صلاة البابا تجدد الآمال في تحقيق العدالة لقتلى انفجار مرفأ بيروت
بيروت 2 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – بعد خمس سنوات من فقدان ابنتها في انفجار مدمر في مرفأ بيروت، قالت نيللي الحلو إن الصلاة الصامتة التي قادها البابا ليو في موقع الانفجار اليوم الثلاثاء كانت كافية لإحياء الآمال في تقديم المسؤولين عن الانفجار للعدالة.
وأدى انفجار الرابع من أغسطس آب 2020 إلى مقتل أكثر من 220 شخصا وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة اللبنانية، لكن تحقيقا فيما إذا كان المسؤولون على علم بوجود مئات الأطنان من نترات الأمونيوم المتفجرة في المرفأ جرى تعليقه بسبب التدخل السياسي.
وقاد ليو صلاة صامتة في موقع الانفجار اليوم، آخر أيام أول رحلة خارجية له خلال بابويته. ووضع البابا إكليلا من الزهور وأضاء شمعة عند نصب تذكاري هناك، قبل أن يحيي الناجين من الانفجار وأقارب القتلى المكلومين.
وانحنى البعض وقبلوا يده، ممسكين بصور أحبائهم المفقودين.
وقالت الحلو إن زيارة ليو وجهت رسالة مفادها “أنه نحنا منا متروكين، منا متروكين لوحدنا”.
وأضافت لرويترز وهي تحمل صورة لابنتها نيكول “جاي يقلنا ما نغرق بيأسنا، نقوم من حزننا، نقوم من يأسنا، بس القيامة ما بتصير بدون محاسبة.. لازم يتحاسبوا على جرمهم”.
* “ما نطلب إلا العدالة”
طالبت أسر الضحايا ومنظمات حقوقية القضاء اللبناني بإصدار لائحة اتهام أولية تحدد التسلسل الكامل للمسؤولين عن الانفجار، الذي يُعتقد أنه نجم عن حريق بالقرب من المواد الكيماوية المخزنة.
وقالت تاتيانا حصروتي، وهي محامية عمرها 25 عاما كان والدها غسان من بين قتلى الانفجار، إن زيارة البابا ليو أظهرت “أنه يرى آلامنا، وهو هنا ليعطينا الأمل” بعد خمس سنوات دون تحرك يذكر من الحكومة تجاه قضيتهم.
وبكى الكثيرون عندما أهداهم البابا ليو مسابح في أكياس تحمل شعاره. وبكت ميلفين خوري، التي أصيبت في الانفجار، وهي تحيي البابا وسألته عما إذا كان من الممكن أن تعانقه، فأومأ لها برأسه وتعانقا.
وقالت سيسيل روكوز، التي فقدت شقيقها في الانفجار حيث كان يعمل في المرفأ “مهمة كتير بالنسبة لنا لأنه هذه رسالة، لو ما أعطي ولا أي تصريح بصلاة البابا، نحن بتكفينا أنه يصلي على أرواح الضحايا اللي سقطوا دون أي سبب سوى الفساد في لبنان. صلاة ليو الصامتة تكفينا”.
وقالت “البابا معروف إنه بحب كتير العدالة، وكانت كلمته واضحة بالنسبة للسياسيين بالبلد: كونو قراب (اقتربوا) من الشعب ويكون في عدالة. نحنا ما بنطلب بهذا الملف إلا العدالة، عدالة الضحايا اللي سقطوا هون”.
وفي كلمة الوداع قبل مغادرته لبنان، قال البابا ليو إنه تأثر كثيرا باللقاء.
وقال “أصلي من أجل جميع الضحايا، وأنا أحمل معي الألم والتعطش للحقيقة والعدالة للعديد من العائلات، لبلد بأكمله”.
(إعداد حاتم علي وأميرة زهران للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)