
حماس تعيد لإسرائيل جثتَي رهينتين ونتانياهو يحذّر بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة

حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت من أن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس والتي تشمل نزع سلاح الحركة، فيما أعلن مكتبه الأحد تسلّم جثّتَي رهينتين سلمتهما حماس للصليب الأحمر مساء السبت.
وقال نتانياهو متحدثا للقناة الرابعة عشرة اليمينية التوجه إن “المرحلة الثانية تشمل أيضا نزع سلاح حماس، أو بشكل أدق، نزع السلاح من قطاع غزة، بعد تجريد حماس من أسلحتها”.
وأضاف “عندما يكتمل ذلك بنجاح، ونأمل بأن يتم بطريقة سهلة، وإن لم يحصل كذلك فبطريقة صعبة، عندها ستنتهي الحرب”.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الأحد في بيان بأن “إسرائيل تسلمت عبر الصليب الأحمر جثتَي رهينتين” كانتا محتجزتين في غزة.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت أنها ستسلّم في وقت لاحق السبت جثتي رهينتين في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما اشترطت اسرائيل استعادة جثث جميع الرهائن لإعادة فتح معبر رفح.
وقالت القسام في بيان عبر تلغرام إنها “ستقوم بتسليم جثتين لأسيرين من أسرى الاحتلال تم استخراجهما اليوم في قطاع غزة”.
وقبيل ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان “أوعز رئيس الوزراء نتانياهو بإبقاء معبر رفح مغلقا حتى إشعار آخر”.
وأضاف “سيتم النظر في إعادة فتحه وفقا لطريقة وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة الرهائن وجثث القتلى، وتنفيذ الشروط المتفق عليها لوقف إطلاق النار”.
من جهته، أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة أن إدخال المساعدات الطارئة وتقديم الخدمات الأساسية في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب على مدى عامين “مهمة هائلة”.
وقال لوكالة فرانس برس في حي الشيخ رضوان حيث عاين حجم الدمار “جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول أرضا خلاء”.
وأضاف “لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يوميا، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس”.
وقال فليتشر الذي دخل قطاع غزة الجمعة، إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمامه “مهمة هائلة (…) لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا الكثير”، مضيفا “هناك عمل هائل يتعين القيام به”.
– تحديد هوية رفات رهينة –
وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها حددت هوية رفات رهينة كان محتجزا في غزة وتم تسليمه الجمعة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة تسلم جثامين 15 فلسطينيا.
ويعمل عناصر الإنقاذ في أنحاء غزة على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، في حين تسعى حماس إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اضطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدور رئيسي في التوصل إليه ودخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الحالي، كان على حماس إعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات بحلول 13 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكدت حماس الجمعة “التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية”.
وأضافت أنّ “إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها”.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية السبت إن لديها “تقارير موثوقة” تفيد بأن حماس تخطط لهجوم وشيك ضد المدنيين في غزة، في خطوة اعتبرت واشنطن أنها ستشكّل “انتهاكا لوقف إطلاق النار” مشيرة إلى أنه “إذا أقدمت حماس على تنفيذ هذا الهجوم، ستُتّخذ الإجراءات اللازمة لحماية سكان غزة والحفاظ على قيام وقف إطلاق النار”.
– ضربة اسرائيلية على حافلة –
ميدانيا، أعلن الدفاع المدني في غزة السبت انتشال جثث تسعة فلسطينيين، قال إنهم قُتلوا الجمعة في ضربة إسرائيلية على حافلة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر”، وإن جنوده “أطلقوا النار لإزالة التهديد”، معتبرا أن العملية تمّت “وفقا لبنود الاتفاق”.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الضحايا، وجميعهم من عائلة شعبان وبينهم أطفال، قُتلوا بينما كانوا “يحاولون التحقق من (حالة) منزلهم” بعد القصف الإسرائيلي خلال الحرب.
وقالت أم محمد شعبان أحد أفراد العائلة “قتلت ابنتي وأطفالها وزوجها، إضافة الى ابني وزوجته وأولاده”.
واضافت “ليس هناك هدنة”، مشيرة الى أن الاطفال الضحايا تراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس مساء الجمعة إن الجيش “بدأ ترسيم الخط الأصفر الذي يمتد على أكثر من 50% من أراضي غزة، بعلامات خاصة مستمرة لتحديد (حدوده) بوضوح”.
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1221 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي قطاع غزة، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 68116 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بور-يمب/ح س-ب ق-الح