
قائد الجيش الإسرائيلي يزيد الضغوط على نتنياهو بمعارضة التوسع بحرب غزة

من ألكسندر كورنويل ونضال المغربي
القدس/القاهرة (رويترز) – قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن رئيس هيئة أركان الجيش إيال زامير يعارض اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إحكام القبضة على بقية المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش في غزة، مما يلقي بمزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو بسبب الحرب.
وأضاف المسؤولون المطلعون أن زامير حذر نتنياهو خلال اجتماع شابه التوتر استمر ثلاث ساعات يوم الثلاثاء من أن السيطرة على ما تبقى من غزة قد يجر الجيش للبقاء طويلا في القطاع الذي انسحب منه قبل 20 عاما ويلحق الضرر بالرهائن المحتجزين هناك.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على 75 بالمئة من قطاع غزة بعد ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب التي بدأت عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تجمعات سكانية في جنوب إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023.
وعارض الجيش مرارا فرض الحكم العسكري وضم الأراضي وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك، وهي سياسات يؤيدها بعض أعضاء الحكومة.
تشتد الضغوط الدولية على نتنياهو حتى يتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع الساحلي الذي تعرض للتدمير جراء القتال ونزح معظم سكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة مرات عدة. وتقول منظمات الإغاثة إن السكان على شفا المجاعة.
ووصفت الأمم المتحدة التقارير التي تتحدث عن احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها “مقلقة للغاية” إن صحت.
وتجنب الجيش الإسرائيلي في بعض الأحيان المناطق التي تشير معلومات المخابرات إلى وجود رهائن فيها. وقال رهائن أطلق سراحهم إن خاطفيهم هددوا بقتلهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية.
وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن نتنياهو الذي يؤيد توسيع العمليات العسكرية ذكَّر زامير بأن الجيش أخفق حتى الآن في تحرير الرهائن.
وأفضت مفاوضات دبلوماسية إلى إطلاق سراح معظم الرهائن المفرج عنهم حتى الآن.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس على منصة إكس يوم الأربعاء إن من حق رئيس الأركان، بل من واجبه، التعبير عن رأيه، لكنه قال إن الجيش سينفذ قرارات الحكومة حتى تحقيق كل أهداف الحرب.
وأكد مكتب نتنياهو اجتماعه مع زامير يوم الثلاثاء، لكنه أحجم عن التعقيب. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للحصول على تعليق.
ومن المقرر أن يناقش نتنياهو الخطط العسكرية بشأن غزة مع وزراء آخرين يوم الخميس.
ويقود نتنياهو حكومة ائتلافية هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وكان بعض شركائه الرئيسيين قد هددوا بالاستقالة إذا أنهت الحكومة الحرب.
وقال نتنياهو في مايو أيار إن إسرائيل ستسيطر على غزة بالكامل.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد للصحفيين بعد اجتماع استمر 40 دقيقة مع رئيس الوزراء اليوم إنه أبلغ نتنياهو بعدم رغبة الرأي العام في استمرار الحرب وبأن السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع ستكون فكرة سيئة جدا.
وفي إسرائيل، تظهر استطلاعات الرأي تأييدا لاتفاق دبلوماسي من شأنه إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
* ضغوط دولية
لا يزال هناك 50 رهينة في غزة ويعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة، وأثارت مقاطع مصورة نشرتها حماس والجهاد الإسلامي، وهي جماعة مسلحة أخرى في غزة، الأسبوع الماضي لرهينتين في حالة هزال شديد تنديدات دولية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 200 فلسطيني توفوا بسبب الجوع منذ بدء الحرب، نصفهم تقريبا من الأطفال.
وذكرت سلطات الصحة أن أكثر من 20 شخصا لقوا حتفهم يوم الأربعاء عندما انقلبت شاحنة يعتقد أنها كانت تحمل أغذية في أثناء تدافع حشد للحصول على طعام.
وهناك ضغوط دولية مكثفة لوقف إطلاق النار لتخفيف حدة الجوع والظروف المروعة في غزة ولإطلاق سراح الرهائن. وانهارت أحدث محادثات لوقف القتال في قطر الشهر الماضي. وتصر حماس على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب، بينما تتهم إسرائيل الحركة بعدم الجدية في التخلي عن السلطة بعد ذلك، وتؤكد أنه يجب هزيمتها.
ومن المرجح أن يكون لتوسيع الهجوم العسكري في المناطق المكتظة بالسكان عواقب كارثية. ويعيش الكثير من سكان غزة البالغ عددهم مليوني فلسطيني في مخيمات بجنوب القطاع، بعد أن شردهم القصف المستمر منذ 22 شهرا.
ويقول تامر البرعي، وهو نازح فلسطيني يعيش على أطراف دير البلح في وسط غزة “وين بدنا نروح؟”.
وقال لرويترز عبر الهاتف “الناس يعني تنط في البحر ولا شو تعمل إذا الدبابات دخلت؟ ولا تستنى الموت تحت أنقاض بيوتها؟”.
* ضغوط
أدت الحرب في غزة أيضا إلى فرض ضغوط على الجيش الإسرائيلي الذي يضم قوات نظامية محدودة العدد واضطر مرارا إلى استدعاء قوات الاحتياط، ولم يتضح ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من جنود الاحتياط لتوسيع العمليات والسيطرة على المزيد من الأراضي.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الجيش واصل شن غارات جوية على قطاع غزة يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل 135 على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد القتلى منذ بداية الصراع إلى أكثر من 61 ألفا معظمهم من المدنيين.
وتقول إسرائيل إن هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 تسبب في مقتل نحو 1200 شخص، بينهم أكثر من 700 مدني، واحتجاز 251 رهينة في غزة.
(إعداد نهى زكريا وأميرة زهران ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)