
سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون قرب مطار بن جوريون في إسرائيل

من مصطفى أبو غنية
مطار بن جوريون (إسرائيل) (رويترز) – سقط صاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن باتجاه إسرائيل يوم الأحد قرب مطار بن جوريون، المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل، ما أدى إلى تصاعد عمود من الدخان إلى السماء وأثار الذعر بين الركاب في مبنى المسافرين ودفع إسرائيل للتهديد بالرد على الحوثيين وعلى إيران.
وأعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران مسؤوليتهم عن الهجوم الصاروخي. وكثفت جماعة الحوثي إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الآونة الأخيرة قائلة إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد.
وقال نتنياهو في منشور على منصة إكس “هجمات الحوثيين تنطلق من إيران. سترد إسرائيل على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي، وفي الوقت والمكان اللذين تختارهما، وعلى الإيرانيين سادتهم في الإرهاب”.
وفي مقطع فيديو منفصل أصدره مكتبه، قال نتنياهو “سنقوم بكل ما هو ضروري لحماية أمننا، والرد بشكل فعال، وتوجيه التحذير المناسب لإيران بأن هذا لا يمكن أن يستمر”.
وقال الحوثيون في بيان في وقت لاحق يوم الأحد إنهم سيعملون على فرض “حصار جوي شامل” على إسرائيل من خلال تكرار استهداف مطاراتها، ردا على توسيع إسرائيل عمليتها “العدوانية” في غزة.
وجاء في البيان أن الجماعة “تهيب بكافة شركات الطيران العالمية أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار…حفاظا على سلامة طائراتها وعملائها”.
واعترضت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية معظم عمليات إطلاق الصواريخ من اليمن، باستثناء ضربة أصابت تل أبيب العام الماضي. والصاروخ الذي أطلق يوم الأحد هو الوحيد الذي لم تعترضه إسرائيل ضمن سلسلة صواريخ أُطلقت منذ مارس آذار.
وأنهى الجيش الإسرائيلي تقييمه لملابسات الواقعة وأشار إلى “فشل تقني محدد في صاروخ الاعتراض الذي أطلق نحو الصاروخ”.
وذكر الجيش في بيان “يتبين من الاستنتاجات الأولية أنه لم يطرأ أي فشل في عملية الرصد وتفعيل أنظمة الاعتراض والإنذارات إلى الجبهة الداخلية”.
* ضربات أمريكية على الحوثيين
سمع مراسل من رويترز في المطار دوي صفارات الإنذار وشاهد الركاب يركضون نحو الغرف الآمنة.
ونشر عدة أشخاص مقاطع مصورة التقطوها بهواتفهم الذكية تُظهر تصاعد عمود من الدخان الأسود ظاهر للعيان في مكان قريب خلف طائرات متوقفة ومباني المطار. كما أظهرت صور طريقا قريبا ينتشر به الغبار والحطام.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن ثمانية أشخاص نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابات تراوحت بين طفيفة ومتوسطة.
واستعرض يائير هتسروني القائد الكبير في الشرطة الإسرائيلية أمام الصحفيين حفرة ناجمة عن سقوط الصاروخ، الذي قالت سلطات المطار إنه سقط بجانب طريق قرب مرأب سيارات تابع لمبنى المسافرين رقم 3. ويقع المطار قرب مدينة تل أبيب.
وقال هتسروني “يمكنكم رؤية المشهد خلفنا هنا مباشرة، حدثت حفرة قطرها عشرات الأمتار وعمقها عشرات الأمتار أيضا”، مضيفا أنه لم تقع أضرار جسيمة.
وأعلن يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين يوم الأحد مسؤولية الجماعة اليمنية عن إطلاق الصاروخ، وحذر شركات الطيران من أن المطار الإسرائيلي لم يعد آمنا للسفر.
وقال المتحدث “انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة، نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار بن جوريون في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي… تجدد القوات المسلحة اليمنية تحذيرها لكافة شركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار بن جوريون كونه أصبح غير آمن لحركة الملاحة”.
وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إن عمليات الإقلاع والهبوط استؤنفت وإن الأنشطة في مطار بن جوريون عادت إلى طبيعتها، وذلك بعد ورود تقارير عن توقف الحركة الجوية وإغلاق طرق الوصول إلى المطار.
لكن عددا من شركات الطيران أعلنت إلغاء رحلاتها من تل أبيب وإليها، ومنها لوفتهانزا ودلتا وآي.تي.إيه إيرويز وإير فرانس. وكان من المقرر أن تنطلق بعض هذه الرحلات يوم الاثنين أو يوم الثلاثاء.
وجاءت الضربة الصاروخية في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى أن وزراء إسرائيليين على وشك إقرار خطط لتوسيع العملية العسكرية في غزة، والتي استؤنفت في مارس آذار بعد وقف لإطلاق النار استمر شهرين، مما دفع الحوثيين إلى مواصلة قصف إسرائيل بالصواريخ.
وتعثرت الجهود الرامية للعودة إلى وقف إطلاق النار حتى الآن، وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس آذار بشن ضربات واسعة النطاق على جماعة الحوثي للحد من قدراتها وردعها عن استهداف الشحن التجاري في البحر الأحمر. وتسببت هذه الهجمات في مقتل المئات في اليمن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جيمس هيويت في رسالة بريد إلكتروني إلى رويترز “يواصل الجيش الأمريكي عمليته ضد الحوثيين، والتي شملت أكثر من 1000 ضربة ضد هؤلاء الإرهابيين، وسنواصل التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية عبر القنوات الدبلوماسية”.
وأضاف “لا تزال إدارة ترامب ملتزمة بإنهاء قدرة الحوثيين على تهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر”.
ولم يتطرق بشكل مباشر إلى حادثة المطار.
وبدأ الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، استهداف إسرائيل وحركة الشحن في البحر الأحمر أواخر عام 2023، خلال الأيام الأولى للحرب بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة.
واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع بعد ذلك تسببت في مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني وتدمير أجزاء شاسعة منه.