The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

جنود ينضمون إلى التظاهرات في مدغشقر إثر دعوة وحدة عسكرية إلى العصيان

afp_tickers

انضمّ جنود إلى آلاف المتظاهرين في عاصمة مدغشقر السبت، بعدما دعت وحدة عسكرية بإحدى القواعد الرئيسية قرب أنتاناناريفو  إلى العصيان و”رفض أوامر إطلاق النار” على المتظاهرين، مطالبة الجيش والشرطة والدرك بالوقوف “صفا واحدا” في وجه السلطات.

وشهدت أنتاناناريفو السبت تظاهرات حاشدة ضد السلطة، هي الأكبر منذ أسابيع، استخدمت خلالها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ 25 أيلول/سبتمبر، احتجاجا على انقطاع المياه والكهرباء قبل أن تتحول التحركات دعوات لإسقاط النظام.

والتحق جنود بالمتظاهرين في وقت لاحق وسط هتافات شكر من الحشود، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وانسحبت الشرطة بعد التحاق عسكريين بصفوف المتظاهرين، ما سمح للحشد بمواصلة مسيرته إلى ساحة 13 أيّار/مايو أمام مقرّ البلدية في العاصمة.

وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، قال الكولونيل ميكاييل راندريانيرينا من وحدة “كابسات” (فيلق الأفراد والخدمات الإدارية والتقنية) التي كانت قد دعت إلى العصيان في وقت سابق السبت إن السلطات أطلقت الرصاص على رجاله، وأصابت عسكريا وصحافيا وقد “قضى الجندي متأثرا بإصابته”.

وأضاف “لا بدّ من أن يغادر كلّ هؤلاء الذين أرسلوا الدرك إلى هنا مناصبهم، بدءا بقائد الدرك ورئيس الوزراء والرئيس”.

وأفادت وسائل الإعلام المحلية بسقوط قتيل واحد على الأقلّ السبت. وأظهرت مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي رجلا بزيّ مدني وسط بركة من الدماء بالقرب من الساحة. 

وسمع مراسلو وكالة فرانس برس دوّي طلقات نارية خلال التظاهرة.

وفي تسجيل مصوَّر بُثّ على مواقع التواصل في وقت سابق السبت من قاعدة منطقة سوانييرانا الكبيرة في ضواحي أنتاناناريفو، دعت وحدة “كابسات” إلى أن “نُوحد قواتنا— جنودا وشرطة ودركا — ونرفض أن يُدفع لنا المال مقابل إطلاق النار على أصدقائنا وإخوتنا وأخواتنا”.

وأضافت “يصعب على الشباب إيجاد فرص عمل فيما يتزايد الفساد ونهب الثروات بأشكال مختلفة وتقوم قوّات الأمن باضطهاد مواطنينا وإلحاق الإصابات بهم وسجنهم وإطلاق الرصاص عليهم”. 

ودعا المتحدثون العسكريين المنتشرين أمام القصرين الرئاسيين في إيافولوها وأمبوهيتسوروهيترا إلى مغادرة مواقعهم ورفاقهم في مطار إيفاتو الدولي إلى “منع أي طائرة من الإقلاع”. 

ويُذكّر هذا النداء بتمرّد القاعدة نفسها عام 2009 خلال الانتفاضة الشعبية التي أوصلت الرئيس الحالي أندري راجولينا إلى السلطة.

– “عدم طاعة الأوامر” –

وطالبت الوحدة في ندائها “بإغلاق البوابات وانتظار توجيهاتنا وعدم الامتثال للأوامر الصادرة من القادة”، قائلة “صوّبوا أسلحتكم نحو من يأمركم بإطلاق النار على إخوتكم بالسلاح لأنهم ليسوا من سيهتمّون بعائلاتنا عندما نموت”.

وليس عدد العسكر الذين لبّوا هذا النداء معروفا بعد. غير أن مركبات تحمل جنودا مسلّحين انضمّت في فترة بعد الظهر إلى آلاف المتظاهرين المحتشدين في منطقة بحيرة أنوزي في جنوب العاصمة حيث كانت الشرطة قد أطلقت الغاز المسيل للدموع في مسعى إلى فضّ الاحتجاج، بحسب ما أظهر مقطع فيديو لوكالة فرانس برس. وهتف المحتجّون “شكرا” للعسكريين الذين كان بعضهم يحمل علم البلاد.

وقالت لوسي (24 عاما) “لا نحمل أسلحة ونحاول الدفاع عن أنفسنا بالحجارة من الغاز المسيل للدموع الذي يطلقونه علينا. وبتنا الآن نشعر بفخر كبير”.

ودعا وزير الدفاع الجديد، الجنرال ديراماسينجاكا مانانتسوا راكوتواريفيلو في مؤتمر صحافي الجيش إلى الهدوء. 

وقال “ندعو إخوتنا الذين لا يوافقوننا الرأي إلى الحوار”، مشدّدا على أن “الجيش الملغاشي يبقى وسيطا ويشكّل آخر خطّ دفاع للأمّة”.

وكان المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قد دعا سلطات مدغشقر الجمعة إلى “التوقّف عن اللجوء إلى القوّة غير المفيدة”، غداة تظاهرة في أنتاناناريفو أصيب عدّة مشاركين فيها.

وانتشرت تسجيلات مصوّرة تظهر عنف الشرطة في حقّ المتظاهرين على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي. وظهر في أحد التسجيلات رجل تُرك فاقدا للوعي على الأرض بعدما لاحقته قوّات الأمن وأبرحته ضربا. وتمكّن مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع من معاينة هذه الواقعة.

وبحسب الأمم المتحدة، قُتل 22 شخصا على الأقل وجُرح أكثر من مئة منذ بدء الاحتجاجات في 25 أيلول/سبتمبر، فيما تحدث الرئيس راجولينا عن 12 قتيلا فقط قال إنهم “مخرّبون ولصوص”.

وفي بادئ الأمر، اعتمد أندريه راجولينا نبرة هادئة إزاء التظاهرات وأقال الحكومة في محاولة لتهدئة الشارع، غير أنه سرعان ما صعّد من نبرته. وعيّن عسكريا رئيسا للوزراء، وسمّى ثلاثة وزراء فقط حتى الآن، جميعهم في الوزارات الأمنية.

وشهدت مدغشقر التي تعدّ من أفقر بلدان العالم منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1960 انتفاضات شعبية متعدّدة، أبرزها سنة 2009 عندما أطيح الرئيس مارك رافالومانانا وعيّن الجيش محلّه أندريه راجولينا لولاية أولى.

وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين. 

ستر-جسب/ع ش-م ن/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية