The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

عشرون قتيلا على الأقل في 24 ساعة إثر قصف للدعم السريع على مستشفى في الفاشر

afp_tickers

قُتل 20 مدنيا على الأقلّ في خلال 24 ساعة بقصف لقوات الدعم السريع على مستشفى هو من بين آخر المنشآت الصحية قيد الخدمة في مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب السودان، وفق ما أفادت مصادر طبية.

وتشنّ قوات الدعم السريع هجومها الأعنف على الإطلاق على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها.

ويفيد ناشطون بأن الفاشر، آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرة قوات الدعم السريع، باتت “مشرحة مفتوحة تنزف من كل الجهات”.

وأسفرت الحرب المتواصلة منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص ودفعت الملايين إلى النزوح فيما بات نحو 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد. وهي أحدثت “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” بحسب وصف الأمم المتحدة.

وأسفر القصف الأربعاء عن سقوط 12 قتيلا على الأقلّ، من بينهم طبيب وممرّض، و17 جريحا، بحسب ما أفاد زملاء لهم اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم.

وهذا الهجوم هو الثاني على المستشفى في أقل من 24 ساعة. 

وكان قسم التوليد قد استهدف الثلاثاء بمسيّرة، في غارة أدّت إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة سبعة، بحسب المصادر عنها.

كذلك تسبّبت الضربة في “تضرر المباني والمعدات”. 

ويعد المستشفى من بين آخر المنشآت الطبية والصحية التي ما زالت تعمل في المدينة مع تعرّض معظمها لقصف متكرر أجبرها على الإغلاق.

-90 % من المستشفيات خارج الخدمة –

وغالبا ما تتعرّض المستشفيات للقصف في السودان وتُقتحم وتُنهب. وباتت 90 % من مستشفيات البلاد خارجة عن الخدمة، بحسب نقابة الأطباء.

وقضى عشرات من أفراد الطواقم الطبية في ضربات غالبا ما تقول الأمم المتحدة إنها متعمّدة.

وتحاول الفرق الطبية المنهكة جاهدة معالجة المصابين جراء الهجمات اليومية.

وتفيد الأمم المتحدة بأن حوالى 80 في المئة من العائلات التي تحتاج إلى الرعاية الصحية في الفاشر غير قادرة على الحصول عليها.

وقال أطباء يستخدمون اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الاطصناعية للالتفاف على انقطاع الاتصالات، إنهم اضطروا لاستخدام قطع قماش من الناموسيات كبديل للشاش لتغطية الجروح. 

ومع مرور 18 شهرا على فرض قوات الدعم السريع حصارها، نفد كل شيء تقريبا من المدينة التي تعد 400 ألف نسمة.

وحتى علف الحيوانات الذي اعتمدت عليه عائلات كغذاء للبقاء على قيد الحياة نفد، وبات ثمن الكيس الواحد مئات الدولارات.

وأُجبرت معظم المطابخ العامة التي كانت توفر الغذاء للسكان على إغلاق أبوابها بسبب شح المواد، بحسب “لجان المقاومة المحلية” ومجموعات من المتطوعين ينسّقون المساعدات.

– مليون شخص فرّوا –

وبحسب أرقام نشرتها الأمم المتحدة الثلاثاء، فر أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب، أي ما يعادل 10 في المئة من إجمالي الأشخاص الذين نزحوا داخل البلاد.

وتراجع عدد سكان المدينة الذي كان الأكبر في المنطقة في الماضي، بحوالى 62 في المئة، من أكثر من مليون نسمة إلى حوالى 413 ألفا، بحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.

ويفيد مدنيون بأن الضربات اليومية تجبرهم على تمضية معظم أوقاتهم تحت الأرض داخل مخابئ موقتة حفرتها العائلات في الباحات الخلفية لمنازلها.

ومنذ آب/أغسطس، تكثّف قوات الدعم السريع قصفها على الفاشر التي تحاصرها منذ أيار/مايو 2024. وقد تمكّنت في الأسابيع الأخيرة من السيطرة على أجزاء كبيرة من المدينة.

وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية حللها مختبر البحوث الإنسانية (هيومانيتاريان ريسيرتش لاب) في جامعة ييل الأميركية أن قوات الدعم السريع بنت جدارا على امتداد 68 كيلومترا حول الفاشر، بما يدع مخرجا وحيدا من المدينة يتعرض فيه المدنيون للابتزاز في مقابل العبور.

وحذّرت الأمم المتحدة مرارا من “هجمات وفظاعات واسعة النطاق ومدفوعة عرقيا” في المدينة حيث سيطرت قوات الدعم السريع على عدة مخيّمات للنازحين ضربتها المجاعة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس “بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المتواصل والقتال المستمر، الفاشر على شفا كارثة أكبر إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة لفك الطوق المسلّح عنها وحماية المدنيين”.

وهو دعا إلى إقامة “ممرّ آمن” لكي يتسنّى لمن يريدون المغادرة الرحيل “طوعا”، مطالبا بنفاذ فوري إلى المساعدات الإنسانية.

بور-بها/لين-م ن/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية