سويسرا تتطلع لدور بارز لمنظمة الأمن والتعاون في هدنة بأوكرانيا
من شأن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن تؤدّي دورا بارزا في مراقبة وقف إطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا في حال إقراره، على ما قال وزير الخارجية السويسري في مقابلة نشرت الأحد.
في 2026، تتولّى سويسرا رئاسة المنظمة وكشف وزير الخارجية السويسري إينياسيو كاسيس أن بلاده تريد التركيز على خطوات بناء الثقة والتحضير لهدنة محتملة بين موسكو وكييف.
وقال كاسيس في مقابلة مع “زونتاغزبليك” إن الاعتبارات وراء هذه الفكرة تقوم على أن “المنظمة قادرة على إيفاد عشرات الأشخاص في مهل قصيرة وفي وسعها متابعة وقف إطلاق النار ومراقبة خطّ وقف النار والإشراف على الانتخابات وسواها من المهام”.
لكنه لفت إلى أن “الجبهة الأمامية تمتدّ حاليا على 1300 كيلومتر والمنظمة صغيرة جدّا لمراقبتها لوحدها على طول امتدادها. ويتطلّب الأمر التزاما كبيرا من الدول المشاركة”.
وأشار كاسيس في معرض حديثه إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يتمكّن من التوصّل إلى صفقة لوقف المعارك بسرعة.
واستطرد “قد يحدث أمر من هذا القبيل في شكل مفاجىء، كما حصل مع صفقة غزة. وهدفي أن نكون في المنظمة مستعدّين. ونريد أن يتسنّى لنا فور التوصّل إلى صفقة الضغط على زرّ وخوض المهمّة”.
ولفت إلى أن الخطوة الأولى تقضي بإيفاد بعثة إلى أوكرانيا لتقصّي الحقائق والعودة مع تشخيص لواقع الحال يمكن لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاستناد إليه لإطلاق الخطوات التالية.
وتضمّ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي أنشئت سنة 1975 للحدّ من التوتّرات بين الشرق والغرب في خضمّ الحرب الباردة، 57 عضوا من أوروبا وآسيا الوسطى وأميركا الشمالية، من بينها الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
وقال وزير الخارجية السويسري أن روسيا انتهكت المبادئ الأساسية للمنظمة بشنّها عدوانا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. غير أن موسكو لم تنسحب من المنظمة ولم تطرد منها، ما يعكس أهمّية هذه الهيئة “للحوار مع روسيا، حتّى لو كان هذا الحوار محدودا”.
وكشف كاسيس أنه سيلفت القوى الكبرى إلى الدور الذي قد تضطلع به المنظمة في مجال التعاون والقنوات التي قد توفّرها.
وصرّح “ينبغي أن تكون منظمة الأمن والتعاون في أوروبا جاهزة للتحرّك حالما تسنح الفرصة، حتى لو كانت الفرص راهنا محدودة”.
وبعد ثلاثة أيّام من المحادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين، لم يتوصّل المفاوضون إلى أيّ نتائج تذكر السبت. وتعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دفع المفاوضات نحو “سلام فعلي”، بالرغم من القصف الروسي المتواصل لبلاده بالصواريخ والمسيّرات.
رجم/م ن/ب ق