
حصري-مصادر: إسرائيل وافقت على تقديم 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية

من جوناثان لانداي وحميرة باموق ودافني ساليداكيس
واشنطن (رويترز) – قال مصدران مطلعان لرويترز إن مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغوا الكونجرس هذا الشهر بأن إسرائيل وافقت على تقديم مبلغ مماثل للمنحة الأمريكية البالغة 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية.
وهذه مساهمة لم ترد أنباء بشأنها من قبل لعملية المساعدات الخاصة المسلحة المثيرة للجدل.
وباستثناء المساهمة الأمريكية، التي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية في يونيو حزيران، ظلت مصادر تمويل المؤسسة غامضة لعدم كشفها عن مانحيها.
تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة وترويجها لعملية الإغاثة التي تنفذها مؤسسة غزة الإنسانية التي تقتصر مواقع توزيعها على جنوب غزة وتصف منظمات الإغاثة الأخرى والأمم المتحدة نموذجها بأنه خطير وغير فعال، وهو ما تنفيه المؤسسة.
وقال المصدران إن أرييه لايتستون وتشارلز ليث، مساعدَي مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدما إفادة عن مؤسسة غزة الإنسانية أمام لجان مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين يومي الثامن والتاسع من يوليو تموز الجاري.
وأضاف المصدران، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن لايتستون وليث أبلغا لجان الكونجرس بأن إسرائيل وافقت على تقديم مبلغ مماثل لما قدمته الولايات المتحدة لمؤسسة غزة الإنسانية في يونيو حزيران، وهو 30 مليون دولار، مما يكفي لتمويلها حتى نهاية يوليو تموز.
ولم يرد لايتستون وليث بعد على طلبات لإجراء مقابلات معهما، وأحال البيت الأبيض الأسئلة إلى وزارة الخارجية.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن “المانحين تعهدوا أو صرفوا عشرات الملايين من الدولارات لمؤسسة غزة الإنسانية” دون تحديد هوية هؤلاء المانحين.
وأضاف “تعهدت الولايات المتحدة بعشرات الملايين من الدولارات”، موضحا أن المساعدات الأمريكية “لا تغطي إجمالي المساعدات التي قدمتها الإدارة لسكان غزة منذ يناير 2025”.
ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلبات التعليق.
وقال ترامب يوم الاثنين إن الولايات المتحدة خصصت 60 مليون دولار للمساعدات الإنسانية لغزة غير أن وزارة الخارجية لم تصدر أي إعلانات أخرى بخلاف مبلغ الثلاثين مليون دولار الذي نال موافقة لمؤسسة غزة الإنسانية في يونيو حزيران.
وقال مصدر مطلع ثالث إن بعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون بأن ترامب ربما يخلط بين التمويلين الأمريكي والإسرائيلي.
وقالت المصادر إن لايتستون وليث أبلغا الكونجرس بأن الأمل معقود على أن يشاهد مانحون آخرون بحلول أغسطس آب نجاح مؤسسة غزة الإنسانية ويساهموا في تشغيلها، مما يسمح لها بزيادة مواقع التوزيع من أربعة إلى ثمانية.
ولم يتسن لرويترز التحقق مما إذا كانت إسرائيل قد سلمت 30 مليون دولار إلى المؤسسة التي تستخدم شركات عسكرية ولوجستية أمريكية خاصة هادفة للربح لنقل المساعدات إلى القطاع الفلسطيني لتوزيعها على مواقعها.
أبلغ جوني مور الرئيس التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية مركز أبحاث معهد هدسون يوم الأربعاء بأن المؤسسة، بصفتها مؤسسة خيرية أمريكية خاصة، ليست مضطرة للإفصاح عن مانحيها.
وأشار إلى أن المؤسسة بحاجة إلى المزيد من المال. وقال في إشارة واضحة إلى المساهمة الأمريكية “المشكلة الأكبر هي أننا نحتاج إلى المزيد، و30 مليون دولار لن تكفي”.
وقالت المؤسسة في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى رويترز إنها تركز على توزيع أكبر قدر ممكن من الغذاء بأمان وتواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح لها بفتح مواقع توزيع إضافية، بما في ذلك في شمال غزة. وأحجمت عن التعليق على الجهات المانحة أو تمويلها.
* الجوع في غزة
تواجه مؤسسة غزة الإنسانية انتقادات من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة وجهات أخرى بسبب ما تصفه هذه الجهات بأنه نموذج توزيع مساعدات غير آمن وانتهاك معايير الحياد الإنساني، وهي مزاعم تنفيها المؤسسة.
وتقول إسرائيل إن نظام المساعدات الذي تقوده الأمم المتحدة ويخدم سكان غزة منذ فترة طويلة سمح لمسلحي حماس بنهب شحنات المساعدات المخصصة للمدنيين.
وتنفي حماس هذا الاتهام.
ولم يجد تحليل داخلي أجرته الحكومة الأمريكية قريبا أي دليل على قيام حماس بسرقة ممنهجة للمساعدات الممولة من الولايات المتحدة.
وينتشر الجوع في غزة حيث حذر مرصد عالمي للجوع يوم الثلاثاء من أن أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف وقال إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنب سقوط وفيات على نطاق واسع.
ونفى رئيس مؤسسة غزة الإنسانية يوم الأربعاء احتمال تطور وضع الجوع الحالي إلى مجاعة قائلا “هذا أمر مختلق. لا توجد مجاعة (لكن) يوجد جوع حاد ولا يتوفر ما يكفي من الغذاء في قطاع غزة”.
وتعلن السلطات الصحية في غزة تسجيل المزيد من الوفيات لأسباب تتعلق بالجوع في الوقت الذي تثير صور أطفال فلسطينيين مصابين بالهزال استنكارا دوليا.
وقال ترامب هذا الأسبوع إن الكثيرين يتضورون جوعا في حين نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود مجاعة في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان والذي دمره الهجوم العسكري الإسرائيلي. ويقول مسؤولو الصحة إن الحملة الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني حتى الآن.
ووعد ترامب بإنشاء مراكز جديدة لتوزيع الغذاء وقال إن الأولوية القصوى في غزة هي لإطعام الناس.
وتخوض إسرائيل الحرب مع حماس منذ أن شن مسلحون من الحركة هجوما عليها في أكتوبر تشرين الأول 2023 تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وبدأ مخزون الغذاء في غزة في النفاد عندما قطعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس آذار.
ورفعت إسرائيل هذا الحصار في مايو أيار لكن مع فرض قيود قالت إنها ضرورية لمنع سيطرة الجماعات المسلحة على المساعدات.
وتؤكد إسرائيل أنها لا تسعى إلى تجويع سكان غزة، وأعلنت هذا الأسبوع إجراءات تسمح بدخول المزيد من المساعدات منها وقف القتال في بعض المواقع وإسقاط الأغذية من الجو وتوفير مسارات أكثر أمنا.
(شارك في التغطية الصحفية ميشيل نيكولز من نيويورك وشارلوت جرينفيلد من القدس – إعداد علي خفاجي ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)