الإسرائيلية الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، بحسب الدفاع المدني في غزة.
بور-جد/لمى-لين/ب ق