The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

جائزة نوبل للسلام تكرم عراقية وكونغولياً ناشطين في مكافحة العنف الجنسي

الشابةالإيزيدية ناديا مراد الناشطة الناجية من الرق الجنسي لدى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، في 31 أيار/مايو 2016 في هانوفر بشمال ألمانيا afp_tickers

منحت جائزة نوبل للسلام الجمعة الى الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والشابة العراقية ناديا مراد الضحية السابقة لتنظيم الدولة الإسلامية، تكريما لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم “سلاح حرب” في النزاعات.

ويجسد موكويغي، طبيب النساء البالغ من العمر 63 عاما، وناديا مراد (25 عاما) وكانت استعبدت جنسيا من التنظيم الاسلامي المتطرف، قضية تتخطى إطار النزاعات المحلية لتأخذ أبعادا عالمية، وهو ما تشهد عليه حركة “#مي تو” (انا أيضا) التي أحدثت ثورة في العالم منذ سنة بعد الكشف عن اعتداءات جنسية ارتكبها مشاهير.

وأعلنت المتحدثة باسم لجنة نوبل النروجية بيريت رايس أندرسن أن الجائزة تكرم “جهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب”.

وقالت المتحدثة إن “دينيس موكويغي كرس حياته بكاملها للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب. والفائزة معه ناديا مراد شاهدة تروي التجاوزات التي ارتكبت بحقها وحق أخريات”.

وأهدى المتوجان جائزتهما لمئات آلاف النساء ضحايا العنف الجنسي في النزاعات.

– “في غرفة العلميات” –

تبلّغ موكويغي الجمعة نبأ نيله جائزة نوبل وهو في غرفة العمليات في عيادته في مدينة بانزي حيث تلقى المواطنون الخبر بالبهجة مثلما هي الحال في سائر أنحاء جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقال في تصريح “تترجم جائزة نوبل هذه اعترافا بمعاناة النساء ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي في كل دول العالم وفي جميع القارات، وتعويضا عادلا لهن”.

وقال الطبيب عبر الموقع الرسمي لجائزة نوبل “علمت بالنبأ وأنا في غرفة العمليات عندما بدأ (الناس) فجأة بالصياح”. “يمكنني أن أرى في وجوه العديد من النساء إلى أي مدى هن سعيدات لتكريمهن. كان مؤثراً فعلاً”.

عالج موكويغي نحو خمسين ألفا من ضحايا جرائم الاغتصاب من نساء وأطفال وحتى رضع عمرهم بضعة أشهر في مستشفى بانزي الذي أسسه عام 1999 في بوكافو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وموكويغي “الرجل الذي يداوي جراح النساء” وفق ما وصفه فيلم وثائقي مخصص له، أول كونغولي يحصل على جائزة نوبل، وهو يعتبر أن أعمال العنف الجنسي “سلاح دمار شامل (..) غير مكلف وفعال للأسف”.

وهنأت الحكومة الكونغولية موكويغي على الرغم من “الخلافات” معه، بسبب انتقاده نظام الرئيس جوزف كابيلا.

– “ليس من السهل أن أسرد قصتي” –

أما الفائزة الثانية بجائزة نوبل للسلام ناديا مراد فقد كانت ضحية لهذه الفظاعات التي يحاول الطبيب إصلاح نتائجها.

وانتصرت ناديا مراد، أول عراقية تنال الجائزة، على أسوأ المحن التي عاشها أيزيديو العراق حتى صارت متحدثة بارزة دفاعاً عن تلك الأقلية.

تغيرت حياة مراد عندما اجتاح تنظيم الدولة الاسلامية قريتها كوجو في إقليم سنجار في آب/أغسطس 2014، فخطفت وتحولت على غرار الآلاف من نساء وأبناء طائفتها إلى سبايا وظلت ثلاثة أشهر في الموصل، معقل التنظيم حينها، قبل أن تتمكن من الفرار.

وقالت الجمعة “لم يكن من السهل علي ان اروي ما حصل لي لان الامر ليس سهلا خصوصا على النساء في الشرق الاوسط ان تقلن انهن كنا جواري جنس”.

واضافت عبر موقع جائزة نوبل ان الجائزة “تعني الكثير ليس لي فقط بل ايضا لكافة هؤلاء النساء في العراق والعالم باسره”.

والفتاة التي قتل ستة من أشقائها ووالدتها بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية، هي منذ 2016 سفيرة الأمم المتحدة دفاعا عن ضحايا الإتجار بالبشر وتنشط من أجل قضية الأيزيديين، داعية إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرضوا له على أنه “إبادة”.

-تجاوز العار-

وفي ردود الفعل، رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ”جهود لا تكل من أجل تسليط الضوء على أفظع الجرائم ووضع حد لها”.

بدورها وصفت الأمم المتحدة الجائزة بأنها “رائعة”.

وأشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بـ”صرخة انسانية وسط فظائع لا يمكن تخيلها”، بحسب المتحدث باسمها.

وهنأ الرئيس العراقي المنتخب برهم صالح الناشطة ناديا مراد وقال إن الجائزة “تكريم لكفاح وصمود العراقيين في مواجهة الإرهاب والتطرف”.

وأضاف صالح أن تكريم ناديا “يجسد إقرار العالم بمأساة الأيزيديين وكل ضحايا الإرهاب والتكفير في العراق، وتقدير لشجاعتها ومثابرتها في الدفاع عن الحقوق المغتصبة”.

وقالت النائبة الأيزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل لفرانس برس، “هذا حدث كبير وفرحتنا كبيرة، يمثل صفعة أخرى بوجه الارهاب”.

وأضافت “نتمنى من الحكومة العراقية أن تنتبه أكثر الى المأساة التي حدثت للأيزيديين لان كل العالم اهتم بها لكن الحكومة لم تهتم”.

وتوقع عمليات الاغتصاب التي تمارس في العالم بأسره مئات آلاف الضحايا سواء في النزاعات أو في حملات قمع الأقليات.

يقول موكويغي إن هذا السلاح “غير الباهظ والفعال” لا يدمر النساء جسديا ونفسيا فحسب، بل يلحق بهن وصمة تلاحقهن مدى الحياة كما تلاحق الأطفال الذين قد يولدون جراء الاغتصاب.

ويتساءل مستنكرا “الضحايا يحكم عليهن بالمؤبد، لكن ماذا عن جلاديهن؟”

ويسجل تقدم في العالم على صعيد الوعي لهذا الموضوع، لكنه يبقى بطيئا.

وتبنى مجلس الأمن الدولي عام 2008 القرار 1820 الذي ينص على أن أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات “يمكن أن ترتقي إلى جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية أو أحد عناصر جريمة الإبادة”.

وعلى المستوى المدني، ساهمت حركة “#مي تو” والعاصفة التي أثارتها في العالم في إحداث وعي لمشكلة العنف الجنسي.

وعلقت رايس أندرسن بالقول “#مي تو وجرائم الحرب ليسا أمرا واحدا، لكن لديهما في المقابل نقطة مشتركة، هي أنه من المهم أن نرى معاناة النساء، أن نرى التجاوزات ونعمل بحيث تتخلص النساء من شعور العار ويتجرأن على الكلام”.

ونجحت الحركة منذ أن نشأت مع فضح تعديات المخرج هارفي واينستين في تشرين الأول/أكتوبر 2017، في إسقاط العديد من المشاهير وأصحاب السلطة والنفوذ.

وطاولت مفاعيلها مؤسسة نوبل نفسها، إذ أرغمت فضيحة اغتصاب الأكاديمية السويدية على إرجاء جائزة الآداب 2018 لسنة.

ويتقاسم دينيس موكويغي وناديا مراد جائزة نوبل التي تتضمن شهادة وميدالية ذهبية وتسعة ملايين كرونة سويدية (871 ألف يورو).

ويتسلم موكويغي ومراد الجائزة في أوسلو في 10 كانون الأول/ديسمبر في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الصناعي ألفريد نوبل.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية