مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“كلما طالت الأزمة يوما.. كلما كان الحلّ أعقد وأصعب”

خليل مشهدية، رئيس وفد مجلس الشعب السوري في أشغال الدورة 129 للجمعية العامة للإتحاد البرلماني الدولي المنعقدة حاليا في جنيف. swissinfo.ch

صرح خليل مشهدية، رئيس الوفد البرلماني السوري المشارك في الجمعية العامة للإتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف أن بلاده "تتعرض لإرهاب دولي لم يسبق له مثيل، وأن ذلك أدى إلى تدخل خارجي"، إلا أنه أقرّ بأن ما يجري "ليس كله إرهابا" وأن "هناك قضايا داخلية قد تكون عُولجت بشكل غير كامل"، مؤكدا على أن الحل "يجب أن يكون من قبل الشعب السوري وبمساعدة من يرغب في المساعدة".

شارك الوفد السوري في اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف من 7 الى 9 اكتوبر 2013 بوفد يتكون من خمسة نواب برئاسة السيد خليل مشهدية، العضو في مجلس الشعب السوري وفي اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا.

ونظرا للأزمة الحادة التي تعاني منها سوريا منذ أكثر من عامين ونصف، لقيت هذه المشاركة اهتماما خاصا سواء من قبل المشاركين أو من قبل وسائل الإعلام، أقله للتعرف على نظرة أخرى لمجريات هذا الصراع ومآلاته من وجهة نظر من لا زالوا موالين لنظام الرئيس بشار الأسد.

swissinfo.ch اتصلت برئيس الوفد البرلماني السوري، وأجرت معه الحوار التالي.

swissinfo.ch: ما هي المحاور التي ستركزون عليها في تدخلاتكم واتصالاتكم خلال مشاركتكم في هذه الدورة؟

خليل مشهدية: سوريا حريصة دوما على المشاركة في كل المؤتمرات، والمحافل العربية والدولية والاقليمية. ومشاركتنا على مستوى مختلف اللجان الدائمة ستشمل مقترحات على مستوى الأمن والسلم الدوليين، وقضايا التنمية ، والتهجير القسري وسواها، وهجرة الأطفال بدون مرافقين. ولدينا بند طارئ يتعلق بسوريا وبإحلال الحل السياسي السلمي أو المساعدة على ذلك من خلال: أولا منع العدوان أو التهديد به، وبالتالي المساعدة في منع الإرهاب. لأن سوريا في هذه الحالة تتعرض لقضيتين: أولا لإرهاب دولي لم يسبق له مثيل على مستوى العالم ، وبدعم من قوى إقليمية ودولية للأسف. وفي نفس الوقت هذا الإرهاب الدولي جر الى محاولة تدخل خارجي تحت شعار ما يُسمى حماية المعارضة.

تعقد الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي اجتماعها السنوي في جنيف ما بين 7 و 9 اكتوبر

الدولة 129 شهدت عضوية بلدين هما بوتان والصومال  في حين علقت عضوية مصر الى أن يتم ظهور برلمان منتخب.

الموضوعات الرئيسية  في هذه الدورة كانت لها صلة عموما بموضوعي الأمن والسلم والأمن في العالم. 

ن أهم النقاط التي سيناقشها حوالي 1200 مشارك من 129 دولة موضوع نزع السلاح النووي والكيميائي. وبعد المشاورات ستقدم الجمعية العامة في دورة العام القادم على إصدار قرار بخصوص عالم خال من الأسلحة النووية.

المواضيع المرتبطة بالشرق الأوسط ستتصدرها الأوضاع في سوريا خصوصا أوضاع اللاجئين والنازحين وكذلك مسألة نزع الأسلحة الكيماوية. 

كالعادة، ستعقد الجمعية العامة جلسة خاصة بالشرق الأوسط حيث يدور نقاش بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بحضور الدول المهتمة بالموضوع.   

بخصوص إحلال السلم في سوريا، ما هي القاعدة التي تودون طرحها أمام هذا المؤتمر؟

خليل مشهدية: نحن نريد أن نقول فقط للجوار، وللعالم، وخاصة الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي لها حق الفيتو، باننا نطلب منهم فقط احترام القانون الدولي، واحترام الشرعية الدولية، وترك سوريا لشأنها على الأقل إذا لم يريدوا أن يُساعدوها. لأنه أصبح اليوم واضحا للأسف ما كنا نقوله منذ مدة ولم يصدقه أحد. وحتى تركيا الآن تدعو الى وقف دخول الإرهاب إليها. وكنا نقول قبل سنيتن من يُخرج الشيطان من عباءته لن يستطيع إعادته. ولذلك انتبهوا إلى أن هذا الإرهاب سيمتد الى دول الجوار والعالم ويهدد الجميع وهو عابر للحدود. الآن اقتنعوا بأن هناك إرهابا، وأنه عابر للحدود. ولذلك نحن نريد أولا وقف تمويل الإرهاب عبر الحدود، سواء كان بالتسليح او المال او المسلحين.  وفي نفس الوقت ضبط الحدود وحسن الجوار وتتكفل سوريا رغم كل آلامها وخسائرها بمعالجة هذا الإرهاب.

لكن هل كل ما يحصل في سوريا هو فقط إرهاب ومحاربة إرهاب؟

خليل مشهدية: لا على الإطلاق. نحن نقول أن لدينا قضايا داخلية مهمة جدا. وتمت المعالجات منذ عامين ونصف. هذه المعالجات قد تكون ليست كاملة ، وليست هي الحل النهائي. نريد حوارا شاملا على مستوى كل الأطراف في سوريا ما عدى الذي حمل السلاح وأراق الدم السوري دون سبب، وأخص منهم القوى الخارجية.  أما لدينا إشكالات مثل أي دولة في الدنيا من دول العالم الثالث او الأول او الثاني.

لكن نحن نقر بأن هذه مشاكل وتحتاج الى معالجة. وقد صدرت كثير من القوانين والمراسيم كمحاولة لمعالجة هذه القضايا، لكن البعض لا يريد لهذا الحل أن يصل الى نهايته كحل سلمي. يريد إشعال الفتنة بدليل أن القتل والذبح وأكل القلوب والأكباد ليس من طبيعة معارضة تطالب بحلول. قد يُقال أن هذا رد فعل على مسألة العنف. العنف بالنسبة للدولة ليس هو التوجه. ويجب أن يصدق الناس، وهذا معلن بالنسبة لنا، بأن الحل العسكري هو شق مضطرون له من أجل معالجة العنف المسلح والإرهاب الذي اعتقد أنه لم يحصل مثله في العالم.

هناك حديث الآن عن إمكانية تنظيم اجتماع جنيف 2 لمحاولة إيجاد حل لصراع طال لأكثر من سنتين ونصف. ما هو تصوركم للحل الذي قد يتم اقتراحه فيه؟ وهل تعتقدون بأن المجال لا زال متاحا للم شمل السوريين من مختلف التوجهات؟

خليل مشهدية: أود أن أقول أنه كلما طالت الأزمة يوما، كلما كان ذلك أعقد وأصعب. ولذلك طرحت سوريا منذ البداية بأن الحل النهائي في سوريا هو حل سلمي. نحن  كدولة، لا نريد أن نعسكر المسألة، ولا نريد لأحد أن يعسكر هذه المسألة. والشيء الطبيعي الذي أصبح واضحا وبشكل مطلق ومعلن، وليس تحليلا سياسيا. فالسعودية تقول أنا أسلح، وقطر تقول أنني أسلح، وأمريكا تقول أنني أسلح بسلاح غير فتاك. لا أحد في هذا العالم يفهم بأن هناك سلاحا غير فتاك. وكل أوروبا تعلن أنها تسلح. فإذن تسلح من؟ هي باعتقادي تسلح معارضة لكنها في الحقيقة تحت هذا الشعار هي تسلح القاعدة شاءت أم أبت. لأن هذه التنظيمات تسيطر على ما يسمى بالجيش السوري الحر. لذلك بالنسبة لنا ما زلنا نأمل في مساعدة في هذا الإطار من أي جهة دولية كقوة أو كمجموعة دولية، لكن هذه المساعدة ليست لإيجاد الحلول محل الشعب السوري، بل مساعدة لوضع خارطة طريق يقبلها الشعب السوري وهو الذي يحل الأمور بنفسه.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية