
زيلينسكي يعلن عن محادثات جديدة مع روسيا الأربعاء

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أن كييف وموسكو ستجريان محادثات جديدة الأربعاء استكمالا لجولتين عقدتاهما في تركيا ولم تسفرا عن تحقيق تقدم يذكر على صعيد إنهاء الحرب.
وأتى إعلان زيلينسكي بعد ساعات من تأكيد الكرملين الحاجة الى بذل جهود دبلوماسية إضافية قبل أي مباحثات جديدة، متحدثا عن تباعد في مواقف الطرفين، في وقت يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الضغط على موسكو من خلال التهديد بفرض عقوبات اقتصادية إضافية في حال عدم التوصل الى اتفاق.
في غضون ذلك، تتواصل الضربات الروسية بالصواريخ والمسيّرات على كييف ومدن أوكرانية أخرى، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتضرر مبانٍ ومنشآت.
وقال زيلينسكي في كلمته اليومية ليل الاثنين “ناقشتُ مع (سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني) رستم عمروف التحضيرات لعملية تبادل ولاجتماع جديد في تركيا مع الجانب الروسي. وأشار عمروف إلى أن الاجتماع مُقرر الأربعاء”.
وأوضح “تفاصيل إضافية ستتوافر غدا”.
ولم تعلّق روسيا بعد على موقف زيلينسكي الذي كان اقترح الجمعة أن يعقد الطرفان جولة جديدة هذا الأسبوع.
ورجّح مسؤول أوكراني لفرانس برس أن تعقد الجولة كما سابقتيها في اسطنبول، وتركّز على تبادل جديد للسجناء وامكان عقد لقاء بين زيلينسكي ونظيره فلاديمير بوتين.
ومنذ عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، ضغط ترامب على الجانبين لإجراء محادثات مباشرة. لكن الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات لم تفلح في تحقيق اختراق. ولم تسفر المحادثات سوى عن تبادل للأسرى.
وفي لقائهما الأخير قبل أكثر من شهر، تبادل الطرفان مسودتين تتضمنان أفكاراً حول ما يمكن أن يكون عليه اتفاق السلام لانهاء الحرب التي بدأت بالغزو الروسي مطلع العام 2022.
وقدمت روسيا قائمة بالمطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها في أيلول/سبتمبر 2022، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل. وطلبت من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي.
رفضت أوكرانيا هذه المطالب ووصفتها بأنها إنذارات غير مقبولة، وشككت بجدوى إجراء المزيد من المفاوضات إذا لم تكن موسكو مستعدة لتقديم تنازلات. ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وطالبت روسيا باحترام رغبتها بالانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين أن العمل جارٍ على تحديد موعد لجولة مباحثات ثالثة.
وقال للصحافيين “سنبلغكم فور التوصل إلى اتفاق نهائي على التواريخ”، مؤكدا الحاجة لـ”الكثير من العمل الدبلوماسي” في ظل تباين المواقف.
وأوضح “نحتاج الآن إلى تبادل وجهات النظر وإجراء مفاوضات حول هاتين المسودتين المتعارضتين تماما حاليا”.
ولم يخف ترامب مؤخرا شعوره بخيبة أمل من بوتين. وهو أمهل نظيره منتصف تموز/يوليو 50 يوما للتوصل إلى اتفاق وإلا سيواجه عقوبات واسعة النطاق. ولم تردّ موسكو بعد على هذه المهلة.
كما أعلنت واشنطن أنها ستستأنف مدّ كييف بالسلاح ضمن اتفاق مع الناتو.
– وزير خارجية فرنسا في كييف –
وأتى إعلان جولة المباحثات الجديدة في وقت تطلق روسيا أعدادا قياسية من الطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة. وقالت كييف إن هذه الضربات هي دليل على عدم جدية موسكو في وقف الحرب.
وطالت أحدث هذه الهجمات كييف الاثنين.
وقال زيلينسكي إن شخصين قُتلا في أنحاء البلاد في الهجمات التي وصفها بأنها “اعتداء على الإنسانية”، وأصيب 15 شخصا بينهم طفل يبلغ 12 عاما.
وبينما كان عمال الانقاذ يواصلون البحث عن الضحايا وسط الأنقاض، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في زيارة إلى العاصمة الأوكرانية.
واستهدفت الهجمات ست مناطق ضمن كييف، وأدت لاندلاع النيران في متجر للتسوق وأبنية سكنية وحضانة، بحسب السلطات.
ورأى مراسل لفرانس برس مباني متضررة والحطام والزجاج المتهشم في الشوارع.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 450 مسيرة وصاروخا.
وتعرّض مدخل محطة لوكيانيفكا للقطارات السريعة في كييف لأضرار جراء الضربات الليلية. كما ألحقت الضربات أضرارا بمنطقة إيفانو-فرانكيفسك (غرب) ومنطقتي خاركيف وسومي في الشرق.
ودان بارو الهجمات أثناء زيارة إلى محطة القطارات. وقال إن “الملاجئ نفسها لم تعد آمنة بالكامل، مثل محطة المترو التي خلفي وكانت تستخدم كملجأ لسكان كييف، وقد استُهدفت”.
وأضاف أن ذلك يأتي رغم إظهار أوكرانيا استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة مع روسيا.
وإثر لقائه زيلينسكي، كتب بارو على منصة إكس أن الأوروبيين سيواصلون “زيادة الضغط على فلاديمير بوتين”، مجددا “دعم فرنسا الثابت” لأوكرانيا.
من جانبه قال زيلينسكي إنهما “ناقشا الدعم الدفاعي، وخاصة قدرات الدفاع الجوي”، وتدريب الجنود الأوكرانيين. كما أكد أن “شركات فرنسية قررت البدء في تصنيع الطائرات المسيرة في أوكرانيا”، من دون تحديد أسمائها.
بور-اسي/لين-ص ك-كام/ود