The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بريكس ترزح تحت تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على دولها

afp_tickers

سعت الصين وروسيا إلى تهدئة التوتر الإثنين بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على دول مجموعة بريكس التي انتقدت حربه التجارية على دول العالم قاطبة.

ومن دون تسمية الولايات المتحدة صراحة، أعرب تكتّل الدول الناشئة خلال قمته المنعقدة في ريو دي جانيرو برئاسة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن “قلق شديد إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تسبب خللا في التعاملات التجارية”.

واعتبرت مجموعة الدول ذات الاقتصادات الناشئة هذه أن هذه الرسوم غير قانونية وتعسفية، وتُهدد “بالحد من نمو التجارة العالمية، وتعطيل سلاسل التوريد، وإدخال حالة من عدم اليقين إلى الأنشطة الاقتصادية والتجارية الدولية”.

وسارع ترامب إلى الردّ على بريكس بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأحد، متوعدا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 % على الدول التي تتبنى سياساتها.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” الأحد “أي دولة تصطف مع سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا سيتم فرض رسوم جمركية إضافية عليها بنسبة 10 %. ولن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة”. 

كذلك، أكد ترامب في منشور آخر أنه سيبدأ الإثنين بإرسال أول دفعة من الرسائل إلى دول عدة في أنحاء العالم لحضها إما للتوصل إلى اتفاق تجاري أو أن تفرض رسوم باهظة على سلعها.

تُمثل الدول الناشئة الإحدى عشرة التي تشكل مجموعة بريكس وبينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، حوالى نصف سكان العالم و40 % من الناتج الاقتصادي العالمي. 

وردّا على تهديدات ترامب قال الرئيس البرازيلي إنّ اقتصادات دول البريكس لا تريد العيش في ظل “إمبراطور”.

وقال لولا في ختام القمة “نحن دول ذات سيادة. لا يلزمنا إمبراطور”.

وأضاف “إذا كان يعتقد أنه يستطيع فرض ضرائب، فمن حق الدول الأخرى أن تفرضها أيضا. هناك قانون المعاملة بالمثل”.

أما رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا فقال إنّه “من المخيّب للآمال حقّا أنه بعد مبادرة جماعية إيجابية للغاية كتلك التي قدّمتها البريكس، هناك من ينظرون إليها نظرة سلبية ويرغبون في معاقبة المشاركين فيها”.

وبحسب مارتا فرنانديز، مديرة مركز سياسات البريكس، وهو مركز أبحاث في الجامعة الكاثوليكية في ريو دي جانيرو فإنّ “ترامب لم يعد يستهدف دولة معيّنة، بل يهدد التكتّل بأكمله”.

وأضافت أنّ هذه الاستراتيجية “تهدف إلى بثّ الخوف في بعض الدول التي تتفاوض ثنائيا مع ترامب، مثل الهند”.

ويحاذر سائر قادة دول بريكس توجيه انتقادات مباشرة للولايات المتحدة أو لرئيسها، لا سيما وأنّ دولا عدة تنخرط في مفاوضات تجارية مباشرة مع واشنطن.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسنت الأحد إن الرسوم الجمركية الجديدة ستطبق اعتبارا من الأول من آب/أغسطس المقبل في حال لم يبرم شركاء واشنطن التجاريون من تايوان إلى الاتحاد الأوروبي، اتفاقات معها.

وكان ترامب أحدث في نيسان/أبريل صدمة حول العالم بإعلانه عن زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على كل الشركاء التجاريين لبلاده. وتراوحت تلك الرسوم بين 10% كحدّ أدنى و50% للدول التي تُصدّر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها. 

لكنّه ما لبث أن علّق تطبيق تلك الرسوم حتى التاسع من تموز/يوليو وفتح الباب أمام إجراء مفاوضات تجارية مع كل دولة على حدة.

– لا “للمواجهة” –

وردّا على تهديدات ترامب الموجّهة ضدّ المجموعة، أعلنت بكين الإثنين أن دول بريكس لا تسعى إلى “المواجهة”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ “في ما يتعلق بفرض رسوم جمركية، لطالما أكدت الصين موقفها القاضي بأن الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها، وأن الحمائية لا تسمح بالتقدم”.

وأكّدت أن التكتّل “يروّج للانفتاح والشمولية والتعاون على قاعدة الكلّ رابح”.

وللمرة الأولى منذ 12 عاما، يغيب الرئيس الصيني عن قمة المجموعة التي تعتبر بلاده القوة المهيمنة فيها.

وما زالت الصين تتفاوض مع الولايات المتحدة التي توصلت معها إلى “إطار عام” خلال مفاوضات في لندن الشهر الماضي. وبريطانيا وفيتنام هما حاليا البلدان الوحيدان اللذان توصّلا إلى تسوية تجارية مع الولايات المتحدة.

أنشئت مجموعة بريكس بهدف إعادة التوازن إلى النظام العالمي، وباتت إثر توسعها في العام 2023 وانضمام السعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإيران وإندونيسا إليها أكثر تنوعا.

كذلك غاب عن القمّة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف أصدرتها في حقه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية إلى روسيا، ما يعتبر جريمة حرب.

وفي كلمة وجّهها الأحد عبر الفيديو، اعتبر الرئيس الروسي أن مجموعة بريكس باتت تعتبر “من المراكز الرئيسية للحكم العالمي” وأن “نهج القطب الأوحد في العلاقات الدولية … ولّى زمنه”.

والإثنين، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردّا على سؤال عن تصريحات ترامب إن “التفاعل في سياق بريكس لم يكن أبدا ولن يكون يوما موجّها ضدّ بلد ثالث”، وفق ما نقلت عنه وكالات إعلام روسية.

وتمحورت نقاشات اليوم الثاني والأخير من قمّة ريو على تداعيات التغيّر المناخي، وهي مسألة في غاية الأهمية للبرازيل التي تستضيف في تشرين الثاني/نوفمبر مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ “كوب 30”.

وفي بيانها الختامي، أعطت دول بريكس الرئيس الأميركي سببا آخر للانزعاج منها عبر إدانتها الضربات التي شنّتها الولايات المتّحدة وإسرائيل في حزيران/يونيو ضدّ إيران، وهنا أيضا من دون تسمية واشنطن وحليفتها.

ابب/دص-ود-سام-م ن-ص ك-بم/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية